25-ديسمبر-2022
سولكينغ

عبد الرؤوف دراجي المعروف بـ "سولكينغ" (الصورة: Getty)

"كان البحث عن عمل هو أوّل دافع لمغادرة البلاد، أظنه دافع جميع المهاجرين، وبالنسبة لي كفنان وراقص كانت فرص العمل منعدمة جدًا في الجزائر، إضافة لذلك فأنا إنسان جُبل على استكشاف عوالم أرحب". هكذا بدأ حوار عفوي جمع بين النجم الجزائري عبد الرؤوف دراجي المعروف بـ"سولكينغ" وصانع المحتوى حسام وهراني.

سولكينغ ردّ على الانتقادات التي تلقاها بشأن ألبومه "بدون تأشيرة" معتبرًا أنه يجسّد قصّة حياته في الغربة

وقال صاحب "داليدا" في حديثه عن حياة الغربة إن" كل من أتى من الجزائر بُغية تحسين مستوى حياته، وامتلك مهنة يقتات منها فسينجح رغم كل الصعوبات التي ستلاقيه في طريقه، أما من قدم لأوروبا دون زاد واعتاد على حياة اللصوصية فإن نهايته لن تكون محمودة العواقب".

وفي سؤال عن وجود عنصرية في أوروبا تجاه المهاجرين، نفى النجم الجزائري تعرضه "شخصيًا"  لمواقف عنصرية، مضيفا: "هناك أماكن مشبوهة، تضع تحتها الأجهزة الأمنية وكذا المواطنين خطوطًا حمراء، إنها بؤر للمشاكل".

وعاد "سولكينغ" للحديث عن بداياته كمهاجر سرّي في فرنسا، قبل أن تسمح له أنوار باريس بأن يلتحف القليل من بريقها، حيث أوضح أنه عاش كأي "حراڤ" سنوات دون وثائق نظامية، "كنت أعمل دون تأمين، وجدت بعض الدعم من المهاجرين وحتى من الفرنسيين، كانت أول شقة أستأجرها لشخص من كمبوديا"، هنا نصح المغني الشهير الشباب القادمين إلى فرنسا بـ" ضرورة الصبر والانضباط حتى تُفتح لهم الأبواب".

وواصل سولكينغ روايته "اشتغلت في بيع السجائر، كنت أرقص في الشوارع، كنت أنتهز الفرص التي تعطى لي من أجل تسيير حالي".

ومن حياة "تحت الصفر" انتقل الفنان الذي ألهب حناجر الجزائريين في هتافاتهم في الحراك الشعبي بأدائه الخارق لأغنية "لا ليبارتي"، للحديث عن حياة الشهرة بالقول: "إن الشهرة سلاح ذو حدين، فهي تجعلك تحسب لكل شي، وتكون وجبة دسمة للنقاشات والشائعات".

وواصل: "لم أكن يومًا أتصوّر أنني سأصل لمثل هذه الشهرة، لكنني منذ البداية كان لي هدف وضعته كعنوان لمسيرتي، كنت أسعى لتغيير الصورة النمطية عن "الحراڤ" الذي قدم لأوروبا دون وثائق".

في ذات الاتجاه، وضع سولكينغ نقاطًا على بعض حروف الجدل الذي حدث بعد ألبومه "بدون تأشيرة" والذي اعتبر البعض أغانيه دعوة علنية لركوب البحر والمغامرة نحو أوروبا، هنا قال سولكينغ: "القصة وما فيها أنني أروي ما حدث لي، تلك الأغنية كانت قصة حياتي، كانت قصة الناس الذين قدموا سرًّا نحو أوروبا وصنعوا نجاحهم، لما نكذب على أنفسنا؟ قدمت بدون وثائق وصرت نجمًا".

تقول كلمات الأغنية "دون تأشيرة، ودون جواز السفر، سنأتي ولو مشيًا على الأقدام"، هذا المقطع لا يعتبره سولكينغ تحريًا للشباب بلهو بمثابة "نشيد للتحدي الذي صنعه الملايين من القادمين نحو دول أوروبا برًا وبحرًا".

لكن، يستدرك عبد الرؤوف دراجي، في حديثه عن أغنية أخرى، وهي أغنية "يا البحري"، والذي أثّثها حوار بين شخصين، حيث يأخذ الشخص الثاني دور الواعظ للشباب بأن الرحيل في زوارق الموت انتحار، وأن الهجرة ليست حلًّا أخيرًا في كل الأحوال.

وختم: "القدوم عبر زوارق مهترئة بحرًا ليس حلًّا، لا أنصح به أحدًا، الموت في ظلمات البحر المتوسط وترك أمهات تبكِين طول حياتهن ليس أمرًا جميلًا، هذا رأيي الشخصي، هناك طرق كثيرة للوصول إلى أوروبا، لا تركبُوا البحر".