11-أغسطس-2023
(الصورة: فيسبوك)

صناع المحتوى في الجزائر (فيسبوك/الترا جزائر)

على قدر ما أصبحت صناعة المحتوى  تشكّل مصدر دخل للعديد من الشباب الجزائريين الذين يبتغون المغامرة والبحث عن الشهرة والمال عن طريق الإنترنت، بقدر ما يكون الاشتغال على المحتوى السياحي بالذات من بين أصعب المحتويات المقدمة حاليًا؛ فهو يتطلب الكثير من الاحترافية والجدية والوعي.

يعتبر الدقس أكثر شخصية مرحة وفريدة من بين صناع المحتوى السياحي في الجزائر، وهو رب عائلة جزائري بسيط يحاول أن يسهل على الجزائريين من كل الطبقات والفئات الاجتماعية والعمرية مهمة قضاء وقت ممتع وعطل لا تنسى بأقل التكالي

 إلى هنا، فإن صناعة المحتوى السياحي ليست بالأمر الهيّن البتة، وحتى لو توفرت الإمكانيات المادية للقيام بذلك، يبقى هذا النوع من الترويج المفيد للبلد، بحاجة إلى شخصيات مسؤولة، مثقفة، مطلعة، شغوفة، لديها خبرة في عدة مجالات منها التصوير والكتابة وحسن الترويج، واطلاعٍ جيد على الثروات السياحية التي تمتلكها الجزائر بين المناطق الطبيعية والآثار التاريخية، مما يدفع المتابعين إلى اكتشاف مواطن الجمال في الوطن.

من جهة أخرى، قد يكثر الجدل حول وضعية السياحة في الجزائر وسوء تسييرها وقلة مرافقها التي أهملت لسنوات طويلة منذ العشرية السوداء إلى غاية السنوات القليلة الماضية، وقد لا نختلف على أن هذا القطاع ما يزال متخبطًا في خطوات مترددة للحاق بركب البلدان الأخرى، خاصة المجاورة منها، لكننا سنتفق حتما على أن السنوات الأخيرة قد شهدت انطلاقة عدة أسماء شابة تحاول منذ مدة أن تحيي هذا القطاع وأن تعرف بالمناطق السياحية المحلية باختلاف أماكنها، أسماء تعتمد على مجهودها الخاص وإمكانياتها الشخصية لإعطاء صورة مشرقة عن الجزائر، امتدادًا من الشمال نحو الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، حيث تترامى عدة لوحات طبيعية مختلفة المناخ والتضاريس عبر قطر واحد يدعى البلد القارة.

في هذا المقال، فضلنا أن نجمع بعض الأسماء التي تحمل على عاتقها هذا المحتوى الثقيل بغية تسليط الضوء عليها أكثر وعلى العمل الكبير الذي تقوم به لخدمة السياحة في الجزائر، وتبقى القائمة مفتوحة على العديد من الأسماء التي لا تقل أهمية عن تلك المذكورة هنا.

خبيب كواس

1- خُبَيب كواس.. المسافر الحالم

 يعد الشاب خبيب كواس من بين أكفأ صناع المحتوى السياحي في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، وقد تحصل مؤخرًا على جائزة أحسن صانع محتوى سياحي في الجزائر لسنة 2023 في مسابقة جمعت عشرات الأسماء من كل المجالات التي تخص صناعة المحتوى والمؤثرين في البلاد، كما حصل على جائزة أفضل محتوى سياحي على منصة فيسبوك من طرف الاتحاد العربي للإعلام السياحي خلال فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث، حيث تم الإعلان عندها منذ أشهر في برلين الألمانية، وتم تسليمها له منذ أيام في صلالة بسلطنة عمان بمشاركة أكبر الأسماء  المستغلة في السياحة في المنطقة والعالم.

يظهر المجهود الكبير الذي قام به خبيب منذ سنوات جليًا عبر نوعية وجهاته الداخلية والخارجية وعبر التزامه بمشاريعه وأهدافه، حيث يختار بدقة وعناية كل الأماكن التي يود زيارتها والترويج لها بغية تعريف الناس بها، خاصة داخل الوطن، إذ يقوم بتصوير سلسلات رحلات منفصلة لكل وجهة على حدة، كما يركز على سرد الأساطير والحكايات والشهادات التاريخية لكل المناطق الداخلية التي يزورها، ويحاول أن يعطي لكل مكان حقه من الترويج، كما يستعمل طائرة "الدرون" الخاصة به لتصوير المناطق الخبيئة بشكل احترافي، جعلنا نكتشف ما لا تراه العين المجردة، ما أزاح الستار عن جمال أخاذ اكتشفناه بداية من صور جسور قسنطينة الفريدة من عِلّ، امتدادًا إلى رحلاته شتاء وصيفًا عبر الجبال والبحار والمدن الداخلية والصحراوية.

