كنوز مدينة جانت.. 3 قصور "عابرة للزمن"
5 سبتمبر 2022
لا تزخر مدينة جانت الواقعة بولاية إليزي جنوب شرقي الجزائر، بأجمل مغيب للشمس في العالم فقط على حد تعبير بعض السياح، ولا بعيد "السبيبة" التقليدي الذي يحتفل به في اليوم العاشر من شهر محرّم من كل سنة (عاشوراء) فقط، ولا بمواقعها الأثرية ومتاحفها الطبيعية المفتوحة على الهواء ولا بصحرائها الشاسعة والرسومات المنقوشة في صخور وكهوف الطاسيلي، ولكن تشتهر أيضا بثلاثة قصور عمرها آلاف السنوات.
يعتبر قصر "تغورفيت" أحدى أجمل وأقدم قصور مدينة جانت، وتعود تسميته نسبة إلى إحدى قبائل المنطقة ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 9 قرون
قصور "أزلواز" و"الميهان" و"أجاهيل".. ثلاث تحف تنتصب شامخة بمدينة جانت الساحرة الملقبة بعاصمة الطاسيلي ولؤلؤة الصحراء الجزائرية، فماذا نعرف عن هذه القصور العتيقة التي تشكل جزء هامًا من المقومات السياحية بهذه المدينة وموروثها الحضاري والثقافي وقبلة السواح والوفود الأجنبية والمشاهير.
القصور أو "إغرمان" كما تسمى باللهجة التارقية المحلية، شيّدت على ضفاف وادي "أجريو" وبعناية كبيرة، لا يُعرف تاريخ بنائها بالتدقيق ولكن رّجح خبراء أنّ عمرها بين سبعة وتسعة قرون وأقدمها قصر "الميهان" وعمره تسعة قرون.
القصور الثلاثة: "أزلواز" (شمال جانت)، "الميهان" (وسط) و"أجاهيل" (جنوب) صنّفت كتراث وطني محمي في العام 2018، لتجتمع ثلاثتها في واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في الجزائر والعالم الطاسيلي ناجر، وتعتبر ذاكرة تراثية وذاكرة النسيج العمراني بجانت. فضلا عن ذلك تعدّ مقصد السواح والشخصيات والسفراء والمشاهير، ولعلّ أبرز من زارها نجم كرة القدم الفرنسية السابق زين الدين زيدان الذي زارها في 2009 عندما كان سفيرًا للنوايا الحسنة.

تحتل القصور الثلاثة موقعًا استراتيجيًا في منطقة أو واحة جانت، التي تتسم بمناخ معتدل في فصلي الشتاء والربيع، حيث يتقابل قصري "الميهان" و"أزلواز"،ويقعان في ضفة واحدة فوق واحات النخيل ووادي "أرجرو"، أمّا قصر "أجاهيل" فيقع في الضفة الثانية من الوادي ويقبع أسفل سلسلة جبلية يقال أنّها مليئة بالذهب.
"أزلواز": يقع شمال شرق واحة جانت، واسمه يعني ما قبل المغيب، وهو قصر مترامي الأطراف على هضبة مرتفعة أسفلها واحات النخيل، قد تستغرب من طريقة بنائه، فهذا القصر مشيّد على الصخور والصعود إليه بسبب الانهيارات التي شهدها في السنوات السابقة يبدو صعبًا في بعض الأماكن، لاسيما وأنّ الأتربة والصخور المتساقطة أغلقت الممرات وردمت بعض منازله.
فضلًا عن ذلك لم يراع كثير من السكان قيمته التاريخية والتراثية وأدخلوا تغييرات على مستوى البناء والهندسة باستعمال مواد بناء حديثة كالآجر والإسمنت والطلاء، ما أفقده بريقه وشكله التقليدي. إلى جانب ذلك جزءٌ كبير من أسقف منازل قصر "أزلواز" لا أثر لها، وجدران بيوته مهدمة وممراته يحاصرها الركام والصخور..وهذا رغم عمليات الترميم التي تم القيام بها ولكن لم تصمد مع مرور الوقت.
أجاهيل: قصر عتيق مبني بالطين والخشب (جريد النخيل)، يروي تاريخ وأساطير جانت، يتميز إلى جانب هندسته الفريدة بمدخله الرئيسي الجميل الشكل والتصميم ووجود منبع مائي وواحة خلاّبة وفقّارة (نظام سقي قديم) عتيقة وبعض المنتجات الحرفية التقليدية، لا يزال يقاوم عوامل الطبيعة وبطش الإنسان، فبعض أجزائه تدهورت، في حين بقيت أخرى تحافظ على شكلها وصامدة أمام مختلف العوامل، وخاصة التعديلات التي أضافها السكان الوافدون إليه دون مراعاة لهندسته التقليدية الأصلية، ومغيّرين في مواده الأصلية باستعمال الاسمنت والجبس، ما شوّه شكله وأفقده بريقه التاريخي والتراثي. ناهيك عن ذلك تحاصره الأوساخ والنفايات من كل جهة، رغم وجود سكان به وأغلبهم من الدول الأفريقية جنوب الصحراء.

