13-أغسطس-2023
برلمانيون جزائريون أمام مبنى المجلس الشعبي الوطني (تصوير: رياض قرامدي/أ.ف.ب)

برلمانيون جزائريون أمام مبنى المجلس الشعبي الوطني (تصوير: رياض قرامدي/أ.ف.ب)

بمجرد اختتام السنة البرلمانية في الجزائر، بتاريخ 20 جويلية/ تموز ، كان يتوقع كثيرون أن يخلد السياسيون إلى راحة مقتضبة، تنسيهم تعب السنة الحافلة بالنشاطات والقوانين والأحداث الداخلية والخارجية.

دفع بالعديد من النواب الى المشاركة في الأعمال التطوعية والنزول للولايات المتضررة

وكان يفترض أن تشمل العطلة أعضاء الطاقم الحكومي وولاة الجمهورية وإطارات الدولة لفترة لا تزيد عن 20 يومًا في أقصى حالاتها، والبرلمانيين من الغرفتين العليا والسفلى وحتى رؤساء وقيادات الأحزاب السياسية ومناضليهم لثلاثةأسابيع على الأكثر.

أحداث حافلة  اضطرت عددًا من أعضاء الجهاز التنفيذي إلى إرجاء عطلتهم إلى وقت لاحق، وتأكد أن عددًا من الولاة قطعوا عطلهم وعادوا مباشرة إلى المكاتب، وفرضت هذه الحالة على إطارات عليا البقاء في الدوام لساعات متأخرة من الليل، في حين اصطدم سياسيون بمبادرات جامعة وأجندة مكثفة حرمتهم متعة جمال الشواطئ.

وفي حين استفاد قلة منهم من بضعة أيام من العطلة، إلا أن قلوب هؤلاء بقيت معلقة بالعمل السياسي، وأعينهم على ما يحاك داخليا وخارجيا وما تفرضه الأحداث الأخيرة من تغييرات في المواقع، وما قد يسفر عنها من تعديلات يقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال الدخول الاجتماعي المقبل، وربما قبله!

"صوت الشعب".. راحة لأسبوع

ويرى رئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني أن الخلود الى الراحة أسبوعًا واحدًا خلال عطلة الصيف فترة كافية بعد سنة كاملة من النشاط والعمل السياسي الدؤوب، حيث اختار هذا الأخير مدينة سكيكدة شرق الجزائر لقضاء بضعة أيام من السباحة والاستجمام، والتي يراها ضرورية قبل استئناف النشاط السياسي.
ويقول عصماني أن المناضل الفعلي لا يخلد أبدًا الى الراحة بل يستغل حتى العطلة، للقاء المناضلين في تلك المنطقة وهو ما ينطبق عليه مصرحًا: " عطلتي في مدينة سكيكدة ليس لشواطئ البحر فقط وإنما سيتخللها أيضًا لقاء سيجمعني بمناضلي الحزب وقياداته في الولاية".

وحسبما أكده رئيس حزب "صوت الشعب" في إفادة لـ: "الترا الجزائر" فإن العمل السياسي في الجزائر خلال فترة الصيف يشهد نوعًا من الركود، غير أن هذه القاعدة حسبه غير ثابتة، وتختلف من تشكيلة سياسية إلى أخرى، فهذا الصيف كان استثنائيًا يقول المتحدث، وشهد العديد من الأحداث استوجبت بقاء السياسي في حالة يقظة واستعداد على غرار الأحداث الإقليمية بين روسيا وأوكرانيا والصين وغيرها من الدول، وأيضًا ما يحدث في محيط الجزائر بالنيجر، دون نسيان توالي الأحداث في الساحة الوطنية، بعد سلسلة الحرائق التي عرفتها بعض ولايات الوطن.

كما أن النشاط السياسي في هذا الصيف الحار على حد وصفه لن يتوقف، حتى يستعيد أنفاسه بداية أيلول/سبتمبر المقبل، حيث يستعد "صوت الشعب"، لتنظيم عدة لقاءات بمناسبة احتفالات اليوم الوطني للمجاهد المصادف لـ 20 آب/أوت، اضافة إلى المشاركة في الجامعات الصيفية التي تقيمها الأحزاب، وتنظيم عدة لقاءات جهوية مع مناضلي الحزب.
ويضاف إلى هذا النشاط عقد سلسلة من اللقاءات الرسمية، إذ يحضر صوت الشعب لاستقبال مجموعة من السفراء الذين يقومون بزيارة مجاملة لمقر حزبه منها سفير دولة فنزويلا.

لا عطلة للنواب

من جانبه، يرى النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني ناصر بطيش، أن العطلة البرلمانية لم تعد مثلما كانت عليه سابقًا، أي قبل بضعة سنوات، نظرًا للنشاط التشريعي المكثف خلال الدورات الأخيرة، والذي أدى إلى تمديد الدورة البرلمانية هذه المرة على سبيل المثال إلى 20 تموزمجويلية، حيث بات النائب يحظى بعطلة شهر واحد بدلًا من شهرين وهي مدة غير كافية حسبه، خاصة وأن النشاط الولائي مستمر ولا يتوقف.
ويقول محدث "الترا جزائر"  إن "أغلب النواب ملتزمين بتعهداتهم مع منتخبيهم، وبالتالي لا يمكن القول إن العمل السياسي متوقف خلال فترة الصيف، فلتعلموا أنه لا عطلة للنواب".

وإضافة إلى النشاط الولائي واللقاءات الدورية على مستوى المجالس المحلية، يلتزم عدة نواب خاصة المنخرطين ضمن لجان الصداقة بحضور نشاطات مكثفة خلال فترة الصيف، منها احتفالات الأعياد الوطنية لبعض الدول وتلبية دعوات السفارات، لذا لا يمكن القول، حسب المتحدث، أن السياسة والصيف لا يلتقيان.

تعاقب الأحداث دفع بالعديد من النواب الى المشاركة في الأعمال التطوعية والنزول للولايات المتضررة

والملاحظ خلال هذا الصيف يقول بطيش، تعاقب الأحداث خاصة وأن العطلة البرلمانية قد تزامنت مع الحرائق التي عرفتها بعض ولايات الوطن، دفع بالعديد من النواب الى المشاركة في الأعمال التطوعية والنزول للولايات المتضررة والاطلاع عن قرب على وضعية المواطنين، مذكرًا بالحادث المأسوي الذي عرفته ولاية سطيف أيضًا، والذي أسفر عن وفاة ثمانية أشخاص نتيجة اختناقهم بالغاز في بئر عميقة، والتي سجل خلالها النواب حضورهم.