25-أكتوبر-2023
حليم

حليم زريبع (الصورة: فيسبوك)

ودّعت الساحة الفنية الجزائرية، الأربعاء، الممثل عبد الحليم زريبيع أحد أبرز الوجوه المسرحية والسينمائية والتلفزيونية في البلاد، والذي رحل مبكّرا عن عمر ناهز 60 عامًا بعد مسيرة حافلة بالإبداع على الخشبة والشاشة.

حليم زريبيع ممثل معروف، عانق الخشبة لسنوات طويلة، وتألق عبر الشاشة سينمائيًا ودراميًا، رحل فجأة، رحل في صمت، لكن بصمته باقية، في السينما والمسرح والتلفزيون بأعمال تخطّت حدود جغرافيا الجزائر.

من عمق الصحراء الجزائرية (ولاية تندوف جنوب غربي البلاد)، قدم حليم زريبيع أسد "الخشبة والشاشة"، متحدّيًا كل العوائق والصعوبات التي اعترت بداياته الأولى في الفن، فاستطاع بفضل موهبته وإصراره أن يحقق نجاحات  انطلاقا من مسرح تندوف، ويخلدّ اسمه بأحرف من ذهب على ركح المسارح الجزائرية وفي أعمال تلفزيونية وسينمائية لمخرجين كبار.

رحيل حليم زريبيع، صدم محبيه وأصدقاءه وزملاؤه في الفن، بعضهم لم يصدّق الخبر، بعضهم استعاد ذكرياته معه بصور ودردشة ولقاءات جمعتهم سابقا، وبعضهم الآخر رثاه بكلمات من القلب، كلّها حسرة على فراق اتفق الجميع على حبه.

وفي فقدانه، عزّت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي قائلة إنّها: "ببالغ الحزن والأسى تلقت، نبأ وفاة الفنان الكبير عبد الحليم زريبيع، رحمه الله."

وأضافت مولوجي: "لقد كان الراحل فنانًا نادرًا متعدّد المواهب، استطاع منذ شبابه المبكر أن يبدع في التمثيل ويسجل منذ بداياته حضورًا قويًا على خشبة المسرح في ولايته تندوف ليرتقي بعدها إلى الاحتراف الوطني بأعمال تبقى خالدة في الذاكرة الفنية الوطنية، أحبّه جمهور المسرح والسينما الذي ترك فيه أثرًا طيبًا لن ينساه برحيله أبدًا."

الفنان محمد يبدري قال عن رحيله بعد أن أرفق صورة تجمعه مع زريبيع: "التقطت هاته الصور وفي قلبي دعوات للشفاء لك يا صديقي المبدع، لكن كنت تبتسم للحياة لأنك تفهمها وتبتسم حين تعبث بنا، رحمك الله أخي حليم زريبيع، إنّا لله وإنا إليه راجعون."

ونعاه الفنان جمال قرمي، على جداره بفيسبوك قائلًا: " فقدت الساحة الفنية قامة من قامات الفن الرابع و السابع الفنان الصديق حليم زريبيع."

وأضاف: "الجميع يذكر صدى صيحاته في المسرحيات التي قدمها. حركاته المرتبة باعتناء، شموخها وهو يعتلي الركح وابتسامته التي تأتي في الوقت المناسب، يتصبح نجمة في كل المراتب من التمثيل إلى الإخراج المسرحي، وتؤسس كل رؤاه على أولوية الفني والمسرحي اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضه من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار إنا لله وإنا إليه راجعون."

وبحسرة، كتب الممثل يوسف سحيري عن حليم زريبيع: "موجعة هاته، يغادر الإنسان الفنان العالمي ابن تيندوف تارك إرثًا كبيرًا من تحف فنية سوءًا مسرحًا أو سينما و تليفزيون محلي ودولي وترك أملًا كبيرًا في المواصلة والرغبة في العمل أكثر وأفضل

حليم زريبيع مُوصل الطمأنينة والسلام للجميع،  رحمك الله برحمتك الواسعة وأسكنك جنة الخلد والهم ذويك القوة والصبر الجميل على فراقك.. الكثير الكثير ..".