مدور

2- مدور سليمان.. "حوس بلادك شريكي"

يتقاسم الشاب مدور سليمان شغف التخييم والترحال مع متابعيه في السنوات الأخيرة بشكل دوري، وقد تحصل بدوره على جائزة أحسن صانع محتوى في أفريقيا ممثلًا للجزائر في مسابقة قارية جرت في السينغال سنة2022، إضافة إلى جائزة تاني أحسن فيديو ترويجي للسياحة في الجزائر التي تحصل عليها من طرف وزارة السياحة والصناعة التقليدية منذ أشهر.

يتركز نشاط الشاب مدور سليمان في الترحال والتصوير، حيث يمتهن ذلك باحترافية عالية تبدو من خلال ما يقدمه من فيديوهات ترويجية، وقد تعرفنا عليه أكثر بعد أن شاركت آلاف الحسابات أعماله التي صورت أجمل المناطق الطبيعية والسياحية في البلاد، تحت شعار"حوس بلادك شريكي"، وهي العبارة التي تدعو الشباب إلى السفر داخل الوطن واكتشاف مختلف مناطقه الجميلة والمجهولة، وقد ساهم الشاب سليمان في السنوات الأخيرة في الترويج لأماكن عدة، وفي التعريف بالنشاطات العديدة الممارسة خلال الارتحال والتخييم عبر هذا الوطن القارة.

مهدي شطاح

3- مهدي شطاح.. رحلات اقتفاء الأكل وأصوله

يعد الشاف الجزائري  مهدي شطاح من بين الأسماء القليلة التي تروج للسياحة عبر المأكولات المحلية، حيث دأب على الارتحال بين المدن والقرى بشكل فردي أو جماعي تحت مسمى "سياحة الأكل"، وهو تقليد يتبعه العديد من المروجين عالميًا للسياحة، حيث يركزون على نوعية الأكل وتاريخه وأصوله للتعريف بالبلد، وقد كان لمهدي شطاح عدة زيارات لمدن جزائرية، حيث كان يكشف بشكل واقعي وعفوي عن تقاليدها وثرواتها، كما كان ولا يزال يتنقل بإمكانياته الخاصة، ما سمح له بالكشف عن الوجه الحقيقي لكل وجهة دون مساحيق، وتبقى العديد من الفيديوهات المقدمة على حساباته في الانترنت دليلا شاملا للأشخاص الذين يبتغون الترحال لاستكشاف ثقافة الأكل عبر البلدان.

أثار مهدي شطاح مؤخرا جدلا واسعا بعد زيارته إلى فلسطين بجواز سفر انجليزي، لأنه يحمل جنسية مزدوجة، وقد زار عدة مدن فلسطينية، كما دخل تل أبيب وحيفا، وزار عدة عوائل فلسطينية في جنين والقدس المحتلة.

بلقاسم وإستر

4- قاسم وإيستر.. حب وسفر جزائري إيطالي

لا شك في أن قاسم وإيستر هما أشهر ثنائي من بين المؤثرين في الجزائر، حيث عرفا بعلاقة الحب الكبيرة التي جمعت بين شاب جزائري من الجلفة وإيطالية مسلمة من صقلية.

يسافر الثنائي عبر العالم كثيرًا، ويسردان يومياتهما عبر مواقع التواصل الخاصة بهما، لكنهما غالبًا ما يضعان رحالهما في الجزائر  للتعرف أكثر على خبايا هذا البلد التي لا تنتهي، وقد استضافا مؤخرًا سياحًا أجانب ورافقاهم نحو الصحراء الجزائرية  ومدن أخرى داخلية إضافة إلى إقامة في العاصمة، جعلت هؤلاء السياح يعبرون عن إعجابهم بهذه الرحلة وبالبلد كوجهة لم تكن معروفة كفاية لهم، كما قرروا العودة في وقت لاحق للاستمتاع أطول وقت ممكن.

