12-أبريل-2023
منحة

(الصورة: سبق برس)

فريق التحرير - الترا جزائر 

في سنوات سابقة، لم يكن يُثار جدلٌ حول إخراج زكاة الفطر وطبيعة هذه الزكاة إن كانت نقدًا أو طعامًا أو شيئًا آخر، فقد تعارف الجزائريون على إخراجها مالًا، بقيمة مالية تحدّدها وزارة الشؤون الدينية كل سنة.

نقيب الأئمة: من يرى بإخراجها من قوت أهل البلد، فالأمر فيه سعة، والأهم أن تخرج زكاة الفطر عن جميع المسلمين وأن تصل إلى أصحابها

في رمضان الجاري توسّع النقاش بين الجزائريين حول إخراج قيمة زكاة الفطر، ليشمل مثقفين ونشطاء ورجال دين، بل واحتدّ هذه النقاش ليصل إلى "التراشق" وتبادل التهم بالتضليل والتضييق على الناس وبطلان الصيام وما إلى ذلك، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يرى بإخراجها نقدًا مثلما دأب عليه الجزائريون لسنوات طويلة، وبين من يرى أن ذلك كان خطأ يجب تداركه، حسب زعمهم.

في هذا السياق، قال نقيب الأئمة جلول حجيمي، إن المسألة فيها من اليسر ما يكفينا، موضّحًا أن الذين يدعون إلى إخراجها نقدًا "يستندون إلى أقوال بعض الصحابة والتابعين وما يتيسر من حاجة الناس إلى شرب ولباس وإلى ما إلى ذلك".

يضيف المتحدث، في تصريح لـ "سبق برس"، أنه من يرى بإخراجها من قوت أهل البلد، فالأمر فيه سعة، والأهم أن تخرج زكاة الفطر عن جميع المسلمين وأن تصل إلى أصحابها، فليس في ذلك مشقّة على الناس، ومن يرى بعض المجتهدين بالتيسير فهو أيسر للناس، والأهم إخراج الزكاة، يقول حجيمي.

في إطار الجدل الدائر حول إخراج الزكاة نقدًا أو طعامًا، نشرت صفحة "ناس سيدي غيلاس"، منشورًا جاء فيه " وقعنا في نفس إشكال المولد ويناير، مجموعة من الائمة تقول إخراج زكاة الفطر نقدًا وأخرى تقول بإخراج زكاة الفطر طعامًا".

يذهب متابعون، بالنقاش إلى قيمة الزكاة ومقدارها نقدًا، ويرون أن قيمتها ضئية ويجب مراعاة دخل كل شخص، خاصّة مع وجود بعض المواد الغذائية المدعمة من طرف الدولة، وهي بأثمان زهيدة ولا يمكن اعتبارها معيارًا لقياسها بالمال.

يلاحظ خلال النقاش المُثار حول زكاة الفطر، هو أن كثيرين يستشهدون بالأئمة والفتاوى الفقهية، ويذهب البعض إلى عدم جواز زكاة الفطر نهائيًا، إلى هنا نشر أحد المتابعين على صفحة "أخبار سيدي عقبة بسكرة"، أنه "إذا أخرجت زكاة الفطر طعامًا فهي صحيحة 100%، أما إذا أخرجتها مالا فالأئمة: مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، قالوا: إن زكاتك غير صحيحة".

هنا، يدون سليمان ناصر، على صفحته بموقع فيسبوك، منشورًا طويلًا تحدث فيه عن قيمة زكاة الفطر، جاء فيه: " بالنسبة لي لا أطمئن إلى هذا المبلغ وسأخرج أكثر منه، ويبقى هذا رأيي الشخصي، لكنني أدعو في نفس الوقت وزارة الشؤون الدينية إلى الاجتهاد وبالتعاون مع علماء الشريعة والاقتصاد، لإيجاد آلية تدرج معدل التضخم في حساب هذه الزكاة، والذي يتغير بزيادة كبيرة من سنة لأخرى".

من جهته، يذهب ياسين بن حمودة، أنه بخصوص موضوع زكاة الفطر وكيفية إخراجها، "لاحظت أننا اعتدنا الهذر والانشغال بالجدال العقيم وغالبًا عن غير علم".

ويوضح بن حمودة، في منشور له أن الجمهور على إخراج الزكاة عينًا والحنفية على جواز إخراجها نقدًا، فمن أخذ بقول الجمهور أخرجها عينًا، ومن ذهب مذهب الحنفية أخرجها نقدًا، على حدّ قوله.

ومن رأى أن إخراج الزكاة عينًا لا ينفع الفقير، حسب المتحدّث، "فليغير صنف الطعام المزكى إلى صنف أغلى كجيّد التمر الذي لا يقدر عليه الفقير، وإن رأى أن دفع المال أنفع للفقير فليعطه بدل أغلى طعام يزكى عنه كالزبيب مثلًا، ولو كان حريصًا على إعالة الفقير فليدفع له مالًا وطعامًا قدر ما يرى أنه يكفيه...وليتوقف عن التفلسف على الناس وهو يدفع بضع قطع نقدية لا تشتري زجاجة مشروبات غازية".

سليمانن ناصر: بالنسبة لي لا أطمئن إلى هذا المبلغ وسأخرج أكثر منه، ويبقى هذا رأيي الشخصي

الخلاصة، يقول بن حمودة، " دعك من غيرك وأنظر إلى قلبك وإلى مقدار بحثك عن رضا الله في عملك وحاسب نفسك في مدى تسليمها لما وقفت عليه من الحق وبحثها عن تحقيق العبودية لله دون مراوغة واحتيال".