بالتّزامن مع النجاح الكبير الذي حققته شوكولاتة الطلي الجزائرية "المرجان" في السوق الفرنسية، وإقبال المهاجرين على اقتنائها ورواجها في الأسواق الأوروبية، بدأت الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين في عقد اجتماعات مع مديريات ممثلي الطاقم الحكومي في الجزائر "أقسام وزارية".
خبير اقتصادي لـ "الترا جزائر": الدعم والتحفيز اللازمين لشركة "المرجان" في ظلّ نجاحها الأخير في الأسواق الأوروبية سيكونان حاسمين لتوسيع نطاق نشاطها
تهدف هذه اللقاءات، إلى تحديد أولويات التصدير في المرحلة المقبلة، والعمل على تحقيق المسعى الطموح الذي وضعته السلطات العليا في البلاد لزيادة الصادرات غير النفطية إلى 30 مليار دولار.
وفي هذا السياق، أطلقت الجمعية عملية إعداد قائمة بالمنتجات الجزائرية الأكثر تصديرًا والأسواق التي تشهد طلبًا متزايدًا على المنتجات الجزائرية وضمن هذه الخطط، طرحت الجمعية إمكانية تصدير شوكولاتة "المرجان" وعصائر ومصبرات جزائرية أخرى بكميات أعلى للخارج، فكل ذلك يندرج ضمن رغبة توسيع نطاق التصدير وتعزيز تواجد المنتجات الجزائرية في الأسواق العالمية، فالسلطات الجزائرية اليوم تفتخر بوجود حوالي 2000 مصدر لمنتجاتها، وهو ما تقول إنه يعكس حجم النشاط التجاري وعمليات التصدير المتنامي في البلاد، فهل ستتمكن من تحقيق المزيد؟
شركة "المرجان" والأسواق العالمية
في ظلّ رفض مسؤولي شركة "المرجان" رفضوا الإدلاء بأيّة تصريحات إعلامية، يدعو الخبير الاقتصادي هواري تيغريسي في تصريح لـ"الترا جزائر" إلى ضرورة فتح كافة الأبواب لهذه الشركة لتوسيع نشاطها والتصدير نحو الأسواق الدولية.
ويؤكد تيغريسي على أهمية تقديم تسهيلات حكومية للشركة لتمكينها من زيادة إنتاجها وتحقيق نمو ملحوظ في المرحلة المقبلة.
ووفقًا لمحدث "الترا جزائر"، فإن الدعم والتحفيز اللازمين لشركة "المرجان" في ظلّ نجاحها الأخير في الأسواق الأوروبية سيكونان حاسمين لتوسيع نطاق نشاطها.
ويُبرز المتحدث أن فتح الأسواق الخارجية سيمكن الشركة من استثمار إمكانياتها الكاملة وتعزيز مكانتها العالمية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى ضرورة تسهيل الإجراءات الإدارية والتجارية لتيسير عمليات التصدير، فهذا المنتج لحد الساعة يدخل السوق الأوروبية بكميات غير كافية من عملية التصدير الرسمية، وينقله المهاجرون كهدايا لذويهم بطريقة غير رسمية.
كما يصر تيغريسي على أهمية تقديم حوافز مالية وتقنية للشركة لرفع كفاءة إنتاجها وجودة منتجاتها، فمن خلال هذه الخطوات، يمكن لشركة "المرجان" أن تواصل نجاحها وتحقق أهدافها الطموحة، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويعزز قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي.
وفي حديثه عن شركة "المرجان سي بون"، يسلط الخبير الاقتصادي هواري تيغريسي الضوء على التحول البارز الذي شهدته الشركة منذ تأسيسها في عام 1997، حيث بدأت "المرجان سي بون" كشركة عائلية متخصّصة في إنتاج المصنعات الغذائية والسكاكر، وحققت نموًا تدريجيا طيلة العقود الماضية، ومع ذلك، حدث تحول كبير عندما أطلقت الشركة منتجها الجديد، الشوكولاتة السائلة قبل ثلاث سنوات حيث أن هذا المنتج لم يقتصر على النجاح في الجزائر فقط، بل جذب الانتباه أيضً ا في فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن نقله المهاجرون وتذوقه الفرنسيون.
