08-ديسمبر-2023
New year celebration

(الصورة: Getty)

تكشف وكالات السياحة والأسفار في الجزائر عن اتخاذ عدد معتبر من الجزائريين المتعودين على السفر للخارج لتمضية احتفالات رأس السنة بأوروبا أو بقية القارات قرارًا بإلغاء سفرياتهم ومقاطعة هذه العواصم تضامنًا مع غزة.

رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر لـ "الترا جزائر": جزائريون ألغوا وعلّقوا رحلاتهم الخاصة باحتفالات رأس السنة إلى دول أجنبية منحازة لـ"إسرائيل" وفضلوا الصحراء الجزائرية

وتؤكد وكالات السياحة لـ"الترا جزائر" أن 50% من حجوزات الجزائريين لأوروبا لاحتفالات رأس السنة اختفت من قائمة التسجيلات الأولية مقارنة مع ليلة 2023 ومرد ذلك، حسب الوكالات التي تواصلت مع الزبائن، إلى المقاطعة السياحية التي شنّها الكثيرون تضامنًا مع غزة ضدّ العديد من البلدان الأوروبية المنحازة للكيان الصهيوني.

وبالموازاة مع ذلك ارتفعت نسبة الحجز لقضاء ليلة رأس السنة بالصحراء الجزائرية للضعف إلى غاية 7 كانون الأول/ديسمبر 2023.

بانر

الحرب على غزة تؤثر على الاحتفالات

كشف رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، محمد أمين برجم، عن تسجيل تراجع كبير في نسبة الحجوزات للخارج  بالنسبة للجزائريين الذين يرغبون في قضاء احتفالات رأس السنة، مرجعًا ذلك للأحداث الأخيرة التي يعيشها قطاع غزة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي.

وأوضح برجم في إفادة لـ"الترا جزائر" أن الزبائن المتعودين على السفر للخارج من أجل قضاء احتفالات رأس السنة، أكدوا في اتصالهم مع الوكلاء عدم رغبتهم في السفر تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، خاصة وأن بعض العواصم الأوروبية التي في العادة يزورها هؤلاء مواقفهم منحازة إلى "إسرائيل".

وبالتالي، يقول رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر إنّ "هؤلاء علّقوا رحلاتهم وفضلو قضاء العطلة في الجزائر."

ويأتي ذلك بالموازاة مع عروض وتخفضيات للوكالات المستقطبة للسياح الأجانب، كشف عنها الناطق الرسمي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، أمين أندلسي، في تصريح لـ"الترا جزائر":  "إن الجوية الجزائرية تشجّع على السياحة المحلية من خلال تقديم تسهيلات وتخفيضات في أسعار التذاكر تصل نسبتها 40%، للوكالات السياحية التي تجلب عددًا كبيرًا من السياح لاستكشاف الصحراء الجزائرية ونفس الشئ بالنسبة للسياح المحليين، حيث أن الشركة تقدّم عروضًا خاصة بالمجموعات."

وذكّر أندلسي بأنّ "شركة الخطوط الجوية الجزائرية أعلنت سابقًا عن تخفيضات على أسعار تذاكر الرحلات الدولية إنطلاقًا من الجزائر تصل إلى 75% للجزائريين الراغبين في السفر."

إقبال مضاعف على صحراء الجزائر

توقّع رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، محمد أمين برجم، أن تفوق حجوزات الأجانب الراغبين في قضاء احتفالات رأس السنة بالصحراء الجزائرية نسبة الـ50 بالمائة مقارنة مع تلك المسجلة في نفس الفترة من السنة الماضية.

