10-أبريل-2024
ابتسام حملاوي

ابتسام حملاوي (صورة: فيسبوك)

لم يتوقف منشور لرئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي عن إثارة الجدل خلال اليومين الأخيرين، بسبب مضمونه الذي اعتبره البعض مسيئا للجهد الإغاثي الذي تقدمه عدد من المنظمات الجزائرية في فلسطين، وفي مقدمها جمعية البركة.

كلام ابتسام حملاوي ترك علامات استفهام كبيرة حول من تقصدهم  بقولها "المرتزقة وسماسرة الحرب"

وكتبت حملاوي في حسابها الخاص على فيسبوك، مدافعة عن الهيئة التي تقودها، قائلة: "الهلال الأحمر الجزائري Algerian Red Crescent  هيئة إغاثية إنسانية تنتمي إلى الحركة الدولية الإنسانية وتتعامل مع الهيئات الإنسانية الأخت والدول ولا نتعامل مع المرتزقة وسماسرة الحرب".

وأضافت: "كما أن كل المساعدات التي جمعناها كانت عينية، ولم نفتح مجالا لجمع الأموال. والحمد لله اليوم وصلت كمية المساعدات المرسلة إلى القطاع منذ بداية العدوان حوالي 420 طن تم نقلها من طرف القوات الجوية واستقبالها من طرف الهلال الأحمر الفلسطيني".

وترك كلام ابتسام حملاوي علامات استفهام كبيرة حول من تقصدهم أولا في الجزائر من الذين يجمعون الأموال وأيضا في فلسطين بقولها "المرتزقة وسماسرة الحرب".

ووصف ناصر حمدادوش نائب رئيس حركة مجتمع السلم، ما جاء في منشور حملاوي، بأنه "تصريح غير مسؤول.. يسيء إلى الدولة"، معتبرا أن رئيسة الهلال الأحمر دخلت ف دخلت في ضيق من الخلفيات الإيديولوجية الخاصة بها.. مع أنها لا تمثل نفسها الآن".

وذهب تخمين الكثيرين ممن علقوا إلى جمعية البركة التي تعتبر أكبر الجمعيات الناشطة في فلسطين والتي يقوم عملها على جمع التبرعات من الجزائر وتحويلها لفلسطين.

وكتب الصحفي بلقاسم جير في هذا السياق، تعليقا غاضبا على تصريح حملاوي جاء فيه "يجب على السلطات العليا إنهاء مهام رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، لأن الاتهامات التي وجهتها لجمعية البركة هي أساسا اتهام لمؤسسات الدولة، وتمس بسمعة أجهزتها."

وأضاف متسائلا: "كيف لابتسام حملاوي أن تتهم جمعية وطنية لها ترخيص من طرف الدولة وتعمل بالتنسيق مع مختلف مؤسساتها، تتهما بالمرتزقة وسماسرة الحرب".

وأردف: "ألم يكن حريا على حملاوي، إذا كانت تمتلك معلومات نجهلها، أن تراسل الجهات العليا، بدلا من نشر هكذا تصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في هذا التوقيت الحساس؟".

وطرح من جانبه، الناشط عبد الوكيل بلام، أسئلة بطابع ساخر، قائلا "تُرى، لماذا لم تصبر صاحبة" القيلولة المقدّسة "على التهجّم على جمعية صغيرة تجتهد لمساعدة غزة الشهيدة؟ هل هو تبرير فشل ذريع في إدارة جمعية حكومية تخصّص لها الرئاسة ملاييرا ممليرةً من ميزانية الشعب ومقرات وموظفين؟هل تقصد حملاوي أن الرئيس قد تعامل هو أيضا مع مرتزقة وسماسرة حروب حين دعاهم إلى الجزائر ورعى اتفاقا تاريخيا بينهم و بين إخوانهم تحت سمع و أنظار العالم؟".

وكلمة "القيلولة" اشتهرت بها حملاوي خلال فترة الحراك الشعبي، حيث أبدت تذمرها من المسيرات الأسبوعية في العاصمة، قائلة إنها تحرمها من القليولة.

وفي نفس المنحى، كتب الصحفي عثمان لحياني، معلقا بالقول: "محاولة اللمز ولتحريض على هذه الجمعيات الخيرية، ونعتها جهدها بأوصاف غير لبقة، والتشكيك في جهدها من قبل مسؤول في هيئة، منافسة أو غيرها، سلوك فيه من الامتهان والاساءة للمنصب الوظيفي، ومن الكساد الأخلاقي و"الغيرة" بمؤداها السلبي من المنجزات المشرفة لهذه الجمعيات، ما يفرض على السلطات لجم الفعل والفاعل".

أضاف: "يأتي اللمز ممن ليس له سوابق تذكر في العمل الخيري والأهلي، اتجاه جمعيات سباقة في مجهود التكافل، يصبح واجبا استحضار الآية الكريمة " ۚفَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".

وانبرى آخرون للدفاع عن حملاوي، معتبرين أن الهلال الأحمر في وقتها عرف ديناميكية  كبيرة.

وكتب صفحة "نهضة جبهاوية يد ممدودة ونجاحات مشهودة"، أن الدكتورة جراحة القلوب (مهنة حملاوي) نبض من خلالها الهلال و سطع بعد أن أرادوه آفلا.

وذكرت أن الهلال الأحمر الجزائري عاد ليكون قاطرة يتوحد من خلالها المجتمع، ويرسم في سماء وطننا صورا بصفة الإعجاز، وهي الأصل في قيمة الجزائري وخلقه.

وأضافت أن ديناميكية عالية بصمت عليها ابتسام التي نالت من اسمها نصيبا وهي تبذل الجهد والفكر والعمل سبيل تسجيل الفعل المنوط بأعرق المنظمات الإنسانية والمجتمعية.

وعرفت حملاوي بنشاطها السياسي في صفوف جبهة التحرير الوطني، وتدخلاتها الإعلامية التي كانت تثير جدلا واسعا في نهاية عهدة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.