06-أكتوبر-2023
المفتش الطاهر

(تركيب: الترا جزائر)

بتاريخ 5 تشرين الأوّل/أكتوبر 1981، فقدت الجزائر، الممثل الحاج عبد الرحمان، أحد عمالقة الكوميديا الذي ترك بصمة خاصة في الساحة الفنية بالبلاد، وظلّ إلى يومنا هذا محبوب الجزائريين الذين تذكرّوه افتراضيًا بفخر في ذكرى وفاته الثانية والأربعين.

"المفتّش الطاهر" ترك بصمةً خاصةً بأفلامه الفكاهية التي تميّزت بطابعها البوليسي التشويقي

حاج عبد الرحمان ممثل ومخرج معروف، تشاءُ الصدف أن يكون الشهر (تشرين الأول/أكتوبر) الذي شهد ميلاده عام 1940 هو الشهر الذي شهد وفاته سنة 1981، فقد توفي بباريس بعد صراعٍ مع المرض، وبين السنتين مسيرة طويلة من الإبداع والتألق في سماء الفن. مشوارٌ ثريٌ مكنّه من أن يكون واحدًا من قامات الكوميديا بالجزائر، إلى جانب رفقة رفيق دربه يحي بن مبروك المعروف بـ"لابرانتي" (المساعد)، والراحل حسن الحسني (بو بقرة)، ورويشد (أحمد عياد).. وآخرون.

اشتهر حاج عبد الرحمان بلقب "المفتش الطاهر" (l’inspecteur Tahar)، وفاز بحب الجزائريين من خلال أعماله الفكاهية المتنوعة سواءً في التلفزيون أو السينما أو المسرح، بحيث يتذكر الجمهور هذا الممثل العبقري في مناسبتي ميلاده أو وفاته، وكلّما عرض فيلم "عطلة المفتش الطاهر" أو "المفتش الطاهر يسجل هدف" أو" القط"..وغيرها.

دوّن الراحل "المفتش الطاهر" اسمه بأحرف من ذهب في أفلام كثيرة فكاهية ومختلفة تميزت بطابعها البوليسي التشويقي، حيث أدّى أدواره ببراعة وإتقان تعكس قدرة هذا الممثل على الأداء والوقوف أمام الكاميرا مهما كانت قصة العمل أو مهما كان الدور سواء بسيطًا أو مركبًا.

في بداياته مع عالم الفن، في ستينيات القرن الماضي، دخل حاج عبد الرحمان مجال السمعي البصري كتقني ومصور، ومارس المسرح في الوقت ذاته؛ فقدّم رفقة "لابرانتي" مسرحيات "مونسيرا"، "بنادق أم كرار".. وأخرى، ليخوض بعدها تجربة التمثيل ويقف أمام الكاميرا ويبدع في عدّة أعمال يصفها متابعون بأنّها من أفضل الأفلام التي أرّخت للسينما الجزائرية وسينما الزمن الجميل على غرار فيلم "المفتش يسجل هدفًا"، "الفار" (1968)، "القط"، "هروب" و"عطلة المفتش الطاهر" للمخرج موسى حداد (1972)، "شعبية ساعة و45 دقيقة".. وأخرى.

وفي السياق مرّت ذكرى وفاته الـ42، باحتفاء افتراضي أقامه جزائريون من محبي الراحل "المفتش الطاهر"، فتعددت المنشورات والصور ومقاطع الفيديو المتعلقة به وبأفلامه، لكن أجمع أصحابها على حبّ ممثلٍ فذٍّ ما يزال يضحكهم بأسلوب وطريقة كلامه وإشاراته وتعابير جسده وبجواره المستمد من اللهجة الجيجلية (نسبة إلى مدينة جيجل شرق الجزائر) التي اتخذها "علامة" خاصة به في كل أعماله الفنية.

كتَب الناشط إلياس ابن الطارف على حسابه بفيسبوك في ذكرى رحيل الممثل حاج عبد الرحمان: "اليوم  تشرين الأول/أكتوبر 1981/2023، هي ذكرى رحيل عملاق الكوميديا الجزائرية "الحاج عبد الرحمان" الذي اشتهر بلقب المفتش الطاهر رحمة الله عليهم."

 وأرفق إلياس منشوره القصير بصورة للممثل حاج عبد الرحمان وزميله الكوميدي الراحل يحيى بن مبروك الشهير باسم "لابرانتي".

مصطفى الأمين قال حول الفنان "المفتش الطاهر" إنّه "توفي في عزّ شبابه وفي أعز عطائه، 5 تشرين الأول/أكتوبر1981 ذكرى وفاة عملاق من عمالقة السينما الجزائرية الحاج عبد الرحمان "المفتش الطاهر"، 12 تشرين الأول/أكتوبر 1940- 5 تشرين الأول/أكتوبر 1981 توفي رحمة الله عليه عن عمر ناهز 40 سنة فقط فارحمه يارب."

صفحة "وهران" على موقع فيسبوك كتبت حول الذكرى الـ42 لرحيل حاج عبد الرحمان: "5 تشرين الأول/أكتوبر 1981، في مثل هدا اليوم توفي الحاج عبد الرحمان الفنان الكبير وأسطورة السينما الجزائرية المدعو المفتش الطاهر،  أحد أكبر من صنعوا أمجاد السينما الجزائرية رحمه الله."

وكتبت صفحة "قسنطينة اليوم" على فايسبوك حول الفنان "المفتش الطاهر": "5 أكتوبر 1981 ذكرى رحيل عملاق الكوميديا الجزائرية حاج عبد الرحمن المعروف فنّياً باسم "المفتش الطاهر، رحمه وجعل مثوراه الجنة".

وذكّرت صفحة "الجزائر  بني مزغنة"، عبر صورة أرشيفية مصدرها فريق اتحاد الحراش بجانب من مسيرة الراحل وقالت إنّ: "المفتش الطاهر لاعب سابق في اتحاد الحراش."

عديد النشطاء والصفحات على منصات التواصل، استعادوا ذكرى وفاة نجم الكوميديا الراحل حاج عبد الرحمان الذي اشتهر بكلمات وعبارات ردّدها في أفلامه ما تزال تُقَال اليوم في المجتمع الجزائري، وأبرز تلك العبارات " أنا لانسبكتور مستكلف بـ ليزافيرات تاع السريكات ولكتيلات وتاع لي مينور وتاع البور" ومعناها باللغة العربية الفصحى: "أنا المفتش الطاهر مكلف بقضايا السرقة والقتل والقصّر وقضايا الميناء..".