17-يوليو-2023
لطفي دوبل كانون

مغني الراب لطفي دوبل كانون (تركيب: الترا جزائر)

بعد غياب طويل عاد الفنان الجزائري، لطفي دوبل كانون، الملقب بـ"ملك الراب" إلى الساحة الفنية بأغنية جديدة مصورة تحت عنوان "راب إت rap it"، وهذا العمل خلق جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بين مرحب بعودته وبين منتقد لها.

ناشطون تفاعلوا بقوّة مع عودة الفنان الملقب بـ"أستاذ الراب" إلى الساحة الفنية بعد غياب طويل

لطفي دوبل كانون اسمه الحقيقي "لطفي بلعمري"، ولد في الـ6 تموز/جويلية/1974 بعنابة شرق الجزائر، بعد سنوات من العمل والشهرة في بلاده، غادر نحو الخارج واستقر هناك، اتجه نحو التقديم التلفزيوني وقدم برامج ذات طابع دعوي واجتماعي، وبالمقابل بقي يمارس هوايته المفضلة "الراب" بين الفينة والأخرى.

كانت عودة دوبل كانون مثيرة للجدل وهو الذي رافق تفاعل بأغانيه مع محطات عاشتها الجزائر، بدأت أواخر التسعينيات، حيث انطلقت شهرته، مرورًا بمرحلة حكم الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتقليفة، إلى فترة الحراك الشعبي في شباط/فيفري 2019. كما أنّ هذه العودة تأتي أيضًا وسط بروز موجة جديدة من فناني الراب الشباب، وفي ظل فوضى يشهدها هذا اللون الفني في الجزائر.

"راب إيت".. دوبل كانون يحن للماضي

في أغنيته الجديدة "راب إت rap it"، يعود صاحب "كاميكاز" إلى الماضي القريب، في رحلة نوستالجيا إلى سنوات التسعينيات، حيث كان بحسب كثيرين "سيدّ فن الراب" في الجزائر والمنطقة المغاربية، يحكي دوبل كانون فيها عن المواضيع والقضايا التي عالجها وعن جرأته في اختيارها وطرحها في ظل صمت فنانين آخرين آنذاك.

ومختلف أغاني دوبل كانون (بالعربية مدفع مزدوج/ماسورة مزدوجة) تضمنت انتقادات للوضع الاجتماعي والسياسي في بلاده، وسلطت الضوء على آفة المخدرات، العف والخمر، البطالة، الفقر،..إلخ، كما غنّى في أخرى للأم، القدس، غزة، القضية الفلسطينية، وانتقد في أخرى "الربيع العربي" و"الإرهاب الإسلامي"، ومسؤولي بلاده خلال حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. (1999-2019)..إلخ.

الأكاديمي والأستاذ في علم الاجتماع الثقافي، عمار بن طوبال، في تحليله لرجوع دوبل كانون بعد انقطاعه عن الساحة لسنوات، قال: "بالنسبة لجيلنا الذي توقّف أغلبه عن سماع الراب لأسباب عمرية خالصة، نجم الراب ونبيّه في الجزائر هو لطفي دوبل كانو، قبل تحوله إلى إمّعة سياسية يُعيد تدوير كلام زيطوط بأسلوب مختلف، لكن ذلك التحوّل لا يعنِينا غالبًا لأننا توقّفنا عن سماعه قبل التحول بكثير، فهو نوسطالجيا أكثر من واقع بالنسبة لنا."

وأردف بن طوبال قائلا: "بالنسبة لجيل الألفينات وما قبل ذلك بقليل والذين يعرفون لطفي دوبل كانوا كما يعرفون أمير ديزاد، أي بعيدًا عن الفن حتى أن أغلبهم لا يعرفونه كمغني راب، بالنسبة لهؤلاء هناك جيل جديد من نجوم الراب الذين يتحدثون عن مشاكلهم وهمومهم اليومية والمعيشية وعن أوضاعهم النفسية الشديدة التعقيد."

