03-يوليو-2023
سعيد قرني

العداء عيسى جبير سعيد قرني (تركيب: الترا جزائر)

يفتح "الترا جزائر" في حوار خاص مع العدّاء، عيسى جبير سعيد قرني، صاحب ذهبية أولمبياد باريس 2003، ملف ألعاب القوى بطموحاته ونكساته الرياضية، كما يستشرف مستقبل التخصص في ظلّ حالة "التعافي" التي يعيشها بعد تدشين الجزائر مرافق ضخمة واحتضانها لعديد المنافسات منها الألعاب المتوسطية (25 حزيران/جوان إلى 6 تمّوز/جويلية 2022) والألعاب العربية (5 – 15 تموز/جويلية 2023).

قرني: الجزائر باتت تمتلك هياكل رياضية عالمية وتنظيمها الألعاب العربية إنجاز سياسي ورياضي

من هو سعيد قرني جبير؟

عيسى جبير سعيد قرني رياضي جزائري من مواليد 1977، متخصّص في سباق 800 متر، نشأت وترعرعت في بلدية الجزائر الوسطى، ثم انتقلت إلى حي شوفالي بالقرب من المركب الأولمبي الخامس تموز/جويلية، أين مارست عدة رياضات منها كرة اليد التي كانت الأهم في العائلة لأن الوالد كان رياضي في المنتخب الوطني سنوات الستينات.

بعدها، انتقلت إلى ألعاب القوى وشاركت في عديد الأصناف وحصلت على ميدالية برونزية في صنف الأشبال، ومن هناك انطلق مشواري سواءً على المستوى العربي أو الأفريقي وحتى الدولي.

أين هو سعيد قرني جبير؛ هل مازال في ميدان ألعاب القوى؟

بعد مشواري الرياضي انتقلت إلى عالم التدريب أين دربت عديد الفرق وعديد الرياضيين في الخليج العربي وأوروبا ثم رجعت بعدها إلى الجزائر، وتقلّدت عديد المسؤوليات في وزارة الشباب والرياضة.

واليوم أنا مسؤول كإطار في الوزارة ومستشار لرئيس اتحادية ألعاب القوى الجزائرية مع بعض النشاطات التجارية والتسويقية مع اتحاديات رياضية أخرى.

جابر

 ما رأيك في واقع ألعاب القوى الجزائرية؟

حقيقة ألعاب القوي اليوم في ازدهار فإذا ما رأينا نتائج المنتخب الأخيرة في المسابقات الأوروبية..، حقيقة أنا فخور شخصيًا بسباق 800 متر، هو الذي أبرز الرياضيين الجزائريين أهنئهم على ذلك.

ورياضة ألعاب القوى في الجزائر في الطريق الصحيح نحن متفائلين مستقبلًا.

ماهي الحلول للنهوض بهذا الاختصاص في الجزائر؟

هذا يبقى رأيي الخاص؛ طبعًا الرياضة في العالم بصفة عامة وفي الجزائر بصفة خاصة بحاجة إلى استراتيجية. لحد الآن لم نفرق بعد بين رياضات المستوى العالي والرياضات الجماهيرية.

ويجب أن نستثمر في النتائج المحققة مؤخرًا من أجل انتهاج سياسة جديدة للنهوض بهذا القطاع، الذي يبقى بحاجة إلى سياسة جديدة ودماء جديدة، مثلما أكّده رئيس الجمهورية في حديثه عن القطاع، لا يجب أن نقف على أرجلنا وحدنا ولا ننتظر ذلك من الخارج.

الجزائر ستحتضن بطولة الألعاب العربية، هل تعتبر الأمر مكسبًا للبلاد؟

الألعاب العربية التي ستُقام في الجزائر هي مكسب رياضي ومكسب سياسي أيضًا، في إطار السياسة التي تنتهجها الجزائر بدليل المنافسات الدولية والقارية التي نظمتها الجزائر في السنتين الأخيرتين. ولا بلد أخذ هذه المسؤولية بعد تفشي فيروس كوفيد 19 واليوم الجزائر برهنت للعالم العربي وللعالم بأسره أنها قادرة على تنظيم أي منافسة.

نتمنى أن نواصل على هذه الوتيرة بعد هذه الألعاب وننال شرف تنظيم بطولات دولية أخرى مستقبلًا.

ماهي توقعاتك بالنسبة للدورة بشكل عام ومنافسة ألعاب القوى بشكل خاص؟

أنا متفاءل تفاؤل الجزائريين. هذه الألعاب ستسير تنظيميًا على شاكلة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي جرت في وهران من خلال حفل الافتتاح وكذا الإجراءات التنظيمية، أما من ناحية النتائج فآمل أن تكون دورة قوية تعكس تطور الرياضة العربية .

الجزائر استفادت من منشآت وملاعب وهياكل قاعدية مؤخرًا، هل ترى أن هذا سيعود بالفائدة على الرياضة الجزائرية؟

حقيقة لولا المنشآت والهياكل الرياضية الجديدة لما تمكّنت الدولة الجزائرية من احتضان وتنظيم التظاهرات الرياضية خلال السنتين الماضيتين.

