17-ديسمبر-2023
عطاف وهران

(الصورة: فيسبوك)

شدّد وزير الخارجية، أحمد عطاف، اليوم الأحد، بأنّ استكمال مشروع التكامل والوحدة الأفريقية يجب أن يقترن بخطوات عملية وفعلية تسمح لقارتنا بالتموقع كفاعل مؤثر، لأنها لا تملك خيارًا غير رصّ صفّها وتوحيد كلمتها تصحيحًا للظلم التاريخي الذي طالها في مجلس الأمن.

رئيس الدبلوماسية: التحديات الأمنية في أفريقيا أخذت أبعادًا خطيرة وظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات أعادتنا إلى حقبة تاريخية كنا نحسب أنها ولَّت

وأكّد أحمد عطاف، في كلمة له خلال افتتاح أشغال الندوة العاشرة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا، بوهران، غرب البلاد بأنّ "الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون ترى أن استكمال مشروع التكامل والوحدة الأفريقية يجب أن يقترن بخطوات عملية وفعلية تسمح لقارتنا بالتموقع كفاعل مؤثر في عملية إعادة بناء التوازنات على الصعيد العالمي وفي صياغة ملامح منظومة دولية جديدة يكون فيها لقارتنا صوت مسموع، وأمن مصان، ودور مضمون في عملية صنع القرار الدولي."

وتابع: "وفي سبيل ذلك، فإن أفريقيا لا تملك خياراً آخر غير رص صفها وتوحيد كلمتها لتجنب آثار التجاذبات والاستقطابات الراهنة والدفع بأهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تصحيح الظلم التاريخي الذي تتعرض له في مجلس الأمن."

داعيًا إلى "تفعيل حلول أفريقية للمشاكل التي تعاني منها دولنا وشعوبنا أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وفي تحويل أفريقيا إلى قوة عالمية في ضوء أجندة 2063."

وفي الصدد، حذّر رئيس الدبلوماسية الجزائرية من "التحديات الأمنية التي أخذت أبعاداً خطيرة ومقلقة للغاية في الآونة الأخيرة في ظل احتدام التدخلات الخارجية وتصادم مصالحها التي خلفت تردياً غير مسبوق في حالة السلم والأمن القاريين."

ليكمل: "أعتقد جازماً ومخلصاً أن قارتنا الأفريقية تمر بمرحلةٍ دقيقة، مرحلة مليئة بالتناقضات، ومرحلة تمتزج فيها الآمال والتحديات."

فالتحديات، وفقه، هي "ما يفرضه علينا تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية على نطاق واسع وبشكل متسارع على الصعيد القاري، ولا سيما في منطقة الساحل الصحراوي. هذه المنطقة التي أضحت عنواناً بارزاً لغياب الأمن والاستقرار من شرقها إلى غربها، من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، وسط استفحال آفتي الإرهاب والجريمة المنظمة وتفاقم بؤر التوترات والنزاعات والصراعات وتجدد ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات معيدةً إلى الأذهان حقبةً تاريخيةً كنا نحسب أنها ولَّت من دون رجعة وأنها انتهت من دون عودة."

وفي حديثه عن الآمال، قال إنّها "تلك التي يًحييها فينا التقدم المحرز في تجسيد مشروع الاندماج القاري، وبالخصوص في ظل تواصل الجهود الرامية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية التي تُعد بحد ذاتها أداةً مكتملة الأركان لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي في أفريقيا."

وهنا، ذكّر المتحدّث بأهداف الجزائر في مجلس الأمن، قائلًا: "ستكرس الجزائر عهدتها المقبلة بمجلس الأمن بالتنسيق التام مع أشقائها من جمهوريتي موزمبيق وسيراليون لتمثيل أفريقيا خير تمثيل بهذه الهيئة الأممية المركزية."

كما أنّها "ستعمل على تقوية تأثير قارتنا على عملية صنع القرارات التي تعنيها، استناداً إلى مواقفها المشتركة والمبنية على المبادئ والقيم والمثل التي كرّسها الميثاق التأسيسي للاتحاد الأفريقي"، يبرز أحمد عطاف أمام المشاركين في ندوة "مسار وهران".

ليشير إلى أنّه "ما أحوج منظمة الأمم المتحدة اليوم للصوت الأفريقي، صوت الحكمة، وصوت الالتزام، وصوت المسؤولية، وهي تعاني ما تعانيه من جراء انهيار منظومة الأمن الجماعي ومن جراء الشلل شبه التام الذي أصاب مجلس الأمن الأممي وحدَّ من قدرته على التجاوب والتفاعل مع التحديات الراهنة."

وانطلقت، اليوم الأحد، بوهران، أشغال الندوة العاشرة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا، بمشاركة رفيعة المستوى خاصة على المستوى الوزاري للدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي وكذا الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن للأمم المتحدة علاوة على خبراء وممثلين سامين لهيئات أفريقية ومنظمة الأمم المتحدة.