19-أغسطس-2023
(الصورة: فيسبوك)

أفلام ممنوعة من العرض (فيسبوك/الترا جزائر)

بقدر ما شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة تقديم إنتاجات سينمائية مختلفة في إطار مناسبات معينة، بقدر ما عرفت عثرات من خلال "حظر" و"تأجيل" مجموعة من الأعمال المثيرة للجدل، آخرها  الفيلم الأميركي "باربي" لغريتا جيروج، بداعي ترويجه للمثلية ومنافاته لقيم المجتمع.

فيلم "بابيشا" الذي اختير لتمثيل الجزائر في مسابقة أوسكار أفضل عمل أجنبي لم يشاهده الجمهور الجزائري

"الترا جزائر" يستعرض في هذا التقرير عددًا من الأفلام الجزائرية (بعضها إنتاج جزائري، وأخرى إنتاج مشترك مع دول أخرى)، التي لم ير بعضها النور إلى حدّ الساعة، في حين أخرى تمكن الجمهور الجزائري أخيرًا من مشاهدتها بعد رفع الحظر عنها.

سُحب فيلم "باربي" للمخرج من قاعات السينما بالجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، الأسبوع الماضي بعد إشعارٍ تلقته الشركة الموزعة لهذا العمل "أم دي سيني" من قبل وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، لم يكن الفيلم الوحيد في قائمة الأفلام "المحظورة"، بل هناك ثلة من الأعمال ذات الطابع التاريخي التي أنتجت في فترات مختلفة وطالها "المنع".. وأبرزها:

"الملكة الأخيرة".. منعٌ دام 6 أشهر

كان يفترض أن يقدّم العرض الأوّل لفيلم "الملكة الأخيرة" الذي أخرجه الثنائي عديلة بن ديمراد وداميان أونوريه في ختام مهرجان الجزائر الدولي للسينما الذي جرى شهر كانون الأوّل/ديسمبر 2022، غير أنّ عدم حصول الفيلم على التأشيرة السينماتوغرافية أجلّ ذلك.

 وبعد ما جال وصال فيلم "الملكة الأخيرة" في المهرجانات السينمائية وبقاعات العرض خارج الجزائر، وحقق جوائز وصدى جماهيريًا واسعًا، تقرر رفع الحظر عنه، وبدأ عرضه في صالات السينما الجزائرية بتاريخ الـ23 جوان/يونيو الماضي (2023).

ويتناول هذا الفيلم، حياة الملكة "زفيرا" بالجزائر العاصمة في القرن الـ16 إبان السنوات الأولى للوجود العثماني في الجزائر وإبان الغزو الإسباني للعديد من المدن الجزائرية، وهي فترة عرفت تحولات كبرى في تاريخ المدينة والجزائر بصورة عامة.

"بابيشا".. في الأوسكار لكنه ممنوع

يروي فيلم "بابيشا" (2019/إنتاج جزائري-فرنسي-بلجيكي) للمخرجة مونيا مدور، قصة الشابة نجمة صاحبة الـ18 ربيعًا، وهي فتاة شغوفة بتصميم الأزياء وعالم الموضة، غير أنّ أحداث العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، تؤثر على خيارها عيش حياة طبيعية رفقة صديقتها وسيلة، فتواجه ضغوطًا من قبل المتطرفين الذين يريدون فرض قوانين جديدة كمنع التعري والسهر وغيرها، فتحارب من أجل حريتها بالتخطيط لتنظيم عرض للأزياء.

فيلم "بابيشا" كان من المقرر عرضه في 21 سبتمبر/أيلول  2019 بالجزائر، وتبدأ جولته الفنية في ولايات الوطن، لكن ألغي، لأسباب مجهولة بررها المركز الجزائري لتطوير السينما في بيان أصدره بخصوص الإلغاء أنّ "الإلغاء خارج عن نطاق سيطرته ومتعاطف مع الجزائريين الذين تمنوا مشاهدة الفيلم".

"بابيشا" الذي اختير لتمثيل الجزائر في مسابقة أوسكار أفضل عمل أجنبي، لم يشاهده الجمهور الجزائري إلى اليوم بعد مرور أربع سنوات على صدوره.