ويوضح تيغريسي أن "شوكولاطة المرجان" قد حققت شهرة واسعة بفضل جودتها العالية وتفرد نكهتها، مما مكنها من منافسة العلامات التجارية العالمية مثل "نوتيلا".
ويعود نجاح الشوكولاتة الجزائرية إلى مجموعة من العوامل الرئيسية، منها تميزها بمكونات عالية الجودة، مما يضمن نكهة غنية وقوامًا مثاليًا، وأيضا بناء علامة تجارية قوية وهو الأمر الذي يتطلب خلال المرحلة المقبلة استراتيجيات تسويقية فعالة وتجربة مستهلك متميزة.
هذه خطة ولوج الأسواق العالمية
إلى هنا، يؤكد رئيس جمعية المصدرين الجزائريين أن منتج "المرجان" الجزائري إلى جانب منتجات أخرى جزائرية، يتميّز بجودة عالية جدًا ومختلفة عن تلك الموجودة عالميًا، يجب أن يتعرف عليها الزبائن الدوليون في القريب العاجل، من خلال خطة تصدير محكمة لولوج أسواق جديدة، مشددًا: "لدينا مئات المنتجات مثل "المرجان" تتميز بالجودة والسعر التنافسي يجب أن تلج عالم التصدير، وهناك معرض منتظر بقطر بالدوحة الشهر المقبل يرتقب أن يحقق عبره الجزائريون قفزة في التصدير".
ووفقًا لتصريح طارق بولمرقة رئيس الجمعية الوطنية للمصدرين الجزائريين، لـ "الترا جزائر"، تسعى الجمعية إلى تعزيز الصادرات الجزائرية غير النفطية من خلال استراتيجية شاملة وطموحة، حيث يشدد بولمرقة على أهمية تطوير سلاسل القيمة الصناعية والزراعية لزيادة تنافسية المنتجات الجزائرية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتستهدف الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة مضاعفة حجم الصادرات خارج المحروقات من 7 مليار دولار في عام 2023 إلى 15 مليار دولار بنهاية عام 2025، ثم الوصول إلى 30 مليار دولار بنهاية سنة 2029، وهي الخطة التي قال المتحدث أن المصدرين يعملون على تجسيدها من خلال تحسين نوعية منتجاتهم وجعلها تنافسية في السوق الدولية، وطرق أسواق جديدة إفريقية وأوروبية وأمريكية وآسيوية وعربية.
ولتحقيق هذه الأهداف، يوصي بولمرقة بتحسين البيئة التشريعية والإدارية، مما سيساهم في تسهيل إجراءات التصدير ويقلل من البيروقراطية التي تعرقل تقدم الصادرات، كما يدعو المتحدث إلى تحفيز الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية ذات القيمة المضافة، وتوفير دعم قوي للابتكار والتكنولوجيا، وهو ما سيساعد في تحسين جودة المنتجات وزيادة قدرتها على المنافسة في الأسواق الدولية.
طارق بولمرقة لـ "الترا جزائر": يجب تحفيز الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية ذات القيمة المضافة، وتوفير دعم قوي للابتكار والتكنولوجيا
وأشار بولمرقة إلى أن فتح أسواق جديدة، خصوصًا في أفريقيا وآسيا، يمثل فرصة هامة لتوسيع نطاق الصادرات الجزائرية، كما أبرز أهمية تطوير البنية التحتية اللوجستية، بما في ذلك تحديث الموانئ وشبكات النقل، لتقليل التكاليف وضمان وصول السلع الجزائرية بكفاءة وفي الوقت المناسب، حيث أنه من خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، تأمل الجمعية في تحقيق أهدافها الطموحة وتعزيز مكانة الجزائر كقوة تصديرية بارزة على المستوى العالمي.