25-مارس-2023
متجر لبيع الزلابية (فيسبوك/الترا جزائر)

متجر لبيع الزلابية (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر
بسبب العقوبات الثقيلة التي مسّت عددًا من تجار المواد المدعمة مثل الزيت والسميد، بلغت 10 سجنًا نافذًا في بعض الحالات، أطلق أهالي ما سمي بسجناء المضاربة، نداءات إلى رئيس الجمهورية للعفو عنهم، معتبرين أن كثيرين ممن حوكموا كانوا ضحايا لهذا القانون.

عمي محمد صاحب متجر لبيع الحلويات التقليدية منذ 35 عامًا وجد نفسه وراء قضبان السجن بسبب كمية من الزيت والسميد اقتناها لهذا الغرض

بن موسى محمد (64 سنة)، صاحب متجر لبيع الحلويات التقليدية بالجملة "زلابية بوفاريك" ببلدية بوفاريك ولاية البليدة غرب العاصمة، يمارس هذه المهنة منذ 35 عامًا، وجد نفسه وراء قضبان السجن بسبب كمية من الزيت والسميد اقتناها لهذا الغرض.

يدافع أقارب السجين عن عمي محمد، كما يحبّ زبائنه أن يُطلقوا عليه، فقط لأنه صانع حلويات لم يكن يدخّر الزيت للمضاربة أو بيعه بأسعار مبالغ فيها، معتبرين أنه كان "ضحية قرارٍ خاطئ".
ويستشهد هؤلاء أن قانون مكافحة الضاربة ينصّ على عقوبات تصل إلى 30 سنة في أوقات الكوارث والأزمات الصحية والحالات الاستثنائية، بينما وقع عمي محمد تحت طائلة المتابعة بالصدفة، حين كانت دورية للشرطة تقوم بالبحث عن أحد المشتبه فيهم.

متجر عمي محمد

تقول ابنه عمي محمد في اتصال لـ "الترا جزائر"، إن الشرطة اقتحمت بيتهم العائلي، للتحرّي عن ابن أخيه المتهم بسرقة مبلغ مالي، وكان عليهم تفتيش المنزل، غير أنهم عثروا على كمية من الزيت والسكر والسميد وكميات من حلوى الزلابية والعسل المصنّع.
هنا، تضيف المتحدثة، تغيّر مجرى التحقيق ووُجهت لوالدها تهمة المضاربة غير المشروعة، واعتقل يوم الـ 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وحكم عليه "ظلمًا" بخمس سنوات سجنًا نافذًا وغرامة مالية قدرها 50 مليون سنتيم، مع حجز كل السلع الموجودة وسحب سجله التجاري.

متجر عمي محمد

في شهر رمضان، يزيد نشاط صانعي الحلويات التقليدية في كل ولايات الوطن، ويكثر الطلب من الزبائن على هذه الحلويات، حيث لا يكاد شارع يخلو من هذه المحلات، التي تمّول نشاطها من اقتناء الزيت والسكر والسميد.
ولم يحدث أن طالبت السلطات هؤلاء الناشطين في هذا المجال بالتوقف عن استخدام هذه المواد الغذائية أو تعرضوا للملاحقة. هنا، تتساءل ابنه عمي محمد إن كان قانون مكافحة المضاربة تم تطبيقه على والدها فقط دون غيره من صانعي الحلويات التقليدية.

متجر عمي محمد

بن موسى محمد، المتابع في قضية مضاربة غير مشروعة، أب لأربعة أطفال (3 بنات وولد) وجدّ لخمسة أحفاد، يعيل، حسب ابنته، ثلاث عائلات، ويشتغل عنده ما لا يقل عن 20 عاملًا في المتجر، وهو ما يعني حسبها، أن القرار الأخير قطع أرزاق هذه العائلات.
في هذا السياق، توضح المتحدثة، أن أباها مجرد مستهلك للزيت للسميد وليس تاجرًا، متسائلة: كيف يُتّهم بالمضاربة وهو لم يبع كيس سميد ولا صفيحة زيت؟ أين هو العدل وأين هو الصواب في هذا؟

متجر عمي محمد

تستطرد قائلة : "الكل يعلم أن الزلابية تستهلك حوالي 30 دلوًا من الزيت يوميًا، فمقلات الزلابية الواحد تستهلك دلوين إلى ثلاثة دلاء، ويتم تغيير هذا الزيت بصفة دائمة".
يطالب أهل عمي محمد، بإعادة النظر في قضيتهـ، معتبرين أنه إنسان نزيه والكل يشهد له بذالك، بما فيهم العمال والجيران والزبائن وسكان مدينة بوفاريك، فضلًا أنه يملك كل وثائق ممارسة هذا النشاط من سجل تجاري وتصاريح شرفية للعمل والفواتير".

يزيد نشاط صانعي الحلويات التقليدية في شهر رمضان بكل ولايات الوطن، ويكثر الطلب من الزبائن على الزلابية

توجه محدثة "الترا جزائر" نداءً في الأخير إلى السلطات المعنية بقولها: " نطلب منكم النظر إليه بعين الرأفة والرحمة، فهو مصاب بمرض مزمن، و كذلك والديه وزوجته، فلا يوجد معيل لهم، وهم في حالة يرثى لها من الحسرة".