10-مارس-2024
أنطوان دو مكسيمي

(الصورة: فيسبوك) أنطوان دو مكسيمي في الجزائر

 

فريق التحرير - الترا جزائر 

يبدو أن الجزائريين لم يتفقوا بشأن ما نقلته حصة "J'irai dormir chez vous"، التي خصصها الرحالة أنطوان دو مكسيمي، لزيارة الجزائر، حيث أثارت جدلًا واسعات على مواقع التواصل وسط جزائريين.

استحسن كثيرون بعض المشاهد التي نقلتها حصة "J'irai dormir chez vous" من بينها لقاء الصحفي أنطوان مع الشيخ داود في منطقة القبائل

فكرة الحصة التي يعتمدها الفرنسي أنطوان دو مكسيمي في حصته "J'irai dormir chez vous" والتي تعني "سأنام عندكم" على قناة "أر .أم. سي" ، هي التنقل في عدد من أرجاء العالم، والمبيت عند سكان المناطق التي يزورها، للتعرف على عاداتهم وثقافاتهم، ويناقش معهم أفكارهم وتفاصيل حياتهم اليومية.

يستخدم أنطوان دو مكسيمي عصا السيلفي ويفتح كاميرته، ويتجول في الشوارع ويحاور المارة، محاولًا نقل صور واقعية وعفوية، خلال محاورته لسكان المناطق التي يزورها، وهو ما حدث أثناء تنقله إلى الجزائر، غير أن بعض المشاهد التي عرضها لقيت انتقادًا كبيرًا من طرف جزائريين.

على العكس من ذلك، استحسن كثيرون بعض المشاهد التي نقلتها حصة "J'irai dormir chez vous"  أو "سأنام عندكم"، من بينها لقاء أنطوان مع الشيخ داود في منطقة القبائل، والذي دار بينه وبين الرحالة حوار شيّق حول الثورة الجزائرية والاستعمار الفرنسي.

كان يتحدث الشيخ داود عن الثورة ويصفها بهذا المصطلح، حين استوقفه أنطوان وقال له: "نحن في فرنسا لا نسمع أبدًا بمصطلح الثورة الجزائرية، فنحن نستعمل مصطلح معركة الجزائر أو نهاية الاحتلال".

ليرد عليه الشيخ داود قائلًا: "هذا طبيعي، أنتم الفرنسيون.. أنتم المواطنون الفرنسيون، لم تعانوا أبدًا، ولكن الذين عانوا هم الذين يتذكرون الأشياء".

في هذا السياق، علّقت صفحة "بني عزيز" على هذا المشهد بالقول: بعد مشاهدتي لحصة "J'irai dormir chez vous"، لمنشطها الرحالة أنطوان دو مكسيمي، التي خصّصها لزيارته للجزائر  لم نر منها الكثير إلا الشيخ داود، ذلك المواطن القبائلي البسيط الذي تحدث بكل فخر واعتزاز عن الجزائر الثورة التحريرية والذي أعطى صورة جميلة عن البلد لضيفه بكل عفوية وبساطة ككل جزائري حرّ و أداءه لصلاته و إكرامه ضيفه بما وجد بمنزله البسيط دون تكلف بأعالي ولاية تيزي وزو، رغم إصرار معد الحصة على انه من يقتني العشاء فكان رد الشيخ داود صارم أنت ضيفي والجود بالموجود".

في هذا السياق، أضافت صفحة "تيزي سيتي" تعليقًا على حوار الشيخ داود مع الصحفي الفرنسي أنطوان دو مكسيمي: "هذا الرجل القبائلي داود قال لأنطوان دو مكسيمي صاحب حصة (سأنام عندكم) على قناة (أر. أم. سي): أنا أرحب بك، أنت تأكل وتنام في منزلي لكنني أعطيك درسًا في التاريخ بذكاء.. نسامح لكن لا ننسى".

من جهته ركز مهدي آيت قاسي، على مشاهد نقلت صورة سلبية عن البلاد، منها تعرضه للرقابة والتضييق الأمني ومنعه من المبيت عند بعض السكان، وهو ما أثر في سيرورة البرنامج، وعرقل وصول صورة إيجابية.

وقال آيت قاسي في منشور له "هذا ما حدث في حصة "J'irai dormir chez vous" حصة تلفزيونية فرنسية تبث على قناة " rmc decouverte" يزور فيها الصحفي أنطوان دو مكسيمي في كل مرة دولة لاكتشاف عاداتها وتقاليدها ونمط معيشتها والمميز فيها أن هذا الصحفي يبيت ليلة عند أحد سكان تلك البلاد للتعرف أكثر عليهم وسرد هذه التجربة في قالب قصصي ومغامراتي مميز وعفوي ومن هذه القصة وضع عنوان البرنامج".

وأردف كاتب المنشور: "عند قدوم الصحفي أنتوان دو ماكسيمي اصطدم بالعديد من العراقيل البيروقراطية والتضييق الأمني الذي يعتبر مشروعًا لحد ما لحماية مصالح البلاد وأمنها إلا أن المبالغة في الرقابة أثّر بشكل كبير على نجاح البرنامج بدليل أن الصحفي منع من المبيت عند العائلات المستضيفة له بحجة الحفاظ على سلامته وهاته الكواليس تم تصويرها وبثها للأسف ما جعل الحقيقة تظهر للعيان بكل تفاصيلها الإيجابية والسلبية".

ويستدرك آيت قاسي: "صحيح أن ضمان سلامة الصحفي ومراقبة العمل وضمان السيرورة الحسنة للتسجيل أمور واجبة لكن منع الصحفي من تسجيل أهم فقرة يبنى عليها البرنامج بطريقة تظهر فيها الجزائر كدولة دكتاتورية فهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً، من منطلق خبرتي المتواضعة أرى أنه كان من الحكمة الاستعانة بأحد الصحفيين الجزائريين ذوي الخبرة والكفاءة، ليكون همزة وصل بين الصحفي الفرنسي والمنظومة الأمنية لكي يضمن عدم تجاوز الخطوط الحمراء من جهة والمساهمة في إنجاح العمل التلفزيوني من جهة أخرى".

وعلى هذه المشاهد، علّق رابح كسال في منشور فيسبوكي ساخرًا: "في غرداية تم تغيير عنوان حصة من (سأنام عندكم) إلى (سأنام في الفندق)".

بدورها، عبرت شهرزاد بوكلة في هذا السياق: "يعني السياحة كانت مليحة و زدتولها j'irai dormir chez vous"، أي بمعنى أن السياحة في بلادنا ماكان ينقصها إلا هذه الحصة.

فتح موضوع الرقابة وحماية السياح نقاشًا آخر في الجزائر، خاصة بعد مقتل السائح  الفرنسي إيرفي غوردال

إلى هنا، يفتح موضوع الرقابة وحماية السياح نقاشًا آخر في الجزائر، خاصة بعد مقتل السائح  الفرنسي إيرفي غوردال سنة 2015، الذي خطفته وقتلته مجموعة تدعي انتماءها لجماعة "جند الخلافة في الجزائر"، وهو ما زاد من تعقيدات هذا الموضوع، وربطه دائمًا من طرف السلطات بالحماية الأمنية.