06-مارس-2024
وزير الخارجية أحمد عطاف (فيسبوك/الترا جزائر)

أحمد عطاف (صورة: فيسبوك)

أفاد وزير الخارجية أحمد عطاف أنه "لا مستقبل لغزة إلا في حضن الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".

الجزائر تدعو إلى مباشرة الإجراءات الضرورية لتمكين دولة فلسطين الشقيقة من الحصول على العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة

وأوضح عطاف في كلمة له خلال أشغال الدورة ال161 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أنه على الاحتلال أن يعلم أنه "لا فيتو له بشأن إقامة الدولة الفلسطينية".

 وأبرز أن "هذه الدولة قد أسست لها الأمم المتحدة منذ 76 سنة خلت، وأن الشرعية الدولية ترعى وتحمي بعث قيام الدولة الفلسطينية من جديد، و أن الإجماع الدولي الذي لا تشوبه شائبة بهذا الشأن يقف دعما وسندا للمشروع الوطني الفلسطيني".

وقال وزير الخارجية في  هذا السياق، إن الجزائر تدعو "إلى مباشرة الإجراءات الضرورية لتمكين دولة فلسطين الشقيقة من الحصول على العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة".

وأضاف أن هذا "التوجه لم يعد مطلبا محصورا في النطاق الفلسطيني أو العربي فحسب، بل تعدى ذلك بكثير بعد أن تبنته كل من حركة عدم الانحياز ومنظمة الاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الإسلامي".

وخاطب عطاف نظراءه العرب بالقول: "حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا كبير كبر واجباتنا في نصرة أشقائنا الفلسطينيين، فهم أصحاب حق راسخ، وحماة قضية عادلة، وحفظة مشروعٍ وطني شرعي ومشروع، نثق تمام الثقة أنه سيجد لا محالة طريقه إلى النفاذ مهما التوت الطرق، ومهما تعددت العقبات والعراقيل، ومهما تعاظم كيد الكائدين و مكر الماكرