13-فبراير-2023

(الصورة: الشروق أونلاين)

فريق التحرير – الترا جزائر

اقترح رئيس الجمعية الوطنية لضحايا التفجيرات النووية بالجنوب الجزائري، عمار منصوري، رفع قضية التفجيرات النووية الفرنسية بالجنوب إلى الأمم المتحدة من أجل إثراء الجانب التعويضي وإثبات التورط الفرنسي في الجُرم والإبادة الجماعية لسكان المنطقة.

رئيس جمعية ضحايا التفجيرات النووية: التفجيرات الفرنسية إبادة جماعية وجب الاعتذار عنها وتعويض ضحاياها

ودعا عمار منصوري في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية، إلى "تنظيم ندوة دولية حول المسألة أمام الأمم المتحدة"، موضحًا بأنّ "هناك آليات لتسوية هذا النزاع، إما في إطار ثنائي أو عبر العدالة الدولية."

وأكّد أنّ التفجيرات النووية الفرنسية تشكل "جريمة دولة مع سبق الإصرار" ضد الشعب الجزائري وتصل إلى "حد إبادة جماعية مؤجلة لا تزال تخلف ضحايا".

وتأسف رئيس الجمعية الوطنية لضحايا تلك التفجيرات، لكون فرنسا تسعى "لربح الوقت" بخصوص هذا الملف، معتبرًا أنها "جريمة دولة مع سبق الإصرار ضد شعب أعزل وضد الإنسانية، لأنها نُفذت بأمر من أعلى مستويات القوة الاستعمارية السابقة".

وهي التفجيرات -يضيف ذات المصدر- التي قامت بها فرنسا "رغم علمها الجيد بالأخطار الناجمة عن تلك التفجيرات"، لافتًا إلى أن "هذا العمل بمثابة إبادة جماعية مؤجلة"، بما أنها لازالت "تخلف الضحايا من بين سكان الجنوب الجزائري".

وبشأن عدد ضحايا تلك التفجيرات الذين يقدر عددهم  بـ42000، حسب معطيات المنظمة الوطنية للمجاهدين، فقد كشف الباحث أن هذا الرقم "أقل بكثير من الواقع، لأنه منذ 1962 ما فتئ عدد الأشخاص المتوفين من آثار تلك التجارب، يرتفع."

وأردف في هذا الخصوص، "أنه عندما تنفجر القنبلة النووية فإنها تنشر مواد كيميائية مثل البلوتونيوم والسيزيوم والتي تعد مواد مضرة كثيرا بالإنسان وبيئته."

وشرح الباحث السابق في مركز البحث النووي بالجزائر، أن "ضحية الإشعاعات الأيونية لها ميزة خاصة"، مشيرا في هذا الصدد إلى "دراسة في علم الوراثة والتي أكدت على أن تأثير الأشعة الأيونية يمتد على 22 جيلًا."

وأضاف أنّ فرنسا عند مغادرتها للجنوب الجزائري، في سنة 1967، بمقتضى اتفاقيات إيفيان، "لم تكلف نفسها تحذير الجزائريين من أخطار الأشعة النووية ولكنها حرصت على نقل الأرشيف المتعلق بذلك الملف".

وختم أنه "من واجب فرنسا اليوم تعويض ضحايا تلك التفجيرات وذويهم من بين المجندين ضمن البرنامج النووي الفرنسي، الذين كان يطلق عليهم في تلك الفترة "سكان الواحات العاملين" و"السكان العاملين لتوات السفلى"، مشدّدًا على "التنظيف الكامل للمواقع الملوثة كما قامت به في بولينيزيا."

وفي الـ13 شباط/فيفري 1960 فجرت فرنسا الاستعمارية، أوّل قنبلة لها بالصحراء الجزائرية سمحت بدخولها إلى النادي النووي، ليدخل بعدها أهالي المنطقة في جحيم المعاناة من تأثيراتها.