10-فبراير-2024
 (الصورة Getty) الرضاعة الطبيعية

(الصورة: Getty) ينصح كثير من الخبراء بالرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة

تعتبر فترة ما بعد الولادة وبداية الرضاعة الطبيعية من أصعب الفترات التي قد تمر بها الأمّهات، لأنهن يعانين في هذه الفترة من التعب الناتج عن عملية الولادة والاستعداد لرعاية الطفل الجديد والسهر معه، والاستعداد للرضاعة الطبيعية، حيث يعد حليب الأم غذاءً مثاليًا للرضع خلال الأشهر  الستة الأولى من حياة الرضيع.

تلجأ كثير من الأمهات إلى عادات خاطئة بعد الولادة تُنقص من إدرار الحليب وتحرم طفلها من فوائد الرضاعة الطبيعية

لا يخفى على كثيرين، أن حليب غني بالعناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها الطفل للنمو بشكلٍ سليم، وهي عناصر تُعزّز مناعة الطفل وتُقلّل من خطر إصابته بأمراض القلب والسكري والسمنة، وتُساعد على نمو دماغه بشكلٍ سليم، وتُقلّل من خطر الإصابة بأمراض الحساسية، كما تُعزّز الرابطة العاطفية بين الأمّ وطفلها.

وبسبب التعقيدات التي تلي فترة الولادة والتغيرات الجسمية والنفسية التي تطرأ على المرأة، تُواجه الكثير الأمهات بعض الصعوبات في الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى العادات الخاطئة التي تقوم بها بعد الولادة، والتي تنقص من إدرار الحليب وتحرم طفلها من فوائد الرضاعة الطبيعية والتي يمكن التعرّف عليها في ما يلي من النص:

  • إعطاء المولود  الحليب الصناعي في الأيام الأولى بعد الولادة

لا يحتاج المولود إلى أيّ شيءٍ سوى حليب الأم خلال ستة أشهر الأولى من حياته. لكن بعد التعب الذي تشعر به الأم إثر الولادة خاصّة إذا كانت الولادة قيصرية، تلجأ بعض الأمهات إلى إعطاء المولود الحليب الصناعي في أيامه الأولى حتى تحصل على قسطٍ من الراحة، وهذا أكبر خطأ تقع فيه الأم بعد الولادة؛ لأن الرضيع يشعر بالشبع، ولا يطلب الرضاعة من أمه مما يؤدّي إلى نقص إدرار الحليب لأنه يأتي بعد عملية المصّ، إذ أنها أكبر محفز للغدة المسؤولة عن إنتاج الحليب.

  •  استخدام  اللهاية (سوسيت)

اللهاية هي قطعة من المطاط أو السيليكون مصممة لتُمص من قبل الرضع، وتُستخدم اللهاية لتهدئة الطفل ومساعدته على النوم، وتساعد الأم للحصول على قسط من الراحة، ولكن استخدامها وخاصّة لأوقات طويلة طوال الليل مثلًا يضر بإدرار الحليب لأنها  تُربك الرضيع بين مص الثدي ومص اللهاية، وكما أنها تؤثّر على وضع لسان الرضيع، مما قد يُصعّب عليه الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن اللهاية تفسد الرضاعة الطبيعية، لأنه عندما يمتصها الرضيع ولايرضع  فإنه لا يحفز ثدي الأم ممّا  يقلل من إنتاج الحليب وبالتالي يقلّل من مدة الرضاعة الطبيعية، وكما  أثبتت الدراسات أن استخدام اللهايات يؤدي إلى الفطام المبكر عن الرضاعة الطبيعية.

تلجأ بعض الأمهات إلى إعطاء المولود الحليب الصناعي في أيامه الأولى حتى تحصل على قسطٍ من الراحة

  • عدم إرضاع الطفل عند الطلب

يحتاج معظم الأطفال حديثي الولادة إلى ثماني رضعات حتى 12 رضعة يوميًّا، بمعدل رضعة واحدة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.  وإرضاع المولود عند الطلب وبوتيرة ثابتة على طول اليوم محفّز قوي لإدرار الحليب، لأن كمية الحليب المنتجة متناسبة مع عدد الرضعات. ومن العلامات المبكرة التي تدل على استعداد الطفل للرضاعة، تحريك اليدين تجاه الفم، ومص الأصابع والكف، ولعق الشفتين بالإضافة إلى البكاء. 

  • المحيط السلبي حول الأم

يمكن أن يكون للمحيط السلبي حول الأم تأثيرٌ كبيرٌ على قدرتها على الرضاعة الطبيعية، مثل الأصدقاء والزوج والعائلة، وذلك  بنقص الدعم والتشجيع على الرضاعة الطبيعية بتوفير وسائل الراحة للأم لمساعدتها على التفرغ لها، مثل القيام بأشغال البيت والاعتناء بالأولاد الآخرين. وأيضًا جهل محيط الأم بأهمية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها على الحليب الصناعي يعتبر من المثبطات، خاصّة في الأيام الأولى بعد الولادة حيث يكون الحليب غير متوفر بكثرة ويقولون لها أن حليبك غير كاف وابنك سيموت جوعًا، بالإضافة إلى الاستماع  إلى القصص المرعبة عن آلام الرضاعة لتشققات الثدي يجعل الأم تخاف منها وتتفاداها.

  • عدم انتظار تدفق الحليب

ويعتبر التسرّع في إعطاء الحليب الصناعي بحجة أن حليب الأم غير كاف من الأسباب التي تؤدي إلى الفطام المبكر، لأن تدفق الحليب يحدث بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من الولادة.  بعد الولادة مباشرة  يفرز الثدي سائلاً خاصًا يسمى اللبأ، وهو سائل سميك مصفر غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، يحتوي على كميات كبيرة من الأجسام المضادة، التي تساعد على حماية الرضيع من الالتهابات ومنخفض الدهون واللاكتوز مما يجعل يجعل الرضيع يشعر بالشبع ولا يطلب الرضاعة كثيرًا في الأيام الأولى، ولكن جهل الأم ومحيطها بهذه المعلومة يحرم من طفلها من الرضاعة الطبيعية.

يعتبر التسرّع في إعطاء الحليب الصناعي بحجة أن حليب الأم غير كاف من الأسباب التي تؤدي إلى الفطام المبكر

  • الأسباب العضوية 

من بين الأسباب التي تجعل تدفق الحليب ضعيفًا عند الأم هو عدم وضع الرضيع في الوضع الصحيح الذي يسمح له بالرضاعة السليمة، أو عدم جلوس الأم في وضعية صحيحة مما يشعرها بالتعب وبالتالي تسريع عملية الرضاعة، وأيضًا وجود اضطرابات هرمونية وتناول الأم لحبوب منع الحمل غير الملائمة للرضاعة، وهو ما يؤثر على هرمون البرولاكتين المسؤول عن تدفق الحليب، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية مثل أدوية الضغط والحساسية .