أجاب الرئيس عبد المجيد تبون عما إذا كان سيزور باريس مثلما كان مقررا قبل أشهر، بعبارة شهيرة في اللغة الفرنسية تقول "لن أذهب إلى كانوسا".
الرئيس تبون يؤكد أن اتفاق 1968 ما هو إلا "فزاعة وشعار سياسي لأقلية متطرفة" في فرنسا
وجملة "لن أذهب إلى كانوسا" تعود إلى حدث وقع في عام 1077 خلال الصراع بين الإمبراطور الألماني هنري الرابع والبابا غريغوري السابع، فيما عُرف بصراع السلطة بين الكنيسة والدولة.
ووفق المراجع التاريخية، حرم البابا هنري الرابع من الكنيسة بسبب خلاف حول تعيين الأساقفة، مما أضعف سلطة الإمبراطور.
وفي محاولة لاستعادة سلطته ورفع الحرمان، اضطر هنري الرابع للسفر إلى قلعة كانوسا في إيطاليا، حيث انتظر لثلاثة أيام في البرد القارس لطلب العفو من البابا. وقد كانت هذه الحادثة رمزية، إذ أظهرت خضوع الإمبراطور لسلطة الكنيسة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت "الذهاب إلى كانوسا" رمزاً للاستسلام والإذلال. لذلك، استخدام الجملة يعبر اليوم عن رفض الشخص للانصياع أو الخضوع لأي شكل من الإذلال أو الضغط.
ويعني توظيف تبون للعبارة في السياق الحالي، أنه يرفض الذهاب إلى فرنسا، ما يجعل الزيارة المقررة شهر تشرين الاول/أكتوبر في حكم الملغاة.
وعاد تبون بالتفصيل لما يزعجه في أمر العلاقة مع فرنسا، خاصة في ظل الصوت المرتفع لليمين واليمين المرتفع، ومطالباتهم المتكررة بإلغاء اتفاقية 1968 للهجرة والتنقل التي تربط البلدين.
واعتبر الرئيس أن اتفاق 1968 ما هو إلا "فزاعة وشعار سياسي لأقلية متطرفة يدفعها الحقد تجاه الجزائر"، نافيا تماما أن يكون الاتفاق يضر بأمن فرنسا.
وباتت مراجعة هذا الاتفاق تطرح اليوم على مستوى وزراء في الحكومة الفرنسية، بعد وصول اليميني المتشدد برونو روتايو إلى وزارة الداخلية.
وسبق لروتايو أن تبنى مواقف وتصريحات حادة اتجاه الجزائر، منها أنه قدّم مع مجموعة من السيناتورات، في جوان/حزيران 2023 مقترحاً في مجلس الشيوخ لإلغاء اتفاقيات 1968 بشأن الهجرة مع الجزائر.