10-يناير-2022

في شوارع الجزائر العاصمة (تصوير: بلال بن سالم/أ.ف.ب)

 

يحذّر مختصّون في الجزائر من تعقّد الوضعية الوبائية في الجزائر بسبب اكتشاف حالات المتحور أوميكرون، وارتفاع عدد الإصابات المسجّلة من طرف وزارة الصحّة، ويؤكّدون أن تحذيرات الوزير عبد الرحمان بن بوزيد مؤخرًا ودعواته المتكرّرة لتسريع وتيرة الاستجابة للتلقيح والالتزام بالتدابير الوقائية جاءت بناءً على عديد العوامل التي لا يمكن إغفالها أو تجاوزها.

الدكتور محمد كواش: القادم سيكون أصعب بسبب الموجة الرابعة للفيروس وظهور عديد الإصابات بالمتحور أوميكرون

هنا، يوضّح الدكتور محمد كواش وهو طبيب مختص في الصحّة العمومية أن "القادم سيكون أصعب بسبب الموجة الرابعة للفيروس وظهور عديد الإصابات بالمتحور أوميكرون"، لافتًا في تصريحات لـ "الترا جزائر" أن هناك مؤشّرات عديدة تفيد بأنّ الموجة الرابعة ستكون صعبة، على حدّ تعبيره.

اقرأ/ي أيضًا: بقاط بركاني: ذروة الموجة الرابعة في غضون 10 أيام

 

ولتوضيح ذلك قال كواش إن ما نراه في الميدان وعلى مستوى المؤسّسات الصحيّة والاستشفائية هو ما عشناه في فترة سابقة لهذا الوباء "نعيش تقريبًا نفس السيناريو الذي شهدناه في بداية الموجة الثالثة، السيناريو الذي نشهد فيه التجمعات العائلية".

وأضاف "نحن نستقبل اليوم المرضى من عائلة واحدة انتقلت إليها العدوى في مناسبات عائلية سواءً مناسبات الأعراس والجنائز والأفراح، الإصابات بين الأقارب والعائلة الواحدة، ضف إلى ذلك أصبحنا نسجل الإصابات عند الأطفال، وعند الأولياء وعند البالغين".

وهنا لا بدّ من بيان أن متحور دلتا ينقل العدوى لثماني أشخاص، بينما متحور أوميكرون، فهو ينتقل لضعفي المصابين، إذ أن أوميكرون بإمكانه أن ينقل العدوى لـ 16 شخصًا أي 260 مرّة مقارنة بالسلالة الأم ّ كورونا، وهذا مؤشّر خطير.

وكما أشارت له وزارة الصحّة بأن نسبة التلقيح ضعيفة، قال المتحدّث رغم أن السلطات وفرت الملايين من الجرعات إلا أنّ المنحى لم يكن حسب الانتظارات، داعيًا إلى الاستفادة من التلاقيح المتوفرة تفاديا للأزمة الوبائية.

وشرح المتحدّث أن اللقاحات تحمي من الإصابة بفيروس دلتا بنسبة 75 بالمائة وتحمي من الإصابة بمضاعفاتها" بنسبة 85 في المائة، موضحًا أكثر بأن آخر الدراسات الطبية تؤكّد أن اللقاحات لا تحمي من الإصابة بالفيروس ولكنها تحمي من مضاعفات الإصابة وهو مؤشّر إيجابي.

وفي ظلّ الارتفاع المحسوس للإصابات خلال هذه الأيام، يتوقّع الدكتور كواش أن الجزائر سوف تعرف توقّف الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الدراسة، بفعل الحجر الصحي والعطل المرضية بالنسبة للعاملين والمتمدرسين، مشيرًا إلى أنه الوضع الذي تعيشه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التي سميت بـ "جائحة توقف الأنشطة الاقتصادية والأنشطة الخدماتية وتوقف الطيران بسبب إصابة العمال".

إجراءات استعجالية

وفي سؤال يتعلّق بالإجراءات الاحترازية أو القرارات المتوقعة من قبل الحكومة، قال كواش إننا حاليًا علينا أن نمرّ إلى "مرحلة الصرامة" كطريقة استعجالية خصوصًا أننا لاحظنا بداية انتشار العدوى، إذ وجب على الحكومة أن تقوم بخطوة استعجالية تتمثّل سواء في إلغاء الأنشطة والتجمّعات الرّسمية والرياضية والعائلية وكذلك خفض نسبة عدد الركاب في وسائل النقل والمقاهي والمطاعم، وفرض واجبارية الكمامة ودورها في تجنب العدوى.

