16-يونيو-2016

حلويات جزائرية في رمضان(مهدي فدواش/أ.ف.ب)

يتشبث الجزائريون بعادات تضيف لشهر رمضان نكهة خاصة وتميزه عن سائر الأيام، عادات تحافظ عليها عديد العائلات وتعطي ليوميات الشهر الفضيل "رائحة مميزة". تفضل بعض الأسر طلاء البيوت من جديد، كتعبير عن السعادة التي تغمر العائلة وهي تستقبل شهر رمضان، وتظل عادة تنظيف البيوت قبيل أيام من رمضان أهم طريقة تستقبل بها العائلات الجزائرية الشهر الكريم.

تفضل بعض الأسر الجزائرية طلاء البيوت من جديد، كتعبير عن السعادة التي تغمر العائلة وهي تستقبل شهر رمضان

تقول السيدة كريمة قواسمي لـ"الترا صوت": "تعودت بعض العائلات على استقبال رمضان بشيء جديد حيث تعكف بعض النساء على شراء أواني جديدة تزين مائدة رمضان، كعلامة خاصة على قدوم زائر يجب استقباله بالجديد والنظيف"، تبتسم وتضيف: "إنه ضيف وهذا من أدلة فرحتنا باستقبال الضيف العزيز".

اقرأ/ي أيضًا: المطبخ المغربي.. 5 من أشهى الأكلات الشعبية

بين زحمة الأسواق وغلاء الأسعار، يرى الكثيرون أن هذه العادات تراجعت وخفت قليلًا السنوات الأخيرة بسبب ظروف المعيشة الصعبة. في سياق متصل، يقول سيد علي: "استقبال رمضان في أيام زمان كان أشبه باستقبال عزيز جاء من السفر بعد طول غياب، وهو ما يدفع العائلات إلى طلاء الجدران أو تغيير أثاث المنزل أو تنظيف ماهو موجود"، ويوضح: "هذه العادات بدأت تندثر شيئًا فشيئا بالنظر إلى تزايد المتطلبات اليومية للأسرة وغلاء المعيشة، حيث بات هم المواطن الجزائري مصاريف الشهر من أكل وشرب لا أكثر".

لكن عادة شراء الأواني الجديدة لاستقبال شهر رمضان لا تزال قائمة، فمن خلال جولة قمنا بها في حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة الجزائرية، لاحظنا تهافت النسوة على شراء الأواني. أما المطبخ الجزائري في رمضان فيتنوع بأشهى وأطيب المأكولات التي تتنافس على مائدة رمضان وأهمها "طاجين الزيتون" و"الدولمة" و"المثوم" و"المقيرنة" و"الدويدة" وهي أطباق يتم إعدادها باللحم المفروم والعجائن وطهيها بمختلف التوابل والبهارات.

كما تعودت الأسرة الجزائرية في مائدتها الرمضانية طوال الشهر على إعداد طبق "اللحم الحلو" حيث يعتبر رمزًا للتفاؤل بحلول الشهر، تقول السيدة رتيبة لـ"الترا صوت": "تتفنن المرأة في تحضيره حيث يتم طهي التفاح والبرقوق والمشمش والإجاص، مع قطع اللحم الصغيرة"، كما يختلف هذا الطبق في طعمه عن باقي الأكلات الرمضانية فهو بنكهة القرفة ويزين بالجلجلان وبعض المكسرات".

اقرأ/ي أيضًا: البطيخ الأحمر في الجزائر.. سطوة الفاكهة

لكن تظل "الشوربة"، سيدة المائدة طيلة رمضان في الجزائر و"ملكة المطبخ"، حيث حملت عديد الأسماء بنكهات تختلف من منطقة إلى أخرى فمن "الشريبة" في الوسط الجزائري إلى "الفريك" أو "الجاري" في منطقة الشرق إلى "الحريرة" في الغرب الجزائري إلى "الحساء" في مناطق الجنوب، وهي من يفتتح بها الصائم إفطاره بعد تناوله حبات من التمر والحليب، ويقدم هذا الطبق ساخنًا وخفيفًا على المعدة الخاوية.

أنواع كثيرة من المأكولات تشتهر بها مدن جزائرية بعينها وكثير منها اندثر لكن لا تزال بعض العائلات محافظة على هذه المأكولات الخاصة ومنها أطباق "شباح السفرة" و"البرانية" و"السفيرية" و"شرمولة" أو "كبدة مشرملة"، الذي يتم إعداده بالكبد وهو مرق أحمر مع بهار "الكروية" والخل وطبعًا هذا الطبق يجد نفسه "محاصرًا" من أطباق لا تكلف الكثير، خصوصًا مع ارتفاع أسعار الكبد.

في وقت السحور تتفق العائلات الجزائرية في طهي طبق واحد هو غالبًا "المسفوف" أي الكسكسي المعد بالزبيب والذي يقدم مع الحليب أو اللبن

وفي مناطق جزائرية أخرى، تعد المرأة في هذه المناسبة طبق "المعقودة" وهي عبارة عن قطع من البطاطس يضاف إليها البيض والكسبرة ثم تقلى في الزيت، وكانت تقدم مع طبق "الشربة". ومن جهتها تحتفل العائلات في محافظة "بسكرة"، شرق الجزائر مثلًا، بتحضير طبق "الدوبارة" الشعبي الشهير في هذه المنطقة، وهي وجبة حارة جدًا تطهى بالحمص والفول كما يتم سقيه بزيت الزيتون والتوابل. ورغم المنافسة الكبيرة لأطباق جديدة، فإن منطقة القبائل الكبرى لا تزال محافظة على تقاليدها في شهر رمضان حيث تعد النساء هناك طبق "تيكربابين" فضلاً عن طبق "البكبوكة"، وهي الأطباق التي تتميز بها المائدة القبائلية.

ومن جانبها، تعتبر سهرات شهر رمضان في الجزائر متميزة جدًا، فهناك حلويات خاصة بسهرة الشهر وهي تقدم في بعد صلاة التراويح مثل "الزلابية" و"قلب اللوز" و"الهريسة" و"المقرود"، في منطقة الشرق الجزائري، و"البقلاوة" و"المحنشة" في منطقة الغرب. والجميل في وقت السحور أن العائلات الجزائرية تتفق في طهي طبق واحد هو غالبًا "المسفوف" أي الكسكسي المعد بالزبيب والذي يقدم مع الحليب أو اللبن.

أسواق جزائرية(فاروق بعطيش/أ.ف.ب)

 

اقرأ/ي أيضًا:

"قطع الطريق".. كرم سوداني فريد في رمضان

5 مشروبات سودانية مميزة لمائدة رمضان