وأوضح برجم في إفادة لـ "الترا جزائر" أن إقرار ترتيبات جديدة خاصة بمنح التأشيرات للأجانب الراغبين في زيارة الجنوب الكبير والتي دخلت عامها الثاني على التوالي، ساهمت إلى حدّ كبير في ارتفاع نسبة الحجز، خاصة وأن القرار جاء بالتزامن مع فتح خطوط جوية جديدة مباشرة مع مطارات الجنوب على غرار خط باريس، جانت، بالإضافة الى خطوط أخرى منها بسكرة وواد سوف وتمنراست وحتى المناطق الشمالية التي تستقطب هي الأخرى السياح الأجانب خلال هذه الفترة من السنة.

ووفقه فإنّ "هذه الإجراءات من شأنها إعطاء روح إضافية للسياحة الصحراوية التي تتميز بالعراقة والتنوع  حيث باتت الوجهة الأولى على مستوى البحر المتوسط"، ليقول مكملًا: "السياح الأجانب خاصة الأوربيين باتوا يعرفون الصحراء الجزائرية أكثر من الجزائريين نفسهم".

وبالعودة إلى الحجوزات قال برجم إن "وكالات السياحة والأسفار شرعت قبل شهرين في استقبال طلبات الحجز من عدة دول أوروبية على غرار السياح التقليديين من فرنسا وروسيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا، والمميز في هذه السنة تسجيل سياح جدد في قائمة الراغبين في قضاء العطلة الشتوية في الجزائر  وهم من المنطقة الآسيوية على رأسها الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وبخصوص المناطق السياحية الأكثر طلبًا لزيارة الجزائر، أبرز رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، أن أغلب المناطق الصحراوية تعرف إقبالًا منها جانت وتيميمون وتمنراست "إسكرام" وبسكرة وواد سوف ومنطقة "بير زينة"،  بولاية البيض وبوسعادة.

ولاتقتصر الطلبات على المناطق الصحراوية فقط، بحسب محدّثنا، فقد أضحت العديد من الولايات الأخرى محجًا للسياح الأجانب وبنسبة كبيرة السياح المحليين على غرار المناطق الجبلية في ولايتي سطيف، البليدة تيزي وزو، برج بوعريريج وجيجل إضافة إلى ولايات غربية منها تلمسان ووهران.

الفنادق محجوزة

من جانبه، أكد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية والأسفار نذير بلحاج، بأنّ "كل الفنادق بالجنوب الكبير تم حجزها من قبل الوكالات قبل أسبوعين من بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أي العد التنازلي لاحتفالات رأس السنة بالجنوب الجزائري."

وأوضح بلحاج أن هذه السنة عرفت إقبالًا كبيرًا مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة وأنّ السياح الجزائريين اختاروا المناطق الصحراوية بدل الأوروبية والآسيوية، لقضاء العطلة الشتوية لسببين يقول بلحاج الأول نتيجة ارتفاع الأسعار في الخارج بشكل كبير بعد جائحة كورونا، حيث تضاعفت بنسبة كبيرة قدرت بـ70% على غرار تركيا وتونس وبعض الدول الأوربية والسبب الثاني راجعٌ إلى ازدهار السياحة المحلية خاصة الصحراوية ومناطق الهضاب العليا.

نذير بلحاج: 10 ملايين تكلفة أسرة من 3 أفراد لقضاء عطلة رأس السنة في الجنوب الجزائري

وبخصوص الأسعار قال بلحاج إن "قضاء عطلة في الجنوب الجزائري لرب عائلة مكونة من 3 أفراد لا تفوق 100 ألف دينار (630 دولار) أما بالنسبة للسائح الأجنبي فإن الأسعار جدّ منخفضة مقارنة بالعروض التي تقدمها بعض دول الجوار."

وهنا أشار رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية والأسفار إلى أن ّ"سعر تذكرة السفر بالنسبة لرحلات المتجهة نحو الجنوب الجزائري تبقى مرتفعة بالنسبة للعائلات الجزائرية محدودة الدخل، التي باتت تفضل السفر برًا بدلًا من اقتناء تذكرة طائرة بسعر يصل إلى 25 ألف دينار جزائري (150 دولار).