ونتيجة لهذه المستجدات، لا بدّ من الإشارة إلى أن تأخّر استعمال الكمامة والتخلّي عنها مثلًا في أوروبا كان له وقع وأثر ساهم في انتشار العدوى لأن متحور أوميكرون يحمل جينين: الأول بكورونا الأصلية والثاني يرتبط بخصوصية الزكام ولهذا انتشاره خصوصية الانتشار في الأجهزة النفسية.

كما دعا المتحدّث أيضًا إلى توسيع عمليات التلقيح وخاصة بالجرعة الثالثة، وفرض الجواز الصحي ومنع القادمين من مناطق المشبوهة والموبوءة.

وعلى عكس المتحوردلتا الأخطر حاليًا، فإن المؤشّر الإيجابي للمتحوّر أوميكرون، حسب الدكتور كواش يمكن التعرف عليه قبل ظهور الأعراض، كما قال خاصّة عندما يكتشف المصاب بتغيرات على مستوى الصوت إذ يصبح غليظا، وأغلب العلامات الإرهاق الشديد بين يوم ويومين وسعال في بعض الأحيان وآلام في العضلات ويصيب الأطفال والشباب وستكون شديدة وأكثر الإصابات يتوقع عند الأشخاص غير الملقحين.

طبيًا المتحور "أوميكرون" حسب المختصة في الأمراض التنفسية الدكتورة سعيدة جباري أن أوميكرون يبقى في الجهاز التنفسي في القصبات الهوائية ويبقى في الحلق، على خلاف "دلتا" الذي تصل العدوى إلى الجهاز التنفسي والرئة ولهذا يصاب الشخص بضيق التنفس.

كما تتحدّث أن التلقيح ضروري حاليًا، وإن لزم الأمر التلقيح بالجرعة الثالثة، موضّحة لـ "الترا جزائر" أنه إذ سجّلت اللجن العلمية ارتفاعًا كبيرًا في عدد الإصابات مجددًا فإننا نفترض وقف التنقل بين الولايات في نهاية الأسبوع وعزل المناطق التي تكون فيها إحصائيات الإصابات مرتفعة.  وتشكل بؤرة من انتشار أوميكرون.

 الجرعة الثالثة؟

لم يخف مختصّون في تصريحات لـ "الترا جزائر" أنّ المخاوف العالمية من المتحوّر أوميكرون فاقت التوقعات، هو ما تفيد به التقارير الطبية اليومية حول الوضعية الوبائية عالميًا، وهو ما جعل أمريكا تطلق عليها بـ"تسونامي" وما أرعب الطواقم الطبية بوصول عدد من الدول إلى تسجيل أزيد من مليون إصابة في الحالة الأمريكية وأكثر من 300 ألف إصابة في فرنسا و بريطانيا، رغم أن هذه الدول لديها مقدرات معتبرة، في ظلّ المنظومة الصحية القوية، وفي ظلّ نسبة التلقيح المرتفعة وفي ظلّ الإجراءات الاستباقية التي عكفت على تنفيذها قبل شهرين كفرض استعمال الكمامة وفرض الجواز الصحّي والتعقيم وفرض قيود على السفر واللجوء إلى الجرعة المعزّزة أو الجرعة الثالثة.

وفي هذا الإطار، تساءل الدكتور عمر آيت قاسي المختصّ في الأمراض التنفسية: هل الجزائر بإمكانها أن تواجه هذه المعطيات المستجدّة، خاصّة أن ظروفنا ليست هي الظروف نفسها في عديد الدول، والتركيبة البشرية تختلف من التركيبة البشرية الأوروبية، لافتًا أنه بالمقارنة البسيطة فإنّ الجارة التونسية قد سجلت أكثر من 2279 إصابة في آخر الإحصائيات.

أكد آيت قاسي أنه وجب الاستعداد ومواجهة الموجة الرابعة بتظافر مختلف المجهودات

وأكد آيت قاسي أنه وجب الاستعداد ومواجهة الموجة الرابعة بتظافر مختلف المجهودات، ووعي المواطن بأن الفيروس لم ينته وأن التلقيح هو الحلّ بالإضافة إلى الوقاية واعتماد الإجراءات اللازمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صنهاجي محذرًا الجزائريين: الموجهة الرابعة ستضرب الجزائر بلا هوادة

بن بوزيد: أرقام كورونا الأخيرة مقلقة والموجة الرابعة على الأبواب