29-أكتوبر-2023
.

(الصورة: GETTY)

يبدو أن حرب غزة لا تقتصر على الصواريخ والهجمات بالأسلحة الفتاكة وإنما أيضا معارك دعائية وإعلامية وقودها الأخبار الكاذبة التي يحاول الكيان الصهيوني الترويج لها ونشرها في العالم لجلب تعاطف شعوب الغرب معه.

تصطدم أكاذيب "إسرائيل" وأميركا بصحفيين عرب استطاعوا قلب المعادلة وكشف الاعتداءات اللاإنسانية والجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها الاحتلال

ولكن بالمقابل تصطدم أكاذيب "إسرائيل" وأميركا بصحفيين عرب استطاعوا قلب المعادلة وكشف الاعتداءات اللاإنسانية والجرائم غير المسبوقة التي يرتكبها الاحتلال في حق الأطفال والنساء والعزل بغزة، فانقلب السحر على الساحر، وخرجت الشعوب الغربية في مسيرات مليونية ضد الانتهاكات اللانسانية للكيان الصهيوني بفلسطين.

وحاز اللقاء الشهير الذي جمع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان والإعلامي المصري باسم يوسف في ظرف قياسي على 15 مليون مشاهدة، كما أثارت كلمات المصرية رحمة زين مشاهدات مليونية وتداولا واسعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ولم يمر كل ذلك بردا وسلاما على الإعلاميين العرب الذين دخلوا معارك قوية لإظهار الحقيقة، حيث باشر الكيان الصهيوني دون تردد انتقامه من الصحفيين دون أدنى احترام لقدسية المهنية، وهو ما استشعره العالم جليا في العملية التي تعرضت لها عائلة صحفي الجزيرة وائل الدحدوح، والتي استشهد عدة أفراد منها خلال الساعات الأخيرة.

إمبراطورية إعلامية في المواجهة

يقول المحلل السياسي والإعلامي حكيم بوغرارة إن الانحياز الغربي للكيان الصهيوني في تغطية أحداث طوفان الأقصى ليس بالشيء الغريب على اعتبار أن صاحب الإمبراطورية الإعلامية صهيوني من أصل أميركي وهو روبرت موردوخ، الذي يستحوذ على 800 مؤسسة إعلامية موزعة عبر 60 دولة،  ناهيك عن أن 93 بالمائة من أخبار العالم تصنع في وكالات منحازة للصهاينة على غرار "اسوسييتد برس" ووكالة الأنباء الفرنسية.

وبالرغم من الترسانة الإعلامية التي وضعت تحت أقدام الصهاينة، يقول بوغرارة إلا إن الإعلام العربي لا يزال يقاوم بأقل الإمكانيات لإيصال صوت فلسطين والإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة ، مشيرا إلى المنابر الإعلامية الكبرى تتقدمها شبكة الجزيرة التي تمكنت من تحقيق طفرة في نقل الأحداث باللغتين العربية والإنجليزية ومتابعة التطورات الحاصلة في قطاع غزة والعالم ككل لحظة بلحظة.

كما استطاعت هذه المنابر فرض واقع يرفضه الغرب المساند للصهاينة من خلال تغطية المسيرات التي جابت شوارع العالم الأمر الذي أربك الصهاينة وفضح أمرهم أمام العالم.

 

.

 

واستطاع بعض الإعلاميين العرب النزهاء والمؤمنين بالقضية الفلسطينية إيصال صوتهم عبر منابر إعلامية دولية على غرار اللقاء الشهير الذي جمع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان والإعلامي المصري باسم يوسف، هذا الأخير  فضح جرائم الصهاينة أمام الملايين حيث بلغت المقابلة في ظرف وجيز 15 مليون مشاهدة عبر اليوتيوب، ناهيك عن الصحفية المصرية رحمة زين التي وبخت مراسلة "سي إن إن" على المباشر متهمة قناتها باعتماد الازدواجية في المعايير عند التعاطي مع أحداث غزة.