يقوم قاسم وإيستر بعمل جميل كثنائي يعشق المغامرة في العديد من الرحلات عبر القارات، لكنهما يستريحان بين الفترة والأخرى بين الجزائر وإيطاليا وسط العائلة والأصدقاء حتى يتمكنا من تقديم محتوى محلي غني مرتبط بالسياحة الداخلية ووجهات السفر الأكثر جمالا في الجزائر، كما يركز الثنائي على مناطق الإقامة الأكثر راحة، والمطاعم الأكثر جودة والأطباق الجيدّة، ويسلطان الضوء على الثقافات المحلية المشتركة بين بلديهما، إضافة إلى توفير أجندة كبيرة تحتوي على عناوين موثوقة للزيارة والتجربة في الجزائر وخارجها.

هملاوي

5- هملاوي.." تجوز صيف شباب في الجزائر"

الشاب "هملاوي" الذي استمد لقبه على مواقع التواصل من كلمة "هملة" الشهيرة في الدارجة الجزائرية، والتي تعني الذهاب في جولة أو رحلة بلا تحضير، وقد اشتهر هذا الشاب بفيديوهاته المنوعة عن كيفية تمضية العطل والإجازات في الجزائر، حيث يرتحل بنا من خلال ما يقدمه من محتوى غني وشامل إلى مختلف المرافق السياحية الموجودة عبر التراب الوطني وخارجه، إضافة إلى تسليط الضوء على تجارب زيارة الشواطئ المعزولة ونصائح التخييم، والنشاطات البحرية والجبلية مثل الغوص ورحلات التسلق، كما لا ينسى أيضًا تحديد ميزانيات الرحلات والإقامات بغية منح فرص عديدة للاختيار لكل شخص لديه نية قضاء وقت ممتع حسب ميزانيته وإمكانياته المتاحة.

المميز في الشاب "هملاوي" هو تجاربه المشتركة في الارتحال والطبخ مع زوجته "طبخاوية"، حيث يتشاركان شغفيهما معا ويشاركان تجاربهما عبر صفحتيهما على انستاغرام.

جزائريان

6- جزائريان يسافران (2algeriantravel)

أمينة ومحمد، زوجان جزائريان يمتهنان السفر كشغف كبير ويعلمان أولادهما خطواتهم الأولى لاكتساب ذات الشغف، زوجان شابان يحاولان تقاسم لحظات سفرهما عبر الداخل والخارج لتكون تجربة فريدة تشجع الآخرين على الجرأة والمحاولة، كما يرتحلان عبر تراب الوطن من الحين إلى الآخر مصطحبين أبناءهم، ليخلدا ذكريات عائلية لا تنسى، وليسلطا الضوء على جمال الجزائر الأخاذ، المظلوم إعلاميا ورسميا أيضا، هذان الزوجان أيضا يشهدان خرجات دورية للبحث عن أماكن فريدة ووجهات عائلية في إطار مساعدة العائلات على اكتشاف الأماكن التي تجد فيها الراحة والاستجمام والمغامرات الجماعية التي تطبع ذكريات عائلية لاتنسى.

من أوروبا وآسيا إلى أدغال أفريقيا، لم تتردد هذه العائلة الصغيرة في غوض المغامرة بكل مخاطرها، حتى تمنح نفسا جديدا في كل مرة لمعنى السفر والترحال العائلي، وتشجيع الآخرين على القيام بذلك من خلال مقاسمة الرحلة مع المتابعين لحظة بلحظة بكل محاسنها ومساوئها.

الدقس

7- حوّس مع الدقس

يعتبر الدقس أكثر شخصية مرحة وفريدة من بين صناع المحتوى السياحي في الجزائر، وهو رب عائلة جزائري بسيط يحاول أن يسهل على الجزائريين من كل الطبقات والفئات الاجتماعية والعمرية مهمة قضاء وقت ممتع وعطل لا تنسى بأقل التكاليف في قلب الجزائر، عبر شواطئها وغاباتها ومدنها المختلفة، ويعمل في كل مرة على وضع ميزانيات بسيطة جدا لتسهيل قضاء يوم أو أسبوع أو أكثر لعائلة جزائرية أو شاب أو ثنائي أو جماعة من الأصدقاء، كما يركز على الأماكن التي لا تتطلب الكثير من المصاريف والتجهيزات حتى يسهل على الجميع التفكير في قضاء وقت جميل دون عناء التفكير كثيرا في تكلفة الرحلة.

يحاول "الدقس" دائمًا عبر فيديوهاته المقدمة في منصاته على الانترنت أن يجد أسهل وابسط طريقة للمتعة، إضافة إلى أنه يتحدث كثيرا إلى متابعيه ويقاسهم مغامراته الكثيرة داخل المدن وخارجها، عبر زيارة المطاعم البسيطة والمرافق السياحية العمومية والخاصّة التي يمكن للمواطن البسيط أن يقصدها.

