03-فبراير-2024

يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة مرتفعة ثم منخفضة إلى الإجهاد الحراري (صورة تعبيرية)

تسجل الأرصاد الجوية في الجزائردرجات حرارة مرتفعة جدا وصلت إلى 27°  في العاصمة أواخر شهر جانفي، والتي من المفروض أن  تكون 20° كأقصى حد في فصل الشتاء، ما أدى بكثير من الناس لتغيير عاداتهم في اللباس والنزهة وغيرها من الطقوس التي كان يفرضها البرد القارص.

يعود ارتفاع درجات الحرارة إلى عدة أسباب منها ظاهرة الاحتباس الحراري التي يشهدها العالم

ومن الناحية العلمية، يعود ارتفاع درجات الحرارة إلى عدة أسباب، منها ظاهرة الاحتباس الحراري التي يشهدها العالم، والتي أخلت بدرجات حرارة الكوكب وجعلت منه كوكبا ساخنا في أغلب فصول السنة، ونتيجة تزايد الإشعاع طويل الموجة العائد إلى سطح الكوكب بمعدل أكبر من المغادر منها، مع التزايد المستمر لغازات الاحتباس الحراري بالجو نتيجة الحرق غير المسبوق للوقود الأحفوري وتجريف الغابات التي كانت تمتص بعضا من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وليس هذا التغير دون عواقب على الإنسان، إذ تؤثر درجات الحرارة المرتفعة غير الموسمية على صحة الإنسان، وخاصة الأطفال وكبار السن والحوامل بطرق مختلفة، تعرف عليها:

الإجهاد الحراري

يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة مرتفعة ثم منخفضة إلى الإجهاد الحراري، حيث لا يتأقلم الجسم مع التغييرات المفاجئة لدرجة الحرارة،  والذي تتراوح أعراضه من التعرق الشديد إلى الإغماء، وتشمل أعراضه التعرق الشديد، والشعور بالدوار والغثيان، والصداع، وتشنجات العضلات، وارتفاع معدل ضربات القلب، وضيق التنفس.

الجفاف

ويحدث عندما يفقد الجسم الكثير من  الماء عبر التعرق عندما ترتفع درجات الحرارة مع ارتداء ملابس ثقيلة في فصل الشتاء،  والذي يؤدي إلى التعب والصداع والدوار والإمساك وانخفاض ضغط الدم وفقدان الوعي، وهو خطير جدا على الأطفال والحوامل.

ضربة الشمس

وهي حالة خطيرة تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير، يفشل الجسم في تعديل الحرارة، وأعراضًها الدوخة والغثيان والقيء وجفاف الجلد، وعدم التعرق، وارتفاع درجة حرارة الجسم خصوصا مع ارتداء ملابس ثقيلة في فصل الشتاء، وصداع شديد وتشوش الرؤية وفقدان الوعي.

الاضطرابات القلبية الوعائية

تُشكل درجات الحرارة المرتفعة زيادة الجهد  وضغطًا إضافيًا على القلب، حيث يُضطر إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، و تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية التي يتسبب انخفاض ضغط الدم والتقليل من تدفق الدم إلى القلب، وتفاقم درجات الحرارة المرتفعة الغير موسمية أعراض أمراض القلب الموجودة مسبقًا عند المريض مثل ألم الصدر وضيق التنفس والاغماء.

 أمراض الجهاز التنفسي والأنفلونزا الموسمية

عندما يكون فصل الشتاء حارا وباردا، يكون الوضع خطيرا لمرضى  الجهاز التنفسي والربو خاصة، حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على جودة الهواء وتؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي. وكما أن التغير المفاجئ للطقس بين بارد وساخن يسبب صدمة للجسم، مما قد يُضعف جهاز المناعة ويصبح أقل مقاومة للأمراض،  ويسبب جفاف الأنف مما يسهل دخول الفيروسات والميكروبات المسببة لنزلات البرد والأنفلونزا.

وللحفاظ على درجة حرارة الجسم معتدلة، ينصح الخبراء بالاطلاع على حالة الطقس صباحا قبل الخروج من المنزل وارتداء ملابس ملائمة لدرجات الحرارة المتوقعة، والمحافظة على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء وتغطية الرأس في حال الحرارة، وتغيير الملابس في مكان دافئ بعد مباشرة بعد التعرق.

تأثير الحرارة المرتفعة  في الشتاء على الزراعة

تسبب الحرارة المرتفعة في فصل الشتاء ظاهرة الجفاف نتيجة شح الأمطار، والجفاف في فصل الشتاء ظاهرة مناخية تؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعة للفلاحين الجزائريين، وقال عمي محمد، فلاح ينتج الخضر في ولاية البليدة، في حديث عن ظاهرة الجفاف ل"الترا جزائر" أنها تسبب  نقص الرطوبة في التربة التي يُعيق نموّ الجذور تقلّل من امتصاص الماء والمغذيات من قبل النباتات، وتجعل من الصعب على البذور الإنبات، وتسبب ذبول الأوراق واصفرارها وتقلل من عملية التركيب الضوئي.

وأضاف الفلاح أن الجفاف يؤدي إلى  نقص الإنتاج الزراعي  ويُهدد الأمن الغذائي، ويُقلّل من جودة المحاصيل ويُؤثر على قيمتها السوقية، ويُزيد من تكلفة الإنتاج بسبب الحاجة إلى ريّ إضافي، بالإضافة إلى تلف المحاصيل الحساسة لنقص الماء  مثل الخضروات والفواكه وإصابتها  بالأمراض والآفات بسبب ضعف مقاومتها في ظلّ ظروف الجفاف، وتأخر زراعة بعض المحاصيل التي تعتمد على هطول الأمطار في الشتاء،  ويُؤدي ذلك إلى نقص في بعض المنتجات الزراعية في السوق، وزيادة مخاطر الحرائق حيث يُصبح الغطاء النباتي أكثر عرضة للاشتعال بسبب قلة الرطوبة، و تُؤدي حرائق الغابات إلى خسائر كبيرة في الأراضي الزراعية.

وكما لدرجات الحرارة الغير موسمية تأثيرات سلبية على المناخ، مثل ذوبان الجليد  في المناطق القطبية والجبيلية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، و تغيرات في أنماط الطقس مثل زيادة موجات الحر والجفاف والفيضانات، وحرائق الغابات  والعواصف الاستوائية والأعاصير. وتأثيرات على الزراعة حيث  تؤثر حرارة الشتاء على مراحل نمو بعض المحاصيل الشتوية وعلى إنتاجيتها، وتأثيرات على التنوع البيولوجي  وتؤدي إلى انقراض بعض الأنواع. بالإضافة إلى تغيرات في دورة الماء مثل زيادة التبخر وتغيرات في هطول الأمطار والجفاف.