"الميهان": أقدم وأروع القصور ويعرف بقصر "تغورفيت"، نسبة إلى اسم إحدى قبائل (عروش) المنطقة وعمره أكثر من تسعة قرون، بحسب خبراء، وهذا القصر تقل أضراره عن القصرين السابقين، بفعل الترميم الذي شهده والعمل الكبير الذي تقوم به الجمعية الثقافية "تغورفيت" في المحافظة عليه وجعله قبلة للسواح وفضاء لاحتضان مختلف النشاطات الثقافية والفنية.. في ثناياه تاريخ مدفون يبهر الزائرين.
القصور في أرقام:
-أجاهيل: مساحته الإجمالية 9.214 متر مربع، نسبة استيعاب السكان 42 بالمائة، والوحدات المشغولة عددها ضئيل جدا.
-أزلوزا: قصر يتربع على مساحة 36.897 متر مربع، نسبة الكثافة السكانية التي يمكنه استيعابها 88 بالمائة، لكن الوحدات المسكونة تقدر بـ21 وحدة فقط.
يعتبر قصر الميزان أقل القصور التي تعرضت إلى أضرار بفعل الزمن أو من خلال التعديلات التي أدخلت على هذه المعالم الأثرية بالمنطقة
-قصر الميزان: أقلّ القصور ضررًا، مساحته 14.946 متر مربع، الكثافة السكانية التي يمكن استيعابها 70 بالمائة، عدد الوحدات المسكونة نحو 56 وحدة.
الكلمات المفتاحية

مراد حرز الله لـ"الترا جزائر": توثيق الحياة البرية بالكاميرا يكشف أسرار تغيّر المناخ
في خضمّ أزمة تغيّر المناخ المتصاعدة والاهتمام المتزايد بالبيئة، لا يقتصر دور بعض المصورين على التقاط صور عابرة للحظات طبيعية، بل يتعداه إلى عمل توثيقي رصين لجمال الحياة البرية في الجزائر. فتصوير ورصد مراد حرز الله الميداني الدقيق لعشرات أنواع الثدييات وأكثر من 350 نوعًا من الطيور، يقدم معلومات قيمة تعكس صحة النظم البيئية.

بحيرة طونغة الجزائرية.. اختارها الشاذلي للصيد وحوّلها التايلاندي لأيقونة بيئية
لم يكن أشدّ المتفائلين يتوقّع، قبل عام 2004، أن تتحوّل بحيرة طونغة (أو طنقة)، الواقعة ببلدية السوارخ، أم الطبول، في دائرة القالة بولاية الطارف، أقصى شرق الجزائر، إلى واحدة من أبرز وجهات السياحة البيئية في البلاد. هذه الرقعة الساحرة المنسيّة، التي تتّفق الروايات على أن اسمها مشتقّ من قبيلة أفريقية استوطنت المكان قبل أن تُباع في أسواق العبيد بأوروبا خلال القرون الغابرة، أصبحت اليوم تستقطب مئات…

جولة في الحي العتيق بالجزائر العاصمة.. مدينة القصبة التي تُبعث من أنقاضها
كلما حلّ الصيف، تتحول المدينة العتيقة بعاصمة الجزائر "حي القصبة" إلى محجّ للسياح من داخل الوطن وخارجه، أفواج من السياح على رأسهم عائلات جزائرية مغتربة تأتي بأبنائها وأحفادها لزيارة هذه المدينة المصنّفة لدى منظمة اليونيسكو تراثا إنسانيا، بعضهم يدخلها لأول مرة، وبعضهم أعاده الحنين بعد عمر من مغادرتها.

بيئة مُهدّدة.. الوجه الآخر للشواطئ المعزولة في الجزائر
تعدّ الشواطئ المعزولة التي يصل عددها إلى نحو 400 شاطئ على طول 1600 كيلومتر في الجزائر، ملاذًا مميزًا لمحبي الاستجمام والهدوء، خاصة بعد جائحة كورونا. لكن هذا الاهتمام المتزايد، مدفوعًا بوسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، أدى إلى اكتظاظ هذه الشواطئ وتعرضها للتلوث والنفايات، ما حولها من جنة طبيعية إلى مواقع بيئية مهددة.

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

إجماع سياسي على إدانة العدوان الإسرائيلي على سوريا.. وتحذير من توسيع دائرة الصراع
أدانت مختلف الأحزاب السياسية في الجزائر العدوان الإسرائيلي على سوريا، معتبرة أنه انتهاك لسيادة دولة عربية ومسّ بأمنها واستقرارها، في وقت عبّرت فيه الجزائر رسميًا عن رفضها لهذا التصعيد ودعت إلى تحرك أممي لوقف الاعتداءات.

وفاة الصحفي علي ذراع بعد صراع مع المرض
توفي مساء أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة الإعلامي علي ذراع عن عمر ناهز 78 سنة بعد صراع مع المرض، حسب ما أفاد به أقاربه.

طقس الجزائر: حرّ شديد ورعد وضباب
توقعت مصالح الأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء 16 تموز/جويلية 2025، تسجيل موجة حر وتساقط أمطار رعدية معتبرة محليا على عدة ولايات من الوطن.