إحسان

8- إحسان.. المغامرة الجزائرية

 ما يميز الشابة إحسان قربها الكبير من الطبيعة والحيوانات، ما يجعل وعيها كبيرًا في مشروع ترويجها ونداءاتها المتكررة لحماية البيئة والمناطق الأثرية المهملة، كما أنها تعمل جاهدة من خلال حسابها على انستاغرام على تشجيع السياحة "الواعية"حيث يمكن للفرد الاستمتاع وقضاء وقت ممتع مع الحرص على الحفاظ على محيطه نظيفا ونقيا، وعلى الرفق بالثروة الحيوانية أيضا.

تقوم إحسان أيضا بتشجيع الكثير من المبادرات الإنسانية عبر رحلات دورية نحو الصحراء لزيارة سكان المناطق النائية وتزويد أبناء المناطق بالألبسة والألعاب والأدوات والكتب بغية تشجيعهم على الدراسة وإنقاذهم من التسرب المدرسي والتشرد، خاصة بين أبناء البدو الرحل وسكان القرى البعيدة، وأثناء ذلك، تحاول إحسان دائمًا تصوير المناطق السياحية المهملة أو التي تكون بحاجة إلى تهيئة وتوعية لسكانها وزوارها، ولعل هذا النشاط شجع العديد من المهتمين بالسفر نحو الصحراء على مشاركة النشاط الذي تقوم به هذه الفتاة بتشجيعه وتمويله، ما يجعل محتوى السفر الخاص بها مثمرًا وذا أهداف إنسانية سامية.

جمال

9- محمد جمال طالب.. مغامر في الطبيعة

بين رحلات سيارة الفان ونشاطات بحرية عديدة بالپادل والتزلج على المياه، إضافة إلى تسلق الجبال وجولات المشي الطويلة شتاء وصيفًا، يسافر بنا محمد جمال طالب لاستكشاف مواطن السياحة ووجهات السفر المفضلة لديه، وبين جولاته الكثيرة بين الدول الأفريقية والمناطق المحلية، نستمتع في جولات ميدانية حقيقية لشخص يدرك جمال الطبيعة وقيمتها في الوجود الكوني، حيث يصنع لنا محتوى هادف وممتع في آن، لا يخلو من فترات التوعية البيئية والنصائح القيمة للحفاظ على الطبيعة التي تعطينا الكثير من الجمال وفسحات الاستجمام والراحة النفسية، كما يغنينا عن البحث الكثير عن وجهات الاسترخاء والتخييم ومناطق كثيرة تسمح لنا بتجربة مغامرات ونشاطات رياضية منوعة تخرجنا من مناطق الراحة التي نختبئ فيها خوفا من التجربة والانصياع لإغراء المغامرة.

نور

10- نور إبراهيمي.. كيف تستمتع وكأنك في بيت جدك

نور فتاة جزائرية تحدت المجتمع والعادات والتقاليد وقررت أن تجرب السفر والترحال لوحدها، لتختبر الحياة الفردية والمغامرة دونما خوف، وقد قررت أن تتقاسم ذلك مع متابعيها الذين يفوقون الآن مليون متابع على فيسبوك وأكثر من 700 ألف على انستاغرام.

شاركت نور سلسلة من فيديوهات السفر التوعوية، تحت عنوان "وكأنك في بيت جدك"، حيث آثرت أن تصنع محتوى مفيد للأشخاص الذين يجربون السفر لأول مرة، وكيفية تعاملهم مع الأمتعة والحقائب والمطار، إضافة إلى تجارب التواصل في الخارج مع الأجانب والثقافات المختلفة، كما جربت رحلات القطار في الجزائر، والسفر بين الولايات، إضافة إلى تجربة السكن في أماكن الإقامة الأرخص والأكثر راحة، وبين بيوت الشباب وكراء الشقق والبيوت العتيقة والحديثة، وتجارب الإقامة مع العوائل الأجنبية مقابل تقديم إعانات منزلية.

نور فتاة جزائرية تحدت المجتمع والعادات والتقاليد وقررت أن تجرب السفر والترحال لوحدها، لتختبر الحياة الفردية والمغامرة دونما خوف

شاركت نور معظم تجاربها الجيدة والسيئة مع المتابعين وأفادت الكثير من الشباب الذين يريدون خوض هذه التجارب والمغامرات، أو الارتحال بغية الدراسة أو الإقامة، وقد يجد حتما كل شخص غايته من المعلومات المفيدة قبل خوض مغامرات مماثلة.