الحمد لله الجزائر اليوم تتمتع بهياكل قاعدية ذات مستوى عالي من شأنها أن تعود بالفائدة على الرياضة الجزائرية على المدى البعيد وهذا وفق الاستراتيجية التي تنتهجها الدولة.

بطل العرب في القفز العالي عبد الرحمان حمّاد، عُيّن على رأس وزارة الرياضة، مؤخرًا، هل ترى أنه سيقدّم الإضافة المرجوة للقطاع؟

لمن لا يعرف الوزير عبد الرحمان حماد هو رياضي وأخٌ لكل الرياضيين الجزائريين هو بطلٌ عربي، أفريقي وعالمي، شرّف الجزائر في مختلف المحافل الدولية واليوم يتقلّد منصب وزير الرياضة. وهذا فخرٌ لنا أن نراه على رأس هذه الوزارة وعلى رأس اللجنة الأولمبي.

الكل ينتظر منه أن يقدّم الإضافة اللازمة من خلال جلب دماء جديدة؛ أول مهمة في مشواره سيكون الألعاب العربية، أتمنى أن يكون في حسن ضنّ رئيس الجمهورية وحسن ضنّ الجميع.

كما لا يخفى على الجميع أنّه رياضي يعرف جيدًا القطاع ومشاكل وهموم الرياضيين، وبعد الألعاب العربية سيكون هناك الجديد في القطاع وسيأتي حماد بأسماء جديدة من شأنها خدمة الرياضة الجزائرية.

على الصعيد الشخصي ما هو أغلى لقب على قلبك؟

على الصعيد الشخصي الحمد لله..، تحصلت على عدة ألقاب محلية، عربية، أفريقية، عالمية وأولمبية. لكن أغلى لقب يبقى بطولة العالم في فرنسا (2003) وهذا لأسباب تاريخية والكل يعرف تاريخ الجزائر وفرنسا الطويل والعريض.

لقد كان فخرًا كبيرًا أن أكون من بين الأوائل الذين رفعوا الراية الجزائرية بفرنسا رفقة المرحوم عليق، أين عُزف النشيد الوطني هناك وهو ما اعتبره انتصارًا لي ولكل الجزائريين.

هذا أغلى إنجاز ولقب على قلبي قدمته كهدية لكل الشعب الجزائري في الخارج وفي الداخل، هذا التاريخ لن ننساه.

 ماهي أجمل ذكرى لك في مسيرتك؟

أجمل ذكرى غالية على قلبي يوم عودتنا من سيدني (لندن) نحن الأربعة المتوجين حماد، علالو، سعيدي، سياف وبنيدة مراح عندما جبنا شوارع العاصمة على السيارة والشعب الجزائري خرج إلى الشارع لاستقبالنا وتحيّتنا الحمد لله كان شيئًا عظيمًا.

الشكر للشعب والدولة التي وفّرت لنا كل الإمكانيات فصِرنا مثلًا يُحتذى به لدى الرياضيين الشباب.

من هو مثلك الأعلى؟

تاريخ الرياضة الجزائرية تاريخ جديد حتى لو أنه كان هناك بعض التتويجات لجزائريين لكن تحت الراية الفرنسية، لكن وبدون نقاش وبدون منازع نورالدين مرسلي الأفضل في تاريخ الرياضة الجزائرية، لأنّه أوّل جزائري عرفه العالم كبطل حقيقي في فترة صعبة وخلال العشرية السوداء، أين ألق في صنف الرجال في الوقت الذي ألقت أيضًا البطلة حسيبة بولمرقة.

لقد كان بمثابة مشعل لنا، والحمد لله، أنني التقيت بهذا الرياضي في مساري والآن هو صديقٌ عزيزٌ. تعلمت منه أشياء كثيرة في الرياضة وفي الحياة لأنه إنسان طيّب وذو أخلاق عالية.

لو ذكرت لك المتوجين بالميداليات الأولمبية من تراه الأفضل في تاريخ ألعاب القوى الجزائرية؟

من هو مثلي في الرياضة.. جبير سعيد غرني عندما كان صغيرًا كان يحلم بأن يكون بطلًا مثل سيباستيان كو (عدّاء بريطاني)، وهو حاليًا رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، كنا نملك خصوصية مشتركة فنحن الإثنين كان يدربنا والدانا (رحمة الله على والدي).. الحمد لله حققت حلمي وكان لي الشرف أن حصدت الميدالية من يده خلال أولمبياد سيدني أين حطمت رقمه الخاص آنذاك وهذا شرفٌ كبيرٌ لي.

قرني جبير المختص في سباق 800 متر: العدّاء نور الدين مرسلي أفضل رياضي في تاريخ الجزائر وأعتبره مشعلًا لنا

ماهي مشاريع قرني جبير مستقبلًا؟

لدي بعض المشاريع التي أسعى لطرحها وعرضها على وزير الشباب والرياضة، بعد الألعاب العربية والتي نسعى رفقة الطاقم إلى تجسيدها على أرض الواقع حتى تعود بالفائدة على الرياضة الجزائرية محليًا ودوليًا.

كلمة أخيرة

أشكركم كثيرًا على هذه اللفتة التي تمكّنا فيها من الحديث عن الرياضة الجزائرية، التي نتمنى لها كل التوفيق.. وفي الأخير الجزائر هي مهدٌ وبيت الرياضة العربية.