18-مارس-2023
الحراك الشعبي في باريس (الصورة: Getty)

الحراك الشعبي في باريس (الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر 

دعا نشطاء وفنانون وإعلاميون، على مواقع التواصل الاجتماعي، لخروج الجالية الجزائرية في المهجر، في مظاهرات سلمية يوم الـ 19 من آذار/مارس الجاري، في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، تعبيرًا منهم على ما أسموه "وقوفًا مع الجزائر ضد المؤامرات".

كمال بوعكاز: يجب أن نقف وقفة رجل واحد وإن اختلفنا فيما بيننا لكي نقول إن هذه البلاد مازالت واقفة برجالها

وثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيّد لهذه المسيرة المصادفة لعيد النصر الوطني، وبين مناوئٍ لها، حيث اعتبر البعض أن "هناك تحالفات ضد الوطن بسبب سياسيتها الخارجية في المنطقة"، بينما يرى آخرون أن تجنيد الجالية في هذا التوقيت، "جاء من أجل الترويج لعهدة ثانية للرئيس الحالي عبد المجيد تبون".

ويستدل أنصار الرأي الأول، بأن الجزائر "تواجه تهديدات" من الخارج، أبرزها من طرف أعضاء من الكونغرس الأميركي الداعين لفرض عقوبات على الجزائر، بسبب شرائها للسلاح الروسي.

ويذهب أنصار هذا الرأي، إلى أن الاحتجاجات في باريس، جاءت لتوصيل رسالة إلى الخارج مفادها أن الشعب الجزائري مع سلطته ضد التدخلات الأجنبية وحماية الوطن.

بينما يرى آخرون، أن خروج الجالية الجزائرية في باريس، سترفع شعارات داعمة للرئيس تبون، وأن تحرّك نشطاء وإعلاميين في هذا الوقت جاء بإيعاز من السلطة، للوقوف في وجه مسيرة محتملة كانت ستكون ضد استمرارية الرئيس في الحكم.

في هذا السياق، قال عبد الحق شناك على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "19 مارس 2023 في باريس، أصبحت بالنسبة للنظام القائم، قضية حياة أو موت".

وأضاف صاحب المنشور، أنه بعدما تم إقحام "الحراقة" في مشروع المسيرة نهاية هذا الأسبوع، "لاحظنا دخول بعض المؤثرين على منصّات التواصل الاجتماعي، واستعملت عدة وسائط وقنوات تلفزيونية إلكترونية وحتى فضائية، لمحاولة نشر أخبار مغرضة، وإيصال ما يريدون إيصاله، لأكبر عدد ممكن من المبردعين".

من جهته، كتب الناشط عبد الكريم زغيلش، محذّرًا من هذه المسيرة، واعتبرها مشروعًا يروّج لعهدة ثانية للرئيس، حيث جاء في منشور له: "أكررها للمرة الثالثة، المواطنون الجزائريون الذين يدعون للخروج يوم 19 مارس في باريس لدعم العهدة الثانية لتبون، لديهم مشروع يدافعون عنه، فما هو مشروعك أنت؟".

في هذا الاتجاه، يتساءل يحيى مخيوبة قائلًا: هل خرج حراك الجالية في باريس بمئات الالاف من الجزائريين والجزائريات كي يُقزم الى مسيرات مئتي شخص على رأسهم من يوجعه ظهره ومن يسب ويشتم الشعب الجزائري في اليوتيوب والتيك توك؟ هل خرج حراك الجالية لإنقاذ الجزائر من التحول إلى مملكة وإنقاذ الطابع الجمهوري أم خرج ليتصادم الجزائريين فيما بينهم وفي يوم تاريخي مثل 19 مارس؟

واستطرد كاتب المنشور: "الحراك وسيلة تعبيرٍ عن اختلاف سياسي بالطرق السلمية، الذي يريد التظاهر يوم 19 مارس، فباريس كبيرة وفيها من الساحات ما لا يعد ولا يحصى، والذي كانت نيته إحداث التصادم بين أبناء وبنات الوطن الواحد في فرنسا والوصول بنا إلى نقطة اللارجوع مثل سوريا، نقول له حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفي شركائك".

في مقابل ذلك، يدافع ناشطون وإعلاميون عن مشروع مسيرة 19 آذار/مارس في باريس، حيث ظهر الفنان كمال بوعكاز في أحد الفيديوهات، موجهًا دعوته للجالية المقيمة في أوروبا في ساحة الجمهورية باريس لما وصفه بأنه من أجل الجزائر. 

وقال بوعكاز: "ليس من عادتي الظهور في الفيديوهات، ولكني شعرت أن هناك شيئًا مهمًا يجب الحديث عنه، يجب أن نقف وقفة رجل واحد وإن اختلفنا فيما بيننا، لكي نقول إن هذه البلاد مازالت واقفة برجالها".

في هذا السياق، يقول إسماعيل بليلة، "إن الجالية الجزائرية تتحرك، وحسب التوقعات فإنها ستكون أضخم تجمع للجزائريين في فرنسا"

وظهر الناشط على مواقع التواصل محمد عبيدات المعروف باسم "ميستر آبي"، داعيًا للخروج بقوة في باريس، للقوف ضد ما أسماه "مؤامرة تحاك ضد الجزائر"، مدعيًا أنه يعرف أشياء تدفعه لقول ما قاله.

وأضاف "ميستر آبي"، أنه ليس من عادته الحديث عن هذه الأشياء، مؤكدًا أنه قال ذلك برغبته وليس مدفوعًا من أي طرف كان ولا يمثل أيّة جهة.

يعتقد كثير من المتابعين أن الجزائريين بإمكانهم الخروج في مسيرة رافضة للتدخلات الأجنبية في الساحات الجزائرية بعيدًا عن باريس

الأكيد أن الخروج في مسيرة 19 آذار/مارس تزامنًا مع عيد النصر الوطني في الجزائر، جاء بشكل مفاجئ ويطرح كثيرًا من التساؤلات، حيث يرى يعتقد كثير من المتابعين، أن خروج الجزائريين في مسيرة رافضة للتدخلات الأجنبية، جدير بها أن تكون في الشوارع الجزائرية بعيدًا عن الساحات الباريسية.