تباينت الآراء بشأن منع الفيلم، وأثيرت ضجة كبيرة، حيث رأى البعض أنّ المنع جاء بسبب رفع طاقم الفيلم خلال مهرجان "كان" السينمائي، شعار "يتنحاو قاع (فليتنحوا جميعًا)، الذي برز في الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر في فبراير/شباط 2019. 

فيلم "بابيشا" فاز بعديد الجوائز من بينها جائزة أفضل فيلم بمهرجان الجونة السينمائي بمصر، جائزة سيزار لأفضل ممثلة واعدة، جائزة سيزار للعمل الأوّل. وغيرها.

"أبو ليلى".. الإفراج بعد سنتين

في "أبو ليلى" الصادر عام 2019، يقدّم المخرج الشاب أمين سيدي بومدين، قراءته، حول العشرية السوداء من منظور نفسي، انطلاقا من قصة شخصيتي "سين" شرطي مرور وصديقه لطفي (إلياس سالم) الذي ينتمي لقوات مكافحة الإرهاب، حيث يقومان برحلة ليست سياحية وإنّما لتقفي اثر أحد المجرمين الهاربين من العدالة يدعى (أبو ليلى).

الفيلم يرصد جانبًا من المعاناة النفسية لبطل القصة (سين) جسده الفنان سليمان بن واري، والذي تتعقد حالته بعد أن تداخلت في عقله الحقائق بالخيال بسبب تأثيرات العشرية.

وبعد نحو عامين من تعليق الفيلم لأسباب "غامضة"، رأى العمل النور في الـ24 حزيران/جوان 2021، حيث برمج المركز الجزائري لتطوير السينما عروض للفيلم بولايات الجزائر العاصمة ووهران وتلمسان وعنابة وبشار وقسنطينة وتيزي وزو وسيدي بلعباس وسوق أهراس والأغواط وباتنة وسعيدة ومستغانم وأدرار وبسكرة.

يروي فيلم "أبو ليلى" (إنتاج مشترك الجزائر-قطر-فرنسا) الذي نال عدّة جوائز في مهرجانات دولية، في 135 دقيقة قصة صديقين يجتازان الصحراء بحثًا عن الإرهابي الخطير أبو ليلى.

وقد تقاسم بطولة الفيلم الذي أخرجه أمين سيدي بومدين وصدر عام 2019، كل من سليمان بنواري والياس سالم.

"العربي بن مهيدي".. هل "يفرج" عنه في 2023؟

هل ير فيلم "العربي بن مهيديّ الذي يروي قصة وكفاح الشهيد العربي بن مهيدي أحد أبطال الثورة الجزائرية (1954-1962)، النور؟ أم سيناريو الـتأجيل و"المنع" سيتواصل؟

رحلة "بن مهيدي" بدأت عام 2015 بـفيلا سيزيني بالعاصمة الجزائر، عندما أعطيت إشارة انطلاق الفيلم، بحضور وزراء وسينمائيين والأسرة الإعلامية، غير أنّ هذه الرحلة لم تستمر رغم الانتهاء من تصوير كل مشاهد العمل وتركيبها... بسبب السيناريو الذي كان محل نقاش وجدل بين وزارة المجاهدين والمخرج بشير درايس.

فيلم "العربي بن مهيدي" سلّم إلى الجهة المعنية (وزارتي المجاهدين والثقافة)، ووافقت عليه لجان تابعة للوزارتين، كما كان الاتفاق مع مخرجه بشير درايس على أن يقدم عرضه الشرفي في 3 مارس/أذار 2023، لكن لم يحدث ذلك، واستمر "المنع" لأسباب غامضة.

وبحسب مصادر إعلامية يرتقب أن يشهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني، تزامنا والاحتفال بذكرى ثورة نوفمبر1954، العرض الشرفي لهذا العمل الذي يتناول المسار البطولي للشهيد العربي بن مهيدي.

"أحمد باي".. قريبًا لكن متى؟

في الـ4 أوت/أغسطس/آب 2018، بالمدينة لسينمائية "العاشور" بالعاصمة الجزائر، أعطيت إشارة انطلاق الفيلم التاريخي "أحمد باي" الذي يجسد شخصية ومسيرة أخر حكام الشرق الجزائري خلال الحقبة العثمانية.