استطاع بعض الإعلاميين العرب النزهاء والمؤمنين بالقضية الفلسطينية إيصال صوتهم عبر منابر إعلامية دولية على غرار اللقاء الشهير الذي جمع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان والإعلامي المصري باسم يوسف

وبالمقابل توقع الإعلامي بوغرارة وجود مقاومة داخل الإعلام العربي تمنع الصحفيين والقنوات من نقل الحقيقة بسبب تمكن الصهاينة من اختراق الأنظمة العربية المطبعة التي باتت محرجة من نقل الجرائم المرتكبة في فلسطين،  مشيرا إلى إن البصمة السياسية للإعلاميين العرب واضحة للعيان من خلال التخبط في نقل الحقيقة وتلعثم المراسلين ومقدمي الأخبار تارة في نطق كلمة شهداء وتارة أخرى في تهجي مصطلح قتلى.

كما أن الإعلام العربي بات مستهدفا، وهو ما يظهر جليا في عملية القتل التي تعرضت لها عائلة الصحفي وائل الدحدوح في غزة لإضعافه ومنعه من نقل الحقيقة، إضافة إلى عدد القتلي في صفوف الإعلاميين والذي فاق 22 صحفيا.

الإعلام العربي مطالب بالتركيز على الجانب الإنساني

من جهته، يرى  الدكتور العيد زغلامي أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3 أن الإعلام العربي مطالب اليوم بالتركيز على الجانب الإنساني في تغطية العدوان الصهيوني ضد فلسطين وذلك ردا على التعتيم الغربي لهذه الوقائع.

ويقول الأستاذ الجامعي في إفادة لـ" الترا جزائر" إن الصحفيين والإعلاميين العرب مطالبين بفضح جرائم الكيان الصهيوني خاصة في الجانب الإنساني من خلال إظهار الوجه الحقيقي للعدو الذي قام بقصف المستشفيات وقتل الأطفال بكل وحشية وقطع الغذاء والماء والكهرباء عن قطاع غزة لأسابيع والأكثر من ذلك يجب إيصال صورة الكيان الصهيوني للعالم وهو يغلق معبر رفح في وجه دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، والتي يصفها الأستاذ زغلامي، بجريمة الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي، هذا الأخير الذي يغض البصر عن كل ما هو أمريكي صهيوني.

وأضاف المتحدث إن الإعلام الغربي يتفنن في تقنيات التضليل والدعاية من خلال شيطنة المقاومة الفلسطينية "حماس"  قائلا:" كنا ننتظر الكثير من الإعلام الغربي الذي يدعي الحرية والحيادية لكن على أرض الواقع رأينا مساندة للكيان الصهيوني في طمس الحقيقة وإبادة شعب بأكمله".

وحسب العيد زغلامي فإن التغطية الإعلامية العربية لهذه الحرب باستثناء مؤسسات كبرى، كانت انعكاسا لمواقف حكومتها ومالكيها ماعدا الذين تمكنوا من اختراق الكيان الصهيوني،  وساهمت تغطيتهم للأحداث في نقل المعلومة بكل  احترافية وموضوعية.

مواقع التواصل الاجتماعي تصنع الفارق

وغير بعيد عن ذلك، يقول البرلماني والإعلامي السابق محمد يزيد بن حمودة إنه رغم التعتيم الغربي على المجازر المرتبكة في حق الفلسطينيين واستمرار الانتهاكات الصهيونية في حق شعب أعزل، استطاعت فيديوهات وصور لجرائم ارتكبت في حق النساء والأطفال العزل  إيصال صوت الحقيقة إلى بقاع العالم ككل.

ويضرب بن حمودة مثالًا عن رفع الرايات الفلسطينية في أكبر الملاعب الأوروبية من قبل جماهير أجنبية ترفض جرائم الاحتلال الصهيوني وتندد بمواقف دولها المنحازة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن الصورة هي أقوى سلاح  ضد محاولات الكيان المغتصب لمنع وصول الحقيقة للغرب والعالم ككل.

وأوضح بن حمودة أن الإعلام العربي ليس له نفس إمكانيات الغرب إلا أن التطور التكنولوجي الذي عرفته وسائل الإعلام مع ظهور منصات جديدة يفرض على الجميع، ليس فقط صحفيين وإعلاميين بل حتى شخصيات معروفة على غرار الرياضيين والفنانين إيصال صوت فلسطين للعالم ، قائلا:" لقد رأينا كيف أحدثت تغريدة للاعب كريم بنزيمة يتضامن فيها مع الفلسطينين ثورة في فرنسا التي وصل الأمر إلى المطالبة بسحب الجنسية الفرنسية من اللاعب".