21-يوليو-2023
صور احتراق حافلة بولاية تمنراست (فيسبوك/الترا جزائر)

صور احتراق حافلة بولاية تمنراست (فيسبوك/الترا جزائر)

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تنادي بوقف حوادث المرور التي تتسبب كل عام في خسائر بشرية ومادية كبيرة،رغم الإجراءات القانونية المتخذة من قبل السلطات للحد من هذه الحوادث، وتصدر وسم #أوقفوا_حوادث_المرور قائمة المواضيع الأكثر تداولًا وسط الجزائريين في الساعات الماضية.

يرى متابعون أن تجميد استيراد الحافلات ووسائل النقل العمومي يعتبر سببًا رئيسيًا في ارتفاع حوادث المرور، فوسائل النقل يجب أن تتوفر على أعلى معايير الأمن والسلامة والراحة

وجاءت هذه الحملة بعد الحادث المميت التي عرفته تمنراست، في صورة تعبر بحق عما يسميه الجزائريون "إرهاب الطرقات" الذي لم يستطيعوا حتى اليوم التغلب عليه.

مأساة مرورية

وصبيحة الاربعاء، استيقظت الجزائر على فاجعة مرورية وقعت جنوب البلاد بولاية تمنراست، والتي خلفت 46 ضحية بينهم 34 قتيلاً و12 جريحاً.

وقالت مصالح الحماية المدنية، إنّ الحادث الذي وقع على مستوى قرية أوتول بالطريق الوطني رقم 1 تمثل في اصطدام متبوع بحريق بين سيارة نفعية وحافلة لنقل المسافرين تعمل على الخط الرابط بين أدرار وتمنراست.

وتصنّف الجهات المختصة الطريق الوطني رقم 1 في المرتبة الأولى من حيث حوادث المرور، وبالخصوص في شقه الجنوبي الرابط بين أدرار وتمنراست.

وجاء في بيان لمصالح الحماية المدنية لولاية تمنراست، أنّ الحادث وقع على الـساعة 4:18 صباحًا على مستوى تمنراست باتجاه بلدية عين أمڨل، إثر تصادم سيارة نفعية من نوع "تويوتا هليكس" مع حافلة لنقل المسافرين تعمل على خط تمنراست – أدرار.

وأفيد أنّ الحادث كان متبوعًا بحريق في كلتا المركبتين، وأودى بحياة 34 شخصًا قضوا حرقًا، ونُقلت جثامينهم المتفحمة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تمنراست.

وسخّرت مديرية الحماية المدنية لولاية تمنراست، حسب بيانها، كل الإمكانيات البشرية والمدنية من أجل هذا الحادث والمتمثلة في خمسة سيارات إسعاف وثلاثة شاحنات إطفاء و38 عونًا من مختلف الرتب، مجددة في الوقت ذاته جميع السائقين إلى احترام قانون المرور والرفع من درجة الحيطة والحذر حفاظًا على سلامتهم وسلامة الآخرين.

حملة إلكترونية

تفاعل الجزائريون مع هذا الحادث الأليم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم #أوقفوا_مجازر_المرور قائمة المواضيع الأكثر تداولًا على موقع التدوينات القصيرة تويتر لساعات استمرت حتى يوم الخميس.

وغرد أحمد داوود قائلًا: "أسباب المجازر المرورية هي سائق مجنون وطرق مهترئة،وحافلات متهالكة"، مضيفًا  "تخيّل أن طريقًا سيارًابمسافة 1200 كلم تنعدم فيه الإنارة والعواكس!!".

وحسب أحم داوود، فإنه "يجب تجهيز الحافلات بأجهزة GPS مرتبطة مباشرة بغرف عمليات الدرك والشرطة، وتجهيزها بكاميرات لمراقبة خط سيرها ومخالفاتها، كما يجب أن تفحص قوى السائق الصحية وفحص المخدرات بشكل دوري، ثم أنه من غير المعقول أن يكون في الحافلة سائق واحد لمسافة تفوق ألف كلم".

وتابع يقول إن "إيقاف استيراد الحافلات ووسائل النقل العمومي هو أيضًا سبب رئيسي في حوادث المرور، فوسائل النقل يجب أن تتوفر على أعلى معايير الأمن والسلامة والراحة، ومنع دخولها جريمة في حق المواطن".

