04-أبريل-2024

صورة تجمع العربي بن مهيدي وبشير درايس (صورة: فيسبوك)

شنّ المخرج بشير درايس هجوما لاذعا على تيار "الباديسية النوفمبرية" الذي قال إنه منزعج من الحضور النوعي لشخصية عبان رمضان في فيلمه "العربي بن مهيدي".

درايس: حضور شخصية عبان رمضان النوعية في الفيلم إلى جانب العربي بن مهيدي، تزعج بعض الأشخاص الذين لا يهتمون بذاكرة بن مهيدي الحقيقية ولم يدافعوا عنها يوما

وقال درايس في تدوينة له على فيسبوك إن التيار الإسلامي العروبي الذي يصف نفسه بـ"الباديسية النوفمبرية"، لا يزال مشغولا بفيلم العربي بن مهيدي حدّ الهوس.

وأوضح المخرج أن حضور شخصية عبان رمضان النوعية في الفيلم إلى جانب بن مهيدي تزعج بعض الأشخاص الذين لا يهتمون بذاكرة بن مهيدي الحقيقية ولم يدافعوا عنها يوما.

وأضاف أن الفيلم يواجه انتقادات من قبل تيار يرفض التنوع الثقافي واللغوي في الجزائر، ويتفق فيما بينه على العداء لمنطقة القبائل، على حدّ قوله.

ونفى درايس ما قال إنها اتهامات تلاحقه من هذا التيار بأنه ينتمي إلى حركة "الماك" الانفصالية في منطقة القبائل.

وقال إنه يفتخر بالهوية الأمازيغية ويدافع عن رمزها، العلم الأمازيغي، مع التأكيد على احترامه للعلم الوطني.

ولفت إلى أنه لا ينتمي إلى حركة "الماك" لكنه يحافظ على علاقات احترام مع أصدقائه الذين يتبنون هذه الأفكار، على حد قوله.

ويرى درايس إمكانية حدوث مصالحة بين "الماك" والسلطات الجزائرية، مستشهداً بتجارب سابقة مع الجماعات الإسلامية.

وتسمية "الباديسية النوفمبرية" حديثة نسبيا تعود إلى فترة الحراك الشعبي، حيث يتخذ من تبنوا هذا الخط من تاريخ العلامة عبد الحميد بن باديس ومن بيان أول نوفمبر الذي أطلق الثورة، مرجعية مزدوجة لهم.

ويعتبر المنتسبون لهذا التيار، مؤتمر الصومام الذي قاده عبان رمضان انقلابا على الثورة وتغييرا لمرجعيتها التي قامت في البداية على بناء جمهورية جزائرية في إطار المبادئ الإسلامية، وفق بيان أول نوفمبر.

ويعد عبان رمضان الذي ينحدر من منطقة القبائل الناطقة بالأمازيغية، شخصية محورية في تاريخ الثورة الجزائرية، حيث كان مهندس مؤتمر الصومام الذي أعاد هيكلة الثورة وانبثقت عنه الحكومة المؤقتة كما أنه استوعب تيارات أخرى خارج الثورة إلى صفوف جبهة التحرير الوطني.

ولاقى عبان رمضان مصيرا مأساويا حيث تشير روايات تاريخية إلى أنه اغتيل في المغرب في كانون الأول/ديسمبر 1957، على أيدي معارضيه في الثورة، ولا تزال ملابسات مقتله مجهولة بتفاصيلها الكاملة إلى اليوم.

وفي فيلم "العربي بن مهيدي"، ظهر عبان رمضان بشكل مكثف، خاصة في عملية التحضير لمؤتمر الصومام والإعداد لإضراب الجزائر العاصمة وبدا في الفيلم منسجما تماما مع العربي بن مهيدي في عدة مشاهد.