23-فبراير-2024
نيسم قاواوي

نسيم قاواوي، ممثل دائم مساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة (الصورة: يوتيوب)

جدّدت الجزائر، اليوم الخميس، أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، مطلبها بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد للمأساة الإنسانية في القطاع.

ممثل الجزائر:  التلويح بمهاجمة رفح ومنع دخول المساعدات بحجج واهية إمعان في الانتقاص من كرامة الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة أراضيهم، وهذا مرفوض وغير مقبول تمامًا

وقال نسيم قاواوي، ممثل دائم مساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام الجلسة العادية لمجلس الأمن الدولي حول "الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين"، إنّه "نجتمع اليوم والعدوان على الشعب الفلسطيني تجاوز يومه المائة والأربعين ولا تزال دار لقمان على حالها، حيث تبقى صُوَرُ الخراب والدمار تعم أرجاء قطاع غزة المحاصر وسط تزايد اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشريف".

وأمام هذه الاعتداءات، يتحدّث، قاواوي، "يقف العالم، بما فيه مجلس الأمن، عاجزا عن وقف آلة قتل همجية إعتادت العربدة من دون حسيب ولا رقيب."

ليؤكد: "أنّ كل من يعتقد أنه بإمكانه إخماد جذوة الرغبة في التحرر والانعتاق بالحديد والنار فهو واهم، كما أن كل من يظن أن بناء المستوطنات بالضفة والقدس الشريف وغرس المستوطنين بهما وتغولهم على الفلسطينيين اليوم، سيفت في عضدهم ويقتل آمالاهم في إقامة دولتهم فإنه أيضا واهم".

وأبرز ممثل الجزائر بما أكده من قبل، الرئيس تبون، الذي قال إن "نفس إرادة الحياة والتحرر لا يمكن وأدها بفظائع القصف وبشاعة لتدمير وخطط التهجير الإجباري وسيناريوهات التطهير العرقي التي يتمادى فيها الاحتلال الصهيوني ضد اشقائنا في فلسطين المحتلة .. وبجرائم الإبادة وجرائم الحرب التي يستمر فـي إرتكابها (...) في قطاعِ غزة.. والتي سيكتب التاريخ كل من يقف وراءها في عداد مجرمي الحرب وأعداء الحياة والإنسانية".

ولفت الدبلوماسي انتباه أعضاء المجلس إلى "الأوضاع بغزة التي باتت على شفا الانهيار"، مستشهدًا "بقرار برنامج الأغذية العالمي وقف عملياته بشمال القطاع الذي يعد دليلا آخر على المصير المحتوم الذي ينتظر حوالي 300.000 ألف شخص لا يجدون ما يسد رمقهم".

وهنا ذكّر قاواوي بمطلب الجزائر بضرورة "وقف فوري ودائم لإطلاق النار لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية"، مشيرًا إلى أن هذا "المطلب أضحى ضرورة ملحة ومستعجلة اليوم مع تفاقم الأوضاع وتدهورها".

ودعمت البعثة الجزائرية بالمناسبة "منظمة الأونروا ولكل وكالات الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين في وجه الحملات المغرضة التي تستهدفهم"، وهي، كما قال، "محاولات بائسة تحاول أن تهدم أسباب صمود الفلسطينيين على أرضهم".

كما اعتبر الممثل الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة التلويح بمهاجمة رفح ومنع دخول المساعدات بحجج واهية إمعانا في الانتقاص من كرامة الفلسطينيين ودفعهم لمغادرة أراضيهم، "مرفوضة وغير مقبولة تماما"، مجددًا رفض الجزائر "لأي مخطط يستهدف التهجير القسري للفلسطينيين".

وحذر من مخاطر الإجراءات المتخذة للحد من وصول الفلسطينيين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، واعتبرتها "إجراءات تهدد بإشعال الوضع أكثر وخروجه عن السيطرة".

وعليه، أكد قاواوي على "ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي بالمسجد الأقصى المبارك"، مجددا "رفض الجزائر لمخططات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى المبارك".

واختتم الدبلوماسي الجزائري كلمته بالتأكيد على أنه "لا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف."