يُبرز الأخصائي النفساني ياسين ماحي باهي، في حوار مع "الترا جزائر"، المضاعفات النفسية والعصبية للحجر الصحّي، لكنه يؤكّد على فوائده وهذا قصد قطع انتشار الوباء وتفادي الضغط على المستشفيات، ويشدّد المتحدّث على ضرورة إعادة النظر في بعض التقاليد الاجتماعية لسكان شمال أفريقيا، التي من شأنها أن تساعد في تفشّي الوباء كالمصافحة والاحتكاك، ويقدّم بعض التوصيات لتجنّب مضاعفات الحجر النفسي.

ياسين ماحي باهي: الانغلاق القسري بين الجدران أمرٌ غير اعتيادي في حياة الناس، وله انعكاسات نفسية وعصبية      

•  فعليًا ما هو الحجر الصحّي أو العزل المنزلي؟

 الحجر الصحّي أو المنزلي هو وسيلة وقائية، تهدف إلى قطع وعزل مسار العدوى من الانتشار في من فرد الواحد إلى الوسط الاجتماعي أو العائلي، كما يهدف الحجر الصحّي إلى تفادي الضغط على المستشفيات، لاحتمال تفشي الفيروس فيها، والحجر الصحّي ليس عقوبة اجتماعية، أو تقييدًا للحرّيات، وليس نظام بوليسي، بل هو إجراء صحي ضروري لقطع مسار انتشار الوباء.

اقرأ/ي أيضًا: بطالة اضطرارية في زمن كورونا.. مهنٌ يومية اختفت من الشارع

 كما تجدر الملاحظة، أن الحجر ليس مرتبطًا بالتوقيت، أي مسموحٌ  به صباحًا وممنوعُ مساءً، بل المفروض الالتزام بالبيت ليلًا ونهارًا، وعدم الخروج إلا للضرورة، مع أخذ جملة من التدابير الوقائية كوضع الكمامات، وغسل الأيدي، والمحافظة على مسافة متر مع باقي الناس.

• هل يمكن تحديد فترة الحجر الصحّي؟

إلى غاية هذه اللحظة، لا يمكن تحديد فترة الحجر الصحي زمانيًا، فلا يمكن القول إنه يمكن أن يستمرّ أسبوعين أوثلاثة أو أربعة، فالأمر مرتبط بانتشار الوباء جغرافيًا وزمانيًا، كما  لا يمكن تحديد ذروة الوباء علميًا، إذ أن معدلات الانتشار تختلف من منطقة إلى أخرى؛ فالفيروس سريع الانتشار، وبالتالي فلابد من الاستعداد النفس، وتوقع طُول فترة الحجر المنزلي، في هذا الصدد أنصح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كبديل في التواصل مع الأهل والأصدقاء والأقارب خلال فترة الوباء.                                     

• ما هي انعكاسات وباء "كوفيد 19" النفسية والسلوكية؟

 تجدر الإشارة، إلى أن الإنسانية تشهد وباءً عالميًا لم تعرفه من قبل، من حيث سرعة الانتشار والرقعة الجغرافية، حكومات ودول اتخذت سياسية الحجر الصحي والعزل المنزلي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.

الانغلاق القسري بين الجدران أمرٌ غير اعتيادي في حياة الناس، وله انعكاسات نفسية وعصبية، تتمثل أولًا في حالة الخوف والهلع، فنحن أمام فيروس لم يكتشف العلماء كامل أسراره بعد. مضاعفات الخوف ينعكس عنها حالات الانهيار العصبي، والفئات الهشة نفسيًا أكثر عرضة، كما يولّد الحجر المنزلي مضاعفات صحيّة ونفسية كالأرق ونقص في النوم، التي تولد جملة من السلوكيات الفردية السيئة كالنرفزة والغضب والعنف والتوتّر والانفعال والقلق.

أما على مستوى السلوك الاجتماعي، فالمؤكّد أن الوباء سيغير مجموعة من التقاليد الاجتماعية والسلوكيات الفردية والجماعية، فمن بين العناصر الأساسية للوقاية من فيروس كوفيد 19، هو التباعد الاجتماعي، ما بين متر إلى متر ونصف، وتقليص الزيارات والعلاقات العائلية.

• ماذا عن تصاعد في العنف الاسري، ما تعليقك؟

أولًا في غياب إحصائيات دقيقة وبيانات رسمية، سواءً من دوائر حكومية أو جمعيات مدنية، من الصعب تقديم قراءة و تحليل حول الموضوع، لكن كما سبق ذكره، فالحجر المنزلي يولّد سلوكيات خطيرة، كالعنف والنرفزة وبالتالي العنف الأسري هو أكيد من الآثار السلبية للحجر الصحّي. إضافة إلى الصعوبات المادية من جراء أشخاص يفقدون مناصب أعمالهم، قد يتعرّضون إلى مشاكل نفسية وعصبية خطيرة ما يولّد توترًا أسريًا وعائليًا. 

• ما هي الإجراءات الوقائية من انعكاسات الحجر الصحّي؟

لابدّ من الإشارة، إلى دور الاستقرار النفسي في تجاوز المضاعافات النفسية والعصبية بسبب الحجر الصحّي، وهذا لن يتم إلا إذا ابتعدنا عن مصادر الأخبار المجهولة، أوالاستماع إلى المعلومات المزيّفة، كما ألفت الانتباه إلى ضرورة الاستعداد والتحضير النفسي لمواجهة الوباء، لابدّ من تغيير نمط الحياة، واعتماد نظام غذائي صحّي ومتوازنٍ، يساهم في النوم الجيّد وممارسة الرياضة.

ياسين ماحي باهي: أنصح بأخذ بعض الأدوية والمهدئات باستشارة الطبيب المختصّ

  كما أنصح بأخذ بعض الأدوية والمهدئات، طبعًا باستشارة الطبيب المختصّ، والتي من شأنها التخفيف من تبعات وأعراض الأرق وعدم النوم، والاعتماد على وسائل الطبّ التقليدي كالأعشاب المهدئة.