فلاديمير بيتكوفيتش، كان الاسم الأخير الذي استقر عليه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، ليكون خليفةً لجمال بلماضي، وليقود "محاربي الصحراء" في رحلة البحث عن التوهّج المفقود منذ ملحمة النجمة الثانية في أرض الكنانة عام 2019.
سيكون تدريب المنتخب الجزائري أوّل تجربة لبيتكوفيتش في القارة السمراء
لم يكن بيتكوفيتش في صدارة الأسماء التي كانت تحملها الورقة التي خطّ فيها صادي أسماء المدربين المحتملين لقيادة "الأفناك"، فالوجهة كانت نحو رونار، ثم حليلوزيتش، مرورًا بكيروش وبيسيرو، إلى أن توقّفت رحلة البحث عند الرجل الذي يمزج بين صرامة محاربي البوسنة ودقّة صناع الساعات السويسرية.
لأول مرّة في أفريقيا
سيكون تدريب المنتخب الوطني، أول تجربة لفلاديمير بيتكوفيتش في القارة السمراء، بعد أن اقتصرت مسيرته في ميادين الكرة على القارة العجوز، وارتبط اسمه بشكل كبير بكرة القدم السويسرية.
حين طفا اسم "الدكتور" كما يلقّب كمرشّح لقيادة "الخضر" تخوّف المتابعون لشؤون الكرة في الجزائر من عدم امتلاكه للخبرة الأفريقية وهو ما جعل كفّة الاحتمالات تميل نحو مدرّبين سبقوا وأن خاضوا تجارب مع منتخبات أفريقية.
لم تكن سيرة بيتكوفيتش كلاعب لامعة، إذ لعب مع أندية في البوسنة والهرسك وسويسرا، قبل أن يبدأ مسيرته التدريبية التي انطلقت قبل 27 عامًا في نادي "بيلنزونا" السويسري، ليتولى بعد ذلك "لوغانو" و"يونغ بويز"، و"سامسون سبور" في تركيا، و "أف.سي سيون"، ثم "لازيو" الإيطالي ونادي "بوردو" في الدوري الفرنسي.
وفي قاموس الألقاب، كان من نصيب فلاديمير بيتكوفيتش لقبٌ واحد بعد أن قاد نسور العاصمة الإيطالية للفوز بكأس إيطاليا عام 20213.
صانع ساعات سويسرية
قد يكون تدريب المنتخب السويسري أنجح تجارب فلاديمير بيتكوفيتش في مسيرته التدريبية، حيث توّلى العارضة الفنية لـ "منتخب الساعات" بين عامي 2014و 2021، حيث قاده في 38 مباراة، وفاز في 24 منها، وتعادل في 6 وخسرت في 8 لقاءات، وهي حصيلة إيجابية بلغة الأرقام.
قاد بيتكوفيتش المنتخب السويسري لثمن نهائي كأس العالم 2018 التي جرت في روسيا، ليعود مرّة أخرى ويقوده لبلوغ ربع نهائي بطولة الـ "يورو" سنة 2020.
شروط وأهداف
تواصلت المفاوضات بين صادي ووكلاء فلاديمير بيتكوفيتش لأسابيع، وسط أخبار تتراوح بين الموافقة والرفض، فلقد كان واضحًا من البداية أن صادي يريد مدربًا يوافق على جملة من الشروط وأن يكون عقده مبنيًا على أهداف واضحةً جدًا، كي لا تتكرّر تجربة جمال بلماضي.
وفق ما تناقلته العديد من المصادر الموثوقة، فإن عقد فلاديمير بيتكوفيتش مع الاتحاد الجزائري سيمنحه أجرة شهرية تبلغ 135 ألف أورو، مع هدفين على المدى القصير وهما بلوغ مونديال 2026 وربع نهائي كأس أفريقيا 2025 بالمغرب.
سينال بيتكوفيتش مكافأة 400 ألف يورو في حال بلوغه المونديال
وفي سياق المكافآت المالية دائمًا، سينال بيتكوفيتش مكافأة 400 ألف يورو في حال بلوغه المونديال، ومنحة 200 ألف يورو في حال التتويج بكأس أفريقيا. كما سيتم فسخ العقد تلقائيا في حال عدم تحقيق الأهداف دون تعويض.
من جهته، اشترط المدرب البوسني جلب مساعد ومحضر بدني معه، نظير موافقته على شرط صادي بتعين مدرب مساعد آخر ومدرب حراس ضمن الطاقم الفني من الكفاءات الجزائرية.
شرطٌ آخر كانت موافقة فلاديمير بيتكوفيتش عليه حاسمًا في اختياره مدربًا لـ "الخضر" وهو التواجد رفقة مساعديه ثلاثة أسابيع في الشهر بالجزائر طيله فتره عقده مع المنتخب.
ستكون الندوة الصحفية التي سيعقدها فلاديمير بيتكوفيتش، أول مصافحة له مع الجو العام في الجزائر، البلد الذي يأتي إليه لأول مرّة، في مهمة صعبة لإعادة "إعمار" منتخب "تحت الأنقاض"، لكنه سيجد في استقباله الصورة الجميلة التي سكنت مخيال الجزائريين عن المدربين البوسنيين بفضل القصة الرائعة لمواطنه وحيد حليلوزيتش مع "محاربي الصحراء".
