21-مارس-2024

مارين لوبان (صورة: فيسبوك)

واصل نواب اليمين المتطرف الفرنسي حملة استفزاز الجزائريين باستعمال مصطلحات مشينة حول الثورة الجزائرية، يفترض أنها اختفت من القاموس السياسي الفرنسي منذ فترة طويلة.

نواب اليمين المتطرف الذين تقودهم مارين لوبان يستغلون المناسبات الانتخابية ليعيدوا إثارة مسألة الذاكرة مع الجزائر لاستقطاب أصوات تيارات لا تزال تحن إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر

وبعد جوليان أودول الذي وصف الثوار الجزائريين بالإرهابيين، جاء الدور على زميله ليونيل تيفولي في حزب التجمع الوطني المتطرف، ليوظف هذه المرة مصطلح "الفلاقة" الذي يقصد به إهانة مجاهدي الثورة التحريرية.

وفي سؤاله المنشور على موقع الجمعية الوطنية الفرنسية، دعا تيفولي انتباه وزير الجيوش إلى الاعتراف بما سماها مذابح شارع إيسلي (العربي بن مهيدي حاليا) ووهران التي وقعت خلال عام 1962.

وتحدث النائب عن "مطالبات الأقدام السوداء بالاعتراف بعمليات القتل التي ارتكبتها الجيش الفرنسي خلال مظاهرة شارع إيسلي في 26 آذار/مارس 1962 والهجمات التي نفذها إرهابيو جبهة التحرير الوطني في 5 تموز/جويلية 1962"، على حد زعمه.

وتتعلق عمليات القتل في شارع إيسلي بقمع الجيش الفرنسي لمظاهرة للأقدام السوداء وهم المستوطنون الفرنسيون في الجزائر بعد رفض هؤلاء لحق الجزائريين في تقرير مصيرهم.

أما عملية وهران، فيتحدث فيها الأقدام السوداء عن عمليات انتقام طالتهم من جزائريين في إعلان الاستقلال.

وأضاف النائب متماديا "إذا كان رئيس الدولة قد رغب، منذ أكثر من عام، في تكريم عائلات الضحايا، واصفًا لأول مرة في التاريخ أحداث 26 مارس 1962 بـ "المجزرة التي لا تغتفر للجمهورية"، فإن الأحداث التي ارتكبها الفلاقة في وهران لم يتم التنديد بها مطلقًا."

وتابع يقول: "بعد 60 عامًا من هذه الجرائم التي لا توصف، يطالب أبناء وبنات وأحفاد عائلات الضحايا، الذين نجا بعضهم من هذه المجازر بأعجوبة، بواجب الذاكرة تجاه الأمة التي قاتلوا من أجلها هم والعديد من أجدادهم".

وسأل النائب المتطرف الوزير عن الخطوات التي ينوي اتخاذها بشأن طلبات هذه الجمعيات، عبر الاعتراف رسميًا بـ26 آذار/مارس و5 تموز/جويلية 1962 كتواريخ تذكارية، من أجل ما قال إنه "طي صفحة هذا الصراع التاريخي بشكل نهائي".

ويستغل نواب اليمين المتطرف الذين تقودهم مارين لوبان المناسبات الانتخابية ليعيدوا إثارة مسألة الذاكرة مع الجزائر لاستقطاب أصوات تيارات لا تزال تحن إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.