شارك في تجسيد بطولة هذا العمل الذي كتبه رابح ظريف وأخرجه الإيراني جمال شورجا، مجموعة من الممثلين منهم حميد عمروش، لعيشة رابح، إيمان نوال، جمال عوان، مراد خان، عبد الباسط خليفة.. وغيرهم.

 وبعد مضي 5 سنوات على إنتاجه وتصويره، لم يحظ الجمهور الجزائري بمشاهدة الفيلم، فهل سيخرج إلى قاعات السينما هذه السنة؟..أسئلة كثيرة تطرح حول عرض الفيلم من عدمه وأخرى عن قرب موعد العرض الشرفي الأوّل، دون وجود إجابة شافية ووافية من طرف القائمين عليه.

توقف إنتاج الفيلم وهو في مراحله الأخيرة، بعد حبس منتجة الفيلم سميرة حاج جيلاني، والتي برأها القضاء الجزائري في 2 أوت/أغسطس/آب 2022 بعد اتهامات وجهت إليها في قضية فساد تتعلق بإنتاج فيلم "أحمد باي".

"يد مريم"

خاض المخرج يحيى مزاحم تجربة سينمائية جديدة مع مجموعة من "مؤثري منصات التواصل" الشباب يمثلّ معظمهم في التمثيل لأوّل مرّة من خلال المشاركة في فيلم "يد مريم" سيناريو يوسف بعلوج.

"يد مريم" تدور أحداثه حول مجموعة من طلاب جامعة باب الزوار يقومون برحلة نحو الجنوب الجزائري وستعرف هذه الرحلة الكثير من المواقف الطريفة والمفاجئة،وتُختار الفتاة مريم، الطالبة الجامعية، بطريقة أسطورية غامضة لتحفظ تراث ملكة التوارق تينهنان من الزوال بسبب جشع يوسف، رجل الأعمال، حيث يتضح فيما بعد أنه كان باحثًا أثريًا شهيرًا أصابته لعنة أثناء محاولته الأولى للسطو على قطع نادرة من مجوهرات تينيهنان (ملكة قبائل الطوارق).

فيلم "يد مريم" مؤجل إلى حين، ولا أفق جلّي لعرضه أمام الجمهور خلال الفترة الحالية، باعتبار أنّ هذا العمل الذي أنهى المخرج مزاحم تصويره في الصحراء الجزائرية، يحتاج إلى دعم مالي وعدم توفر الإمكانيات اللازمة بحسب مخرجه مزاحم.

"سنوات الإشهار".. عقدان من الانتظار

فيلم بقي حبيس الأدراج لسنوات طويلة ولا يزال إلى غاية اللحظة، رغم وجود أنباء مؤخرًا عن توصل إدارة التلفزيون الجزائري المنتجة للفيلم لاتفاق مع بطل ومؤلف هذا العمل الممثل الكوميدي الشهير عريوات لعرضه.

"سنوات الإشهار".. الفيلم الذي ينتظره بشغف كبير عشاق السينما والجزائريون بشكلٍ عام بسبب حبهم لملك الكوميديا عثمان عريوات، الذي حقق نجاحًا منقطع  النظير في أفلام كوميدية جسد بطولتها مثل "الطاكسي المخفي" لبن عمر بختي، كرنفال في دشرة" لمحمد أوقاسي، "عائلة كي الناس" من إخراج عمار تريباش.. وغيرها.

انطلق تصوير فيلم "سنوات الإشهار" في 2002، ومنذ ذلك الوقت ورغم تعاقب عدّة أسماء على وزارة الثقافة إلاّ أنّ الإشكال" القائم مع نجم وبطل الفيلم عريوات لم يعرف طريقه إلى الحلّ، رغم تصريحات سابقة لمسؤولين في الثقافة طمأنوا فيها الجمهور بأنّ موعد عرض الفيلم قريبًا.. لكن المشروع مؤجل إلى حين.

يأتي منع استكمال وعدم عرض "سنوات الإشهار" بحسب مراقبين لكون هذا العمل يتضمن مشاهد تتضمن انتقادات للسلطة السياسية

ويأتي منع استكمال وعدم عرض "سنوات الإشهار" بحسب مراقبين لكون هذا العمل يتضمن مشاهد تتضمن انتقادات للسلطة السياسية في البلاد إبّان حقبة العشرية السوداء.