18-مارس-2024
لقطة من فيلم العربي بن مهيدي

فيلم بن مهيدي (صورة: فيسبوك)

قال المخرج بشير درايس، إن حضور شخصية القائد الثوري عبان رمضان القوي في فيلم "بن مهيدي" له ما يبرّره، ردا على الانتقادات التي طالته في هذا الجانب.

درايس: من المنطقي تمامًا أن يكون حضور عبّان رمضان أكثر من غيره من الشخصيات التاريخية في الثورة

وأوضح درايس في حوار مع موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية، أن الانتقادات التي تطال أي عمل سينمائي هي أمر طبيعي، إذ "بمجرد عرض الفيلم للجمهور، يخرج من دائرة المخرج الخاصة ويصبح ملكاً لكل مشاهد، ولكل شخص حرية التعبير عن رأيه".

وذكر أن الانتقادات التي تناولت الفيلم دارت في معظمها حول غياب مشاهد الحرب ودور جمعية العلماء المسلمين، وتسليط الضوء على عبّان رمضان، والحضور المحدود لأحمد بن بلة وعبد الحفيظ بوصوف، وعدم إبراز التعذيب بشكل كافٍ.

وقال إن بعض  هذه الانتقادات غير مووضوعية، مثل تلك المتعلقة بشكل خاص بعبد الحفيظ بوصوف (قائد مخابرات الثورة) أو أحمد بن بلة (جناح الخارج في فترة الثورة).

وبخصوص الحضور القوي لعبان رمضان، أشار المخدرج إلى أن "بن مهيدي" هو في الواقع، فيلم سيرة ذاتية يسرد حياة الشهيد ورفاق نضاله.

وأبرز أنه من المهم أن نتذكر أنه منذ عام 1956، انضم بن مهيدي إلى لجنة التنسيق والتنفيذ (CCE) مع عبّان رمضان، وشارك معه في النضال حتى اعتقاله في "ساكري كور" (أعلى شارع ديدوش مراد) في الجزائر.

كما شاركا معاً في أحداث حاسمة مثل مؤتمر الصومام في آب/أوت 1956 وإضراب ثمانية أيام من 28 كانون الثاني/جانفي إلى 4 شباط/فيفري 1957.

لذلك، من المنطقي، حسبه، تمامًا أن يكون حضور عبّان رمضان أكثر من غيره من الشخصيات التاريخية في الثورة.

واستغرب درايس استمرار القلق الذي تثيره شخصية عبّان رمضان، على الرغم من أنه لعب دورًا حاسمًا في الثورة من خلال مساهمات رئيسية مثل تأسيس النشيد الوطني وإنشاء جريدة "المجاهد" ووضع هياكل وتسلسل هرمي للنضال الثوري.

وتأسّف لكون بعض المؤرخين ذوي النوايا السيئة شوّهوا ذاكرته، لكن فيلم "بن مهيدي" يهدف إلى إعادة الحق إلى نصابه.

ويعدّ عبان رمضان العقل المدبر لمؤتمر الصومام الذي أعاد تنظيم الثورة، كما أنه صاحب طرح أولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج، في تسيير الثورة الجزائرية، وهو ما كان مثار خلافات قوية بين قادة الثورة وحتى بعد الاستقلال.