29-يناير-2024

أنابيب غاز عابرة للصحراء (الصورة :عربي بوست)

فريق التحرير - الترا جزائر 

اقترحت الجزائر على إيطاليا المساهمة في دعم أنبوب الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا والنيجر والجزائر، والذي سيحوّل روما إلى قطب طاقوي في أوروبا.

عطاف: أنبوب الغاز العابر للصحراء يهدف إلى تعزيز موقع إيطاليا كقطب طاقوي ومنصة لترقية الأمن الطاقوي الأوروبي

وأوضح وزير الخارجية أحمد عطاف خلال جلسة النقاش حول الأمن الطاقوي بروما، التي تأتي في سياق مؤتمر إيطاليا أفريقيا، أن الجزائر التي تجدد التزامها بالمُساهمة كشريك موثوق في تعزيز الأمن والانتقال الطاقويين في أفريقيا وفي المنطقة الأورومتوسطية، تقترح تجسيد شراكات ملموسة حول ثلاث محاور.

وذكر عطاف أن المحور الأول يتعلق بدعم جهود إنجاز خط أنبوب الغاز العابر للصحراء (نيجيريا-النيجر-الجزائر) الذي سيسمح بنقل أكثر من 25 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا نحو أوروبا، مساهمًا بذلك حسبه، في تعزيز موقع إيطاليا كقطب طاقوي، وكمنصة لترقية الأمن الطاقوي الأوروبي، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الفضاءين الساحل الصحراوي والأورومتوسطي.

ويشمل المحور الثاني دعم المساعي الرامية إلى تطوير بنيات تحتية واسعة لربط شبكة الكهرباء الوطنية مع البلدان الأفريقية والمتوسطية المجاورة، خاصة وأنّ الجزائر تطرح فائضا قدره 10 آلاف ميغاوات من الكهرباء يوميًا، وتتطلع إلى تعزيز قدرتها الانتاجية عبر إضافة 15 ألف ميغاوات من الكهرباء الخضراء في أفق سنة 2030.

ويتمثّل المحور الثالث والأخير، وفق عطاف، في مرافقة مسار الانتقال الطاقوي في الجزائر وبالخصوص فيما يتعلق بتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتعزيز مشاركة الجزائر كفاعل أساسي في المشاريع الأوروبية الهيكلية وعلى رأسها مشروع (SoutH2 Corridor).

وأكد الوزير أنّ الانخراط في مسار الانتقال الطاقوي لا يعني البتة التخلي عن الغاز الطبيعي، الذي يبقى، من وجهة نظرنا، ليس فقط من أنظف الحلول وأكثرها عملية، بل من أهم الحلول وأقلها تكلفة أيضًا.

لذلك، ستعمل الجزائر خلال استضافتها للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز مطلع شهر آذار/مارس المقبل، وفق عطاف على المساهمة في تحقيق مخرجات نوعية تدعم تطوير صناعة الغاز الطبيعي في العالم، وتستجيب لتطلعات واهتمامات وأولويات منتجي ومستهلكي هذه المادة الطاقوية على حدٍ سواء.

وعاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية في بداية حديثه إلى إرث الراحل أنريكو ماتي (Enrico Mattei) مؤسس شركة إيني الإيطالية، مؤكدًا الاعتزاز به كرمز ناصعٍ من رموز الصداقة التاريخية الراسخة بين الجزائر وإيطاليا، ومباركة إطلاق اسمه اليوم على خطة الشراكة والتعاون الإيطالية-الإفريقية.

ودعا لأن تضع هذه الخطة في صلب اهتماماتها وأهدافها تجسيد الأمن الطاقوي بمفهومه الشامل، وأن تتكفل على النحو المطلوب بالتحديات التي تواجهها الدول الأفريقية.

وتكمن التحديات الأفريقية في مجال الطاقة وفق الوزير، في خمس نقاط أساسية، هي تعزيز قدرات البلدان الإفريقية المنتجة للمحروقات وتغطية المتطلبات الطاقوية لسكان القارة الإفريقية والتمكن من الصناعات البترولية والبتروكيماوية والتحكم فيها وعصرنة البنى التحتية الخاصة بإنتاج ونقل المحروقات وموارد الطاقة الأخرى، وتأمينها من أخطار الإرهاب والجريمة المنظمة وكسب رهانات الانتقال الطاقوي الذي أضحى يشكل مطلباً ملحاً للبشرية جمعاء. 

ومن هذا المنظور، أكد عطاف على ضرورة، بل حتمية، حشد وتعبئة أدوات ووسائل التنفيذ المتمثلة في توفير التمويل، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، والمساعدة التقنية، ضمن مقاربة تهدف لتحقيق شراكة طاقوية مستدامة، فعلية، وفعالة.