31-يناير-2020

وصول 89 مسافرًا من بكين إلى مطار الجزائر (الصورة: الترا جزائر)

حال عدم حصول الجزائر على ترخيص رسمي من السلطات الصينية، دون إجلاء الرعايا العالقين في مدينة ووهان، المحاصرة بفيروس كورنا، كما أُجّلت رحلة للجويّة الجزائرية، كانت متّجهة إلى هناك، لتحويل 36 جزائريًا غالبيتهم طلبة إلى أرض الوطن.

العائدون من الصين ينتقدون إجراءات الصحّة المعتمدة في المطار، ويطالبون السلطات بالتعامل بحزمٍ مع فيروس كورونا 

وبحسب مصادر "الترا جزائر"، فإن اجتماعًا بين ممثلين عن وزارتي النقل والصحّة والسكّان، وكذا إطارات بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، مع وفدٍ عن السفارة الصينية، صباح الجمعة، لم ينتهِ إلى أيّة نتيجة بخصوص السماح للجزائر بترحيل رعاياها العالقين بمدينة ووهان الصينية، ليتقرّر تأجيل الرحلة التي كانت ستوجّه خصيصًا لنقلِ الطلبة العالقين هناك.

واكتفى الطرف الصيني في الاجتماع، بالتأكيد على ضرورة حصول الجهات الجزائرية على الضوء الأخضر لدخول مدينة ووهان، من أجل تحويل رعاياها، سيما وأن الأخيرة تعرف طوقًا أمنيًا محكمًا، وحجرًا صحيًّا على كل الموجودين بها، باعتبارها المصدر الأوّل لوباء كورونا بالبلاد.

اقرأ/ي أيضًا: عزل عمال صينيين في الجزائر بسبب كورونا ورقابة خاصّة على مقار إقامتهم

من جهتها، امتنعت مصالح الجويّة الجزائرية، عن تقديم توضيحات بخصوص العملية، مكتفية بالتأكيد أن الرحلات من مطار هواري بومدين بالعاصمة، باتجاه العاصمة الصينية بكين، ستتواصل كل إثنين وجمعة، ولم تستبعد مصادر من الشركة الحصول على ترخيص في الساعات القادمة، لإقلاع الرحلة نحو الصين الشعبية، لإجلاء الرعايا الجزائريين العالقين في المدينة.

صدمة..

في هذا السياق، حطت طائرة تابعة للخطوط الجويّة في حدود الساعة الرابعة عصرًا، بمطار هواري بومدين بالعاصمة، وعلى متنها 89 مسافرًا بينهم 32 صينيًا، والبقية جزائريون وأفارقة وفرنسيون.

ونقل غالبية الجزائريين العائدين من العاصمة الصينية بكين إلى الجزائر، حالة الرعب التي عاشوها طيلة الفترة الأخيرة هناك، حيث أكد محمد.م، وهو طالب جامعي في مدينة تشونغتشينغ (غرب بكين)، أن حالة الخوف سكنت كل مدن الصين بعد تسارع الأحداث وانتشار الفيروس.

وبخصوص الأوضاع هناك، قال الطالب الجامعي في حديثه لـ "الترا جزائر"، إن "الجهات الصينية فرضت حظر تجوّل في عدد من المدن في محاولة للسيطرة على الفيروس"، متابعًا: "حتى في حالات الخروج من المنازل إلى المحلّات التجارية، كانت هناك دعوات إلى عدم إطالة زمن البقاء خارج البيت".

كما تابع محدثنا أن "الجامعات أغلقت أبوابها أمام الطلبة، وكلّ المرافق الخدماتية لم تعد موجودة"، مشيرًا إلى أن هناك عمليات رقابة صحيّة مشدّدة في الشوارع من قبل أطقم طبية تقوم بقياس درجات الحرارة للأشخاص، إضافة إلى وضع نقاط تحسيس لتوزيع الكمّامات وتقديم النصائح، تفاديًا لنقل الفيروس من الأماكن العمومية، على حدّ قوله.

وعن الجزائريين الموجودين في مدينة ووهان، أكد الطالب الجامعي: "نتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيننا كجزائريين، فعلًا هناك تخوفٌ كبيرٌ في المدينة الأولى المعنية بالفيروس، وطلبتُنا هناك ينتظرون إجلائهم في أقرب وقت".

انتقادات لإجراءات الفحص

من جهته، صبّ الطالب أمير، أحد العائدين من الصين، جام غضبه على إجراءات الرقابة الصحيّة التي اعتمدتها السلطات الجزائرية في المطار، لمتابعة تطوّرات فيروس كورونا، حيث أكد أنها جدُّ سطحية ولا تحترم معايير السلامة العالمية.

وتابع الطالب كلامه غاضبًا: "كنت انتظر عزلةً لمدّةٍ معينةٍ أو مؤقّتة من أجل فحصنا بعمق..، لكني تفاجأت بغياب طاقم طبي متخصّص، فكانت العملية مقتصرة على كاميرات يمرّ أمامها المسافرون لا غير".

وأردف: "في هذه الحالة وأمام هذه الإجراءات، سأعمل على الذهاب إلى أطباء خواصّ لمتابعة حالتي الصحية أكثر".

كما لم يخفِ الطالب، قلقه على عائلته وانتقال العدوى إليها إذا كان حاملًا للفيروس، إذ استطرد قائلًا: "في الصين كنت أخاف على نفسي وصحّتي كشخص، لكني هنا سأخاف على عائلتي وكلّ المحيط". ودعا المتحدث، السلطات الجزائرية إلى إعطاء الموضوع أهميّة أكبر، مشيرًا إلى أنّ "السلطات لم تول الملف أهميّة كبيرة..، في الصين لم نكن نستطيع المشي في شوارعها، وباتت بين ليلة وضُحاها خالية على عروشها..".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجويّة الجزائرية: لا رحلات إلى الصين بسبب فيروس كورونا

فيروس كورونا.. الرئيس تبون يأمر بإجلاء 36 جزائريًا عالقًا في الصين