07-يونيو-2022
الهجرة السرية

(الصورة:أ.ف.ب)

فريق التحرير - الترا جزائر 

شجبت منظمة "أطباء بلا حدود"، ما وصفته بـ "معاملة لا إنسانية"، يتلقاها المهاجرون السرّيون، القادمون من دول غرب أفريقيا الذين يسعون للوصول إلى أوروبا وأُبعدوا من قبل سلطات الجزائر إلى دولة النيجر المجاورة.

الجزائر فكّكت في العامين الماضيين 400 شبكة لتهريب المهاجرين

وفي تقرير للمنظمة (غير الحكومية)، اطلع عليه "الترا جزائر"، أكّد أنه "في الفترة من كانون الثاني/جانفي إلى أيار/ماي 2022، سجلت منظمة أطباء بلا حدود 14196 مهاجرًا طرِدوا من الجزائر".

ووفق المصدر فإن من بين المهاجرين المُرحّلين "بينهم 6749 أجنبيًا، بينهم 139 امرأة و 30 قاصرًا"، مشيرًا إلى أنه "في المتوسط​​، يتم طرد حوالي ألفي مهاجر من الجزائر وليبيا كل شهر".

واستنكر بيان المنظمة "تعرّض عدد من المهاجرين إلى إصابات خطيرة واغتصاب للنساء، كذا أشخاص آخرين تُرِكوا وسط الصحراء على الحدود الجزائرية – النيجيرية، على بُعد 15 كلم من مدينة أساماكا."

وقالت إنّ "ما يقرب من 70 في المئة من المهاجرين الذين تلقوا مساعدة طبية من منظمة أطباء بلا حدود إنهم تعرضوا للعنف والمعاملة المُهينة من قبل حراس الحدود الجزائريين والليبيين."

وفي الصدد، نقلت "أطباء بلا حدود"، عن رئيس بعثتها في النيجر، جمال مروش، أنّ "خطورة الاعتداءات المرتكبة ضد المهاجرين أمر لا جدال فيه. إن شهادات مرضانا وحالتهم الجسدية والنفسية عند وصولهم إلى مرافقنا الصحية تثبت أن هؤلاء الأشخاص قد مروا بأهوال شديدة أثناء إبعادهم من الأراضي الجزائرية والليبية".

وفي مواجهة هذا "الوضع المقلق"، دعا عضو المنظمة "السلطات الإقليمية وشركائهم إلى إيجاد استجابات إنسانية وعاجلة ومناسبة ومستدامة لمعاناة المهاجرين الذين تم ترحيلهم من الجزائر وليبيا إلى صحراء منطقة الساحل".

وشدّد مروش على أنّه "لا يمكننا ببساطة أن نستمر في تجاهل هذا الوضع معتقدين أن المشكلة ستحل نفسها بنفسها."

وفي عام 2021 ، تم طرد 27208 مهاجرين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر طريق البحر الأبيض المتوسط ​​من الجزائر في ظروف غير إنسانية إلى مدينة أساماكا الواقعة على حدود النيجر؛ وفي عام 2020 ، بلغ عدد المرحلين 23171 بزيادة 17.40٪، وفق المصدر عينه.

واتهمت المنظمة جهات وصفتها بـ"المتاجرين" باستغلال تشديد الحراسة على حدود الدول المعنية، والمغامرة بالمهاجرين عبر ممرات شديدة الخطورة في الصحراء لتجنب عمليات التفتيش.

ونهاية أيار/ماي الماضي، كشف ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، نذير العرباوي، عن تفكيك 400 شبكة لتهريب المهاجرين بين سنتي 2020  و2021، معتبرًا أن الهجرة السّرية لن تتوقف مادام هناك تفاوت في التنمية بين الشمال والجنوب.

وأوضح العرباوي خلال مشاركته في منتدى الهجرة الدولية المنظم على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "الجزائر تعمل جاهدة على تأمين حدودها البحرية والبرية من أجل مواجهة تهريب المهاجرين ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر من خلال آليات التعاون الجهوي كبرنامج الحدود للإتحاد الأفريقي واللجان الثنائية للحدود مع دول الجوار، حيث تم خلال سنتي 2020-2021 تفكيك حوالي 400 شبكة تهريب".

وطالبت الجزائر، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحد، بـ"مقاربة شاملة لتسيير إشكالية الهجرة، وتشمل معالجة الأسباب الهيكلية للظاهرة، لا سيما ما يتعلق بالتنمية والبيئة"، رافضة (الجزائر) "فرض تشريعات تخص الهجرة لا تتوافق مع ظروفها الداخلية".

ولفت العرباوي في مداخلته أيضًا إلى "تنسيق قائم مع دول الساحل، خاصة مالي والنيجر، للتكفل بتوفير الرعاية الصحية، وتسيير وضعية المهاجرين بدوافع إنسانية، باعتبارهم ضحايا أزمات واضطرابات تمر بها بلدانهم".