يدخل أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي، غمار منافسة كأس أفريقيا للأمم 2023 بكوت ديفوار، المزمع انطلاقها هذا السبت إلى غاية الحادي عشر من شباط/فيفري المقبل، بتحدي محو صورة المشاركة الكارثية في النسخة الأخيرة للمنافسة.
رفقاء القائد رياض محرز سيدخلون غمار كأس أفريقيا للأمم بكوت ديفوار للثأر والانطلاق مجدّدًا بعد الخروج المبكّر من النسخة الماضية لـ"الكان" والإقصاء من التأهل لمونديال قطر
وكان العام 2022 نحسًا بالنسبة لـ"الخضر"، بعد إقصاؤهم من الدور الأول لكأس أفريقيا للأمم في الكاميرون وجُرّدوا من اللقب الذي توجوا به للمرة الثانية في تاريخهم عام 2019. وبذلك توقفت سلسلة 35 مباراة من دون هزيمة، وهو رقم قياسي لمنتخب أفريقي، بعد الخسارة الصاعقة أمام غينيا الاستوائية بهدف.
وخسِر المنتخب أيضًا في الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم في قطر أمام الكاميرون (1-0 ذهابا في ياوندي و1-2 بعد التمديد المثير إياباً في الجزائر)، بهدف قاتل في الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع لمباراة الإياب.
صبّ، بعدها، المدير الفني للمنتخب الذي أعاد "المحاربين" إلى صدارة الكرة الأفريقية، تركيزه على إعادة منتخب شمال القارة إلى مكانه الطبيعي.
دفاع شاب
يدخل "ثعالب الصحراء" النسخة 34 لكأس أفريقيا للأمم بكوت ديفوار المؤخّرة بسنة، بدفاع واعد يضمّ أسماءً مخضرمة، يتقدّمها يوسف عطال وعيسى ماندي. ويشكل محمد أمين توغاي الذي يلعب مع الترجي التونسي وسيبلغ 24 عامًا في 22 كانون الثاني/جانفي الحالي، قطب الدفاع مع ماندي.
وفي الجانب الأيسر، يتناوب بلماضي بين ياسر لعروسي (23 عامًا) المُعار هذا الموسم من تروا الفرنسي إلى شيفيلد يونايتد الإنجليزي، حيث لا يلعب كثيرًا (6 مباريات) وريان آيت نوري (22 عامًا) الذي يلعب مع ولفرهامبتون الإنجليزي بعدما تألق مع أنجيه الفرنسي.
مستقبل واعد
يعوّل الناخب الوطني جمال بلماضي، في رحلته إلى أدغال كوت ديفوار، على لاعبين واعدين جدًا هما فارس شايبي، لاعب خط الوسط المبدع لأينتراخت فرانكفورت الألماني والبالغ من العمر 21 عامًا فقط، ومحمد أمين عمورة، هداف سان جيلواز البلجيكي صاحب 23 عامًا.
واكتشف شايبي المنتخب الوطني في آذار/مارس الماضي، فيما يلعب عمورة مع "الخضر" منذ فترة أطول (2021)، لكن الدورة الحالية لكأس أفريقيا للأمم ستكون فرصته لتثبيت مكانته مع "الأفناك".
ويتألّق الثنائي مع أنديته في الدوريات الأوروبية. سجّل عمورة 17 هدفًا في 25 مباراة في مختلف المسابقات، كما برز شايبي في دور الممرّر الحاسم مع فريقه (9 في 22 مباراة).
أنتوني ماندريا.. الاكتشاف
بات حارس نادي كان الفرنسي، أنتوني ماندريا، الخيار الأول للمدرب جمال بلماضي في تشكيلة "الخضر"، معوّضًا المخضرم رايس وهاب مبولحي الموجود ضمن تشكيلة "كان" كوت ديفوار.
وأبان ماندريا (26 عامًا) عن عُلوّ كعبه في خطّة المدرّب في المباريات الأخيرة، لا سيما في المباراتين الوديتين أمام السنغال ومصر في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الماضيين.
وبالأرقام، خاض ماندريا 10 مباريات دولية مع منتخب الجزائر الذي لم يتعرض لأي هزيمة، عندما يكون حارسًا، حيث حقق 7 انتصارات و3 تعادلات، واهتزت شباكه 7 مرات.
ويسعى اكتشاف "الكوتش" إلى تحقيق أرقام جيدة عن طريق البروز أكثر مع "الخضر" في كأس أمم أفريقيا 2023.
القائد والهداف
فضلاً عن ماندي وعطّال، لا يزال جمال بلماضي يعتمد على جنوده القدامى، بدءًا بالنجم رياض محرز. قائد المنتخب في 2019 يبلغ الآن 32 عامًا، ولم يعُد يلعب لمانشستر سيتي الإنجليزي في قمة كرة القدم الأوروبية، وانتقل إلى أهلي جدة في السعودية، لكنه احتفظ بتألقه وتأثيره في صفوف المنتخب.
ولعب "الساحر" (لقب يطلق على محرز) مع المنتخب 17 مباراة في 4 دورات لكأس أفريقيا للأمم كانت في سنوات 2015، 2017، 2019 و2021. سجل خلالها ستة أهداف ومرّر تمريرتين حاسمتين.
وفاز قائد المنتخب في 9 مباريات وتعادل في 3 وخسِر مع المنتخب 5 مواجهات. وتوّج بلقب القاهرة في 2019 التي سجّل خلالها 3 أهداف.
ويمكن لبلماضي الاعتماد دائمًا على التعطش الذي لا ينضب أبدًا لهداف المنتخب، إسلام سليماني، الذي يلعب الآن في دوري الدرجة الثانية البرازيلي لصالح كوريتيبا، بعمر 35 عامًا.
وظهر "السوبر سليم" (كما يلقبه عشاقه) في 15 مباراة في كأس أفريقيا للأمم سجل فيها 4 أهداف وصنع 3 آخرين، وجاءت تلك الأهداف بواقع هدف ضدّ جنوب أفريقيا (2015)، هدفين ضدّ السنغال في 2017، وهدف ضدّ تنزانيا في نسخة 2019، حيث سُجّلت جميع الأهداف في دور المجموعات.
ولعِب "المحارب" مع المنتخب الوطني 99 مواجهة دولية، وكانت بدايته في 26 أيار/ماي 2012، تحت قيادة البوسني وحيد حليلوزيتش. وسجّل 46 هدفًا لـ"الخضر" لينفرد بصدارة الهدافين التاريخيين لمحاربي الصحراء.
وأعاد بلماضي إلى واجهة المهاجمين، بغداد بونجاح، لاعب السد القطري البالغ من العمر 32 سنة. ويشكل هؤلاء المخضرمين منافسة قوية لعمورة في كأس أفريقيا للأمم.
الأولى..
سيكتشف لاعب وسط روما الإيطالي حسام عوار أدغال أفريقيا لأول مرّة مع "الخضر"، بعد 15 مباراة مع المنتخب الأولمبي الفرنسي، انتهى الأمر به إلى اختيار الدفاع عن ألوان الجزائر في حزيران/جوان الماضي.
كما سيكون الثلاثي آيت نوري وشايبي وماندريا على موعد هو الأول من نوعه في منافسة كأس أفريقيا للأمم بألوان "الخضر"، باعتبارهم غنيمة قطفها بلماضي من أوروبا وتخصّ اللاعبين مزدجي الجنسية.
وسيضيّع مهاجم رين أمين غويري "الكان" ولن يتمكن من اكتشاف كأس أفريقيا للأمم، بعد أن خاض أول أربع مباريات دولية بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر بقميص المنتخب الوطني.