لكن صاحب حساب إسماعيل 54 يرى أنه "حتى لما كان الاستيراد مفتوحًا بشراهته، لم يكلف أي ناقل خاص نفسه عناء تطوير حظيرته، وبعضهم ما يزال حتى الآن بحافلات من الثمانينات ولا يتم إيقافه. يوجد مشكل كبير في العقلية وتطبيق القوانين".

أما صاحب حساب "قادر الحساب رقم 30" فعلق قائلًا: إن "السبب هو مطاردة مهرب بنزين يمشي في الاتجاه المعاكس، الأمر الذي أدى إلى اصطدامه بالحافلة، مهربو البنزين والمواد المدعمة مجرمون".ولم يذكر بيان الحماية المدنية أن الحادث وقع خلال مطاردة مهرب بنزين.

وعلق الصحفي حمزة دباح قائلًا "هي مجزرة .. مجزرة مروعة. إلى متى هذا؟! إنه جنون يحدث ويحدث ويتكرر وآن أن يتوقف".

من المسؤول؟

وغرد هشام بوالجاج  بالحديث عن تجربته مع الطرق السيارة بالقول "منذ سنوات طويلة اعتدت قطع مسافة تقارب ألف كيلومتر في الطريق السيار أسبوعيا، و لاحظت جنون السائقين لمختلف المركبات لكن أخطرها يقوم بها سائقو شاحنات الوزن الثقيل وحافلات الخطوط الطويلة.. ترسخت لذي قناعة بأن أغلب هؤلاء بحاجة لفحص من طرف طبيب نفسي كل ستة أشهر على أكثر تقدير".

وتساءل حمزة دباح قائلًا " هناك  مليون سؤال ممكن للطرح تحت السؤال التالي: هل تعرف وتنتبه وتكترث السلطة بكون مجازر الحافلات أصبحت ظاهرة تتكرر دون أن نشاهد حركة جادة أو شيئا تغير؟!".

وأحصت مصالح الأمن الوطني في 2022 وفاة 907 وشخص وإصابة 20575 آخرين في 17.186 حادث مروري، مسجلة بذلك ارتفاعًا مقارنة بــ2021 في حوادث الطرقات بنسبة 0.74 بالمئة وفي عدد الوفيات بنسبة 9.08 بالمئة وزيادة في عدد الجرحى بنسبة 1.88 بالمئة .

لكن الحصيلة المسجّلة من قبل مصالح الدرك الوطني خلال العام الماضي أثقل، فقد سجّلت قيادة الدرك الوطني 6242 حادث مرور في سنة 2022، أدّت إلى مقتل 2718 شخصًا وإصابة 10361 آخر على المستوى الوطني.

وأرجعت حصيلة الدرك الوطني الارتفاع في عدد حوادث المرور في 2022، إلى تورّط مركبات نقل المسافرين ونقل البضائع في عدد كبير من الحوادث الخطيرة، بالإضافة إلى المناورات الخطيرة والسرعة المفرطة وغياب الوعي المروري والسياقة تحت تأثير الكحول والمخدرات.

وأوضحت المصالح ذاتها، أن هذه الأسباب أدت أيضًا إلى ارتفاع مؤشر الخطورة من 37 وفاة/100 حادث إلى 44 وفاة/100 حادث.

وقال المفتش العام لمصالح الأمن الوطني المراقب العام للشرطة حاج سعيد أرزقي شهر كانون الثاني/جانفي الماضي لدى عرض الحصيلة السنوية لحوادث المرور لسنة 2022، إن العنصر البشري من الأسباب الرئيسة لارتفاع حوادث المرور بسبب عدم احترام قواعد السياقة.

مصالح الدرك الوطني سجلت خلال العام الماضي حصيلة ثقيلة قدرت بـ 6242 حادث مرور 

من جهته، أوضح الأمين العام للجمعية الوطنية للوقاية من حوادث المرور طريق السلامة بمكتب الأغواط بدر الدين خشبة في تصريح سابق لـ"الترا جزائر" أن أكثر الحوادث المسجّلة بمنطقة الجنوب التي ينتمي إليها، سببها إما الشاحنات أو حافلات نقل المسافرين، بالنظر إلى أن الطرقات السريعة تكون في الغالب باتجاهين غير منفصلين، مضيفا أن طول مسافة السفر تزيد من حجم الكوارث التي تسجلها حافلات نقل المسافرين.