ووفقه "هم يستمعون إلى ديدين كلاش وينظرون إليه كملكهم، هذا الأخير الذي يبدو بالنسبة لجيلنا مجرد إمعة فنية للا يتشاف ولا يتسمع، ولكنه نجمهم الأول الذي لا يقبلون فيه أي انتقاد أو انتقاص."

واعتبر في سياق حديثه أنّ "الراب في النهاية هو فن شبابي وليس فن الكهول كما يحاول دوبل كانو أن يثبت من خلال عودته بعد عشر سنين للغناء."

فوضى الرّاب.. كلاش ودوبل كانون

من بين منتقدي عودة لطفي دوبل كانون، مغني الراب ديدين كلاش (يوسف خيرالدين)، الذي هاجمه في فيديو قصير تم تداوله على منصات التواصل، وقال: "أريد أن أوصل رسالة، لشخص في الغربة (يقصد لطفي دوبل كانون)، يسبُّ الناس ويسب.. إذا كنت حقًا فنان راب. انتقد الشرطة (الفرنسية) التي قتلت نائل، وسأكون أوّل من يكرّمك".

ووصف ديدين مواطنه بـ"الخائن" قائلًا: "لا تتبنوا قضية من أجل مصالحكم الشخصية، أنتم عملاء وخونة للوطن ومعروفين، نحن الرجال نحترمهم ونقدرهم."

بالمقابل، الإعلامي كريم قندولي، رأى أنّ "عودة لطفي دوبل كانون عادت لترتيب الفوضى الحاصلة في مجال الراب بالجزائر."

وقال قندولي على حسابه بفاسبوك: "أغنية جديدة لمغني الراب لطفي دوبل كانون، أعادت ترتيب الفوضى الحاصلة في هذا النوع الغنائي، ووضعت كل دخيل عند حجمه الطبيعي."

وأردف: "لطفي الذي تربّع على عرش فن الراب جزائريًا ومغاربيًا وعربيًا، توقّف منذ فترة طويلة عن إصدار الألبومات وغاب عن الساحة الفنية نهائيًا، وتركها فارغة لمن هبّ ودبّ، ممن صعدوا وتسلقوا الواجهة بالرداءة."

ووفقه "أضحى يخيّل لهؤلاء أنهم عباقرة عصرهم في اختصاص فني يتابعه ملايين الشباب، لارتباطه وتعبيره عن الحياة الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية."

دوبل كانون.. هل هو أسطورة الرّاب؟

بدوره، مغني الراب المعروف بـ"هاراج أم سي"، دافع عبر حسابه بفايسبوك عن لطفي قائلا: "عودة أسطورة الراب الجزائري بدون منازع لطفي دوبل كانون، تقاسمنا عدة حفلات في 2003، 2011، في فرنسا والجزائر، بالتوفيق لك صديقي، إن شاء الله العودة لكل فنان قديم كان يمد فن بمعنى الكلمة، وأتمنى للفنانين الحقيقيين للجيل الجديد بالتوفيق."

أمّا توفيق ديزاد فعلّق: "سواء اتفقنا مع لطفي دوبل كانون أو اختلفنا معه إلا أنّه يبقى أول فنان في فن الرّاب وخاصة في المغرب الكبير."

وجاء في صفحة "أولاد حملة أون لاين" عن جديد لطفي بعد غيابه سنوات عن الساحة الفنية: "لطفي دوبل كانون 2023 كانوا يتعاركو على المانيطة حتى جا مول Play القوة، نحن نتحدث عن لطفي الفنان، الذي عرفناه صغارًا بأغانيه القوية والمعبرة التي تحتاج إلى التركيز فيها لفهم رسائلها حول الظواهر الاجتماعية والسياسية بكلمات لامست قلوب الجزائريين الذين أحسوا بأنها تمثل واقعهم."

وتابع القائم على هذه الصفحة قائلا: "ولا يعنيني لا من بعيد ولا من قريب توجهه السياسي ونشاطه كمعارض للنظام هذا شأنه وهذا اختياره وهذا نهجه والجزائر بلد ديمقراطي وربي يسهل على كل واحد في قناعاته ومواقفه السياسية)."