25-يوليو-2019

عبد الرؤوف دراجي "سولكينغ" (فيسبوك/ الترا جزائر)

أعلن مغنّي الراب الجزائري عبد الرؤف دراجي، المعروف فنيًا باسم "سولكينغ" الأحد الماضي، في فيديو نشره على انستغرام، عن تنشيطه أوّل حفل فنّي في الجزائر في 22 أوت/ أغسطس الداخل، بعد انتظار طويل، وكان سبب عدم زيارته الجزائر تهرّبه من الخدمة العسكرية، حسب ما اعترف به في وقت سابق عبر فيديوهات نشرها على صفحته.

مغنّي الراب سولكينغ لا يشمله قانون الإعفاء من الخدمة الوطنية كونه لم يبلغ عقده الثالث بعد

يتساءل كثير من المتتبّعين، إن كان سولكينغ قام بتسوية وضعيته أم لا؟، وإن كان قد تلقّى ضمانات لدخول الجزائر؟

اقرأ/ي أيضًا: سولكينغ وعَلَم البوليساريو.. السياسة في وضعية تسلّل

رغم تحقيقه نجاحًا واسعًا في أوروبا، خاصّة فرنسا التي استقرّ بها عقب هجرته من الجزائر، وفي المنطقة المغاربية أيضًا في الجزائر وتونس والمغرب، إلا أن عدم تمكّنه من دخول الجزائر منذ خمسة سنوات، شكّل غصّة في نفسه، لم يستطع إخفاءها في كثير من حواراته الإعلامية.

إعلان محذوف؟

سولكينغ الذي أعلن عن إحياء أوّل حفل فنّي له في الجزائر، بملعب 20 أوت ببلوزداد بالعاصمة، حسب الفيديو الذي نشره على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما تراجع وقام بحذف الفيديو دون تقديم أيّ مبرّرات.

ويظهر من الإعلان، أن حفلات الفنان الأكثر مشاهدة اليوم بين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ستنظّم من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة، حيث ستُباع تذاكر الحفل بداية من 20 أوت/ أغسطس الداخل في وكالات الديوان في كل من العاصمة، تيزي وزو، وهران، تلمسان مستغانم، قسنطينة، عنابة، بجاية، سطيف، وباتنة.

الحرص على بيع تذاكر الحفل في تسع ولايات من الوطن، قد لا يحظى به كثير من الفنانين، لكن الاستثناء كان لـ سولكينغ، نظرًا إلى شعبيته الواسعة التي يحظى بها، إذ سيقام في ملعب قد يتّسع لـ 30 ألف متفرّج.

لكن السؤال الذي يطرح اليوم، هل أنهى سولكينغ مشكلة عدم تسوية وضعيته تجاه الخدمة الوطنية العسكرية؟، فقد صرّح في عديد المرات أن هذا العائق هو من يقف حاجزًا أمام زيارته الجزائر.

قد يبدو ذلك قد حدث فعلًا، نظرًا إلى أن منظّم الحفلة هو هيئة حكومية لن تجازف باستدعاء فنان يُمكن أن يتمّ توقيفه في المطار بسبب تهرّبه من الخدمة الوطنية، ولكن ذلك غير ممكن حتى الآن، إذ أن العفو الذي يمسّ الأشخاص البالغين من العمر ثلاثين سنة، لا يشمله حتى الآن، فهو لن يبلغ هذه السن، إلا في العاشر من ديسمبر/ كانون الأوّل القادم.

لكن حذف سولكينغ للفيديو الذي أعلن فيه عن الحفل، يوحي بإلغاء الموعد الذي ضربه لجمهوره، وقد يكون ذلك بسبب عدم تسوية وضعيته تجاه الخدمة الوطنية.

خلفيات سياسية

منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير/ شبّاط الماضي، سارع سولكينغ للانخراط فيه وإعلان وقوفه إلى جانب المطالبين برحيل جميع رموز الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فأطلق أغنية "لا ليبرتي" في 14 مارس/ آذار الماضي قبل انقضاء شهر من بداية الحراك.

صارت أغنية "ليبرتي" التي حقّقت إلى اليوم أكثر من 128 مليون مشاهدة على يوتيوب، تردّد في التجمّعات الشعبية وفي الشوارع، حتى أن نجوم المنتخب الوطني ظهروا وهم يردّدونها مؤخرًا.

إقامة حفل سولكينغ في 22 أوت/ أغسطس قد لا يروق لصنّاع القرار السياسي، خاصّة وتزامن حفله إحياء البلاد للذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني ضدّ الاستعمار الفرنسي في 20 أوت/ أغسطس 1955، ومؤتمر الصومام التاريخي في اليوم نفسه العام 1956.

نجاح متواصل

سواءً تأكّد تنظيم حفل نجم الراب الأوّل أو تمّ إلغاؤه، يظلّ صاحب أغنية "داليدا" حتى الآن متصدّرًا قائمة الفنانين الجزائريين الأكثر متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أن أغنيتهالأخيرة "إيسبرونس"  لم تحقّق النجاح الذي عرفته أغانيه السابقة، فقد عرفت السهرات التي أقامها هذا الصيف في عدد  من الدول، حضورًا جماهيريًا كبيرًا.

آخر حفل لـ سولكينغ كان قبل أيّام قليلة على مسرح قرطاج بـتونس، حضره رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، والذي غرّد فيما بعد على حسابه في تويتر بكلمات أغنية سولكينغ "لاغيرييا"، وجاء في تغريدته باللغة الفرنسية "أغنّي الحبّ في هذه الحرب".

سولكينغ تحصّل في بيروت على جائزة "بياف" لأحسن مغنّي عالمي سنة 2019

يُذكر أيضًا، أن سولكينغ تحصّل في بيروت على جائزة "بياف" لأحسن مغنّي عالمي سنة 2019. جائزة قد تكون بداية لانتشار واسع لاحق في المنطقة العربية بعد ذلك الذي حقّقه في أوروبا والمغرب العربي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سولكينغ ستايل.. مزيج بين موسيقى الراب والأنمي الياباني

"عبد القادر يا بوعلام".. قصيدة صوفية أوصلت الراي إلى العالمية