17-يناير-2024
مسيرات داعمة لفلسطين في باريس (الصورة: فرانس 24)

مسيرات داعمة لفلسطين في باريس (الصورة: فرانس 24)

قال عبد الوهاب يعقوبي النائب عن الجالية الجزائرية في باريس، إن المسيرات الأسبوعية الداعمة لفلسطين كان لها أثر كبير على الرأي العام الفرنسي وحتى على الحكومة الفرنسية في تعاطيها مع القضية.

يعقوبي: القضية الفلسطينية يراها قسم واسع من الفرنسيين عادلة كونها تتطابق مع القيم التي قامت عليها الثورة الفرنسية

وأوضح يعقوبي في تصريح لـ"الترا جزائر" أن المسيرات الشعبية لنصرة القضية الفلسطينية أمر مهم جدا في الدول الغربية، خاصة في فرنسا التي تعد أكثر من 10 بالمائة من سكانها من المسلمين، وهو عدد لا يوجد في أي بلد أوربي آخر، حسبه.

وأبرز النائب أنه بغض النظر عن الدين، فإن القضية الفلسطينية يراها قسم واسع من الفرنسيين عادلة كونها تتطابق مع القيم التي قامت عليها الثورة الفرنسية في 1789 وهو ما يفسر الصوت العالي الذي يرفع خاصة من قبل أحزاب المعارضة.

ومن هنا، يأتي حسب المتحدث موقف حزب فرنسا الأبية التي أسسها جون لوك ميلانشون ونوابه الذين يشكلون أهم كتلة معارضة في الجمعية الوطنية الفرنسية، وهو موقف إنساني مهم جدا في توعية الرأي العام في فرنسا.

ويرى يعقوبي أن مثل هذه المواقف من شأنها الموازنة في الدول الغربية التي يوجد فيها لوبي صهيوني كبير في مفاصل الدولة وفي مراكز القرار سواء على مستوى البرلمان أو الحكومة أو على مستوى دوائر السلطة ودوائر التأثير.

لذلك، يؤكد النائب أن هذا الخروج الدائم كل سبت تقريبا منذ بداية الأحداث له تأثير كبير وساهم في تغيير مجرى الأحداث، فقد كان هناك قرار بمنع المسيرات انتصارا لفلسطين في بداية الحرب في فرنسا ثم تغير تحت ضغط الشارع.

وبالمثل، يستعد الفرنسيون يوم السبت المقبل للخروج في جميع المدن الفرنسية للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين، وستنطلق المسيرات في باريس، على الساعة 14:30 من ساحة الجمهورية.

ويرصد المتحدث في هذه النقطة، إصرار الفرنسيين على كسر الحظر على المسيرات وتوجه جمعيات للقضاء من أجل إلغاء القرار ومنها جمعية "أورو باليستين" التي تتكون من يهود يدعون إلى السلم كانت قد اعتبرت بأن هذا المنع اعتداء على الدستور وعلى الحقوق وعلى الحريات.

وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في بداية العدوان على غزة قد اتخذ قرارا مثيرا للجدل بمنع المسيرات الداعمة لفلسطين بحجة عدم إثارة مشاعر اليهود على حد وصفه، وهو القرار الذي وصف بغير الدستوري.

واليوم يقول النائب، إن هناك مسيرات ليس فقط في باريس بل في كل المدن الفرنسية كل يوم سبت، حيث يخرج الناس للتظاهر ضد هذه الوحشية الصهيونية وضد هذا التحيز من قبل الدولة الفرنسية لهذا الظلم الشنيع وهذه الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

ويرى يعقوبي أنه لولا هذا التجند الكبير لما شهدنا محاكمة الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية بمبادرة من جنوب أفريقيا.

ويصر المتظاهرون الذين سجلوا وقفة مساندة أمام سفارة جنوب أفريقيا في باريس على ضرورة دعم خطوة جوهانسبوغ من خلال التعبئة لأجل إقناع القاضي الفرنسي في محكمة العدل الدولية بالحكم لصالح فلسطين في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا.