14-مارس-2024
البراني

مشهد من مسلسل البراني (الصورة: فيسبوك)

يعُود المخرج الجزائري يحيى مزاحم ليُثِير الجدل مجددًا في رمضان 2024، بمسلسله "البرّاني" (الغريب) الذي عُرِض منه لحدّ الآن 3 حلقات أولى، لكنّها كانت كافية لتُثير حفيظة ومشاعر فئة من الجزائريين وتحدث ضجة على منصات التواصل الاجتماعي بسبب ما تضمنته من مشاهد وصفت بـ"المسيئة والمنافية" لقيم العائلة الجزائرية.

حلقات "البراني" الأولى تضمّنت مشاهدًا وصِفت بـ"المسيئة والمنافية" لقيم العائلة الجزائرية

يتذكّر الجزائريون، الضجة التي أحدثها مسلسل "الدامة" ليحيى مزاحم في رمضان العام الماضي، بسبب محتواه (ظهور اسم "ماك" وهي حركة انفصالية تصنفها السلطات تنظيمًا إرهابيًا) ما استدعى وقتها سلطة ضبط السمعي البصري للتدخل وتطلب توضيحات من الجهة المنتجة والعارضة آنذاك التلفزيون الجزائري وكذلك المخرج.

جدل مبكر

في رمضان الحالي، بدأ الجدل مبكِّرًا مع المخرج يحيى مزاحم من خلال الحلقات الأولى لمسلسله "البراني" الذي يُعرض على قناة "الشروق" (خاصة)، حيث وجّه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات للعمل بسبب مضمونه.

رأى البعض أنّ بعض مشاهد الحلقة الأولى كانت "خادشة ومنافية للأخلاق ولقيم وحرمة" العائلة الجزائرية وحرمة الشهر الفضيل، في حين اعتبر آخرون أنّ مضمون المسلسل أيضًا يُساهم في نشر السلبية بالترويج للمخدرات بشكل فظ ومبالغ فيه. ودعا آخرون سلطة ضبط السمعي البصري التدخل العاجل لوضع حدّ لذلك.

ومسلسل "البراني" درامي مُقتبس من قصة سجين كتبها المخرج مزاحم يحيى في 2016، لكن تمّ تطوير أحداث هذا المسلسل الذي جرى تصويره بضواحي العاصمة.

وتضمنت  الحلقة الأولى مشاهد وُصِفت بـ"المسيئة" بعد معاكسة الشاب (محمد) لفتاة (منال)، حيث كان عبر الطريق السريع راكبًا سيارته الفخمة وهي داخل سيارة أجرة، فقام بقطع الطريق أمام سائق "الطاكسي" وأخذها معه في السيارة، إلى أن استدرجها وجعلها تتناول "الحبوب المهلوسة" والمخدرات، ثم كانت نهاية الفتاة مأساوية.

كما تضمنت الحلقة الثانية مشاهدًا للمخدرات ومشاهدًا أخرى لتناول الكحول وسط تركيز كبير عليه، ما أثار حفيظة نشطاء منصات التواصل الاجتماعي.

نشطاء: أين سلطة الضبط؟

في السياق نشر الصحفي عبد العالي مزغيش، عبر حسابه بفيسبوك رابطًا لمقطع فيديو من المسلسل يظهر فيه الممثل.. في سيارته عبر الطريق وهو يُعاكِس فتاة كانت داخل سيارة أجرة.

وكتب مزغيش محلّلًا الوضع: "فيما دعا ناشطون سلطة ضبط السمعي البصري إلى التحرك لردع ما أسموه "مشاهد تخدش بحرمة رمضان ولا تراعي الوضع المأساوي الذي يعيشه الأشقاء (فلسطين)".ّ

وأضاف: " قام آخرون وبالآلاف؛ في احتجاج منهم ورفضهم لمضمون مشهد من مسلسل "البراني" الذي تبثه قناة خاصة؛ بتكرار التعليق على الفيديو بنسخ ولصق دعاء بالنصر لأشقائنا."

انتقادات لاذعة

وانتقدت الناشطة "élégantes elles" القضية عبر حسابها بفيسبوك ما جاء في العمل، مرفقة ذلك بصور عن مشهد للكحول: "هادي وما نزيدلكمش، مسلسل البراني العيب ديراكت (مباشرة)."

وتساءلت: أين هي سلطة الضبط؟، قبل أن تختتم بالمقولة الشهيرة "لا حياة لمن تنادي."

وعلّقت صفحة "أغاني متنوعة" حول القضية منتقدة المحتوى وكتبت: "ما رأيكم في مسلسل البراني؟، عرفتو شكون راه في السيارة؟."

وأضافت: " تعاطي المخدرات و"الغبرة" برعاية البراني وإنتاج قناة الشروق."، الناس تتعلم الصلاة والتوبة وحنا يعلموا في أولادنا "الغبرة" والمخدرات في شهر التوبة والغفران، حسبي الله ونعم الوكيل."

الشاعر الشعبي رشيد بلمومن انتقد مضامين المسلسلات الجزائرية التي تعرضه في رمضان هذا العام، في إشارة منه إلى "البراني" ومسلسلات أخرى وقال ساخرًا: "كي تتفرّج على البرامج الرمضانية، تقول راك (كأنك تقولك) في كولومبيا.زطلة، كاشيات (مخدرات)، جريمة، وقتل." وتابع قوله: "الحمد لله ماناش نسكنوا في المجتمع تاعهم هذا."

من جهتها، قالت ناشطة تسمي نفسها "الملكة الجزائرية" (reine algérienne) عن ما تضمنه مسلسل "البرّاني": "البراني، والله، لا هذا مسلسل توعوي درجة أولى وفي القمة."

وأضافت: "هذه نتيجة هاك تجرّب (خذ لتجرب)، في النهاية خلاصت عليهم مال (نهاية سيئة)، وختمت منشورها الذي أرفقته بمقطع فيديو من المسلسل: "حفظ الله أولادنا وبناتنا، من الآفات الاجتماعية."

في السياق ذاته، غرّدت بسمة على منصة "إكس" قائلة حول مشهد الشاب والفتاة وهما بصدد تناول المخدرات: "هي تموت وهو يقولها تْقَياي (تقيؤ) برا، الطوموبيل (السيارة) جديدة الحلقة الأولى من مسلسل البراني فيها رسالة لـ بزاف (كثير) من البنات من نوعية "منال" الي يركبو مع واحد ما يعرفوهش مليح ويقبلو (تقبلن) يجربو حاجة هم ضدها لإرضائه."

وختمت تغريدتها: "رسالة للرجال إن المخدرات قد تقلب حياتك للسواد في لحظة."

يشارك في بطولة مسلسل "البراني" الذي يحقق مشاهدات كبيرة منذ حلقاه الأولى عدد من الممثلين المعروفين في الساحة الفنية على غرار خالد بن عيسى، مصطفى لعريبي، عايدة عبابسة، أحمد مداح، محمد بوشايب، ياسمين عماري، عبد الكريم دراجي، ناصر سوداني،.. وغيرهم.