بدوره، قال المخرج إدريس بن شرنين عن فقيد الفن الجزائري زربيع: "إنا لله وإنّا إليه راجعون، الفنان الإنسان حليم زريبيع في ذمة الله..."

وأضاف بن شرنين: "كل الناس اتفقت على حبك لأنك صادق ونقي وفنان حقيقي.. عشت هادئا ورحلت كذلك.. ابتعدت عن الخصامات والشقاقات في الوسط الفني ونأيت بنفسك عن كل الكلام الفارغ الذي يدور في هذا العالم المتعفن.. أنت فنان يصعب تعويضه ومصابنا كبير جدًا."

وبالعودة إلى المشوار الفني لحليم زريبيع، الذي ووري الثرى، بمنطقة الكرمة، بوهران، بحضور وجوه مسرحية وأفراد من عائلته ومحبيه، ولد الفقيد في الـ9 سبتمبر/أيلول 1963 بتندوف، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق في سوريا سنة 1987 قبل أن يبدأ قصته مع الركح بأدائه أدوار مختلفة في أعمال مثل "الزير سالم" و"المحاكمة العجيبة" و"نهاية لعبة".

 الفنان زريبيع دخل عالم الاحتراف من خلال مشاركته في عدة أعمال مع المسرح الوطني الجزائري منها "الحكواتي الأخير" و"أبوليوس" و"بنات لير" وكذا "ألف ليلة وليلة". بحسب ما ورد في صفحة المسرح الوطني الجزائري على فايسبوك.

وقف الفنّان حليم زريبيع على أشهر الخشبات العالمية، وتعامل مع كبار المخرجين المسرحيين مثل الإنجليزي تيم سابل، والعراقي قاسم محمد، والفلسطيني خالد محمد إبراهيم الطريفي، كما تألق بأدواره في مسرحيات كثيرة من بينها دور السجّان في مسرحية "انسوا هيروسترات" لحيدر بن حسين، دور الدرويش في مسرحية "مسرى" لمأمون حمداوي وإخراج فاضل عباس، مسرحية "شهرزاد لالة النساء" للمخرجة التونسية دليلة مفتاحي، مسرحية "أنا وهو والكلب" نص الروائي السوري نبيل الملحم، دور الراوي في "ملحمة قسنطينة الكبرى".. وآخرها مسرحية "قهوة القالمي" التي أنتجها المسرح الوطني وأخرجها بلقاسم عمّار، وأدى حليم زريبيع دور المجاهد "عمي علي".

تلفزيونيًا، أبدع الراحل حليم  زريبيع في المسلسل العربي "الإمام أحمد بن حنبل" إخراج عبد الباري أبو الخير، إنتاج مؤسسة قطر للإعلام، وجرى عرضه على التلفزيون القطري، إضافة إلى مسلسلات "الشيخ آمود"، "قلوب في صراع" لنزيم قايدي، "أشواك المدينة" لعلي عيساوي، "العباس بن مرداس" لبشير بلحاج، "بابور اللوح" و"أولاد الحلال" إخراج التونسي نصرالدين السهيلي، "الخاوة 2"، "أنين الأرض" لمسعود العايب، "عي الجنّة" لكريم موساوي، مسلسل "11/11" لأسامة قبّي.

وسينمائيًا، شارك في عدّة أفلام مثل: "لطفي"، "أسوار القلعة السبعة" لأحمد راشدي، "العربي بن مهيدي" لبشير درايس (الفيلم لم يعرض لحد الآن)، وكذلك فيلك "العشيق" لعمّار سي فضيل، فيلم "عطور الجزائر" لرشيد بن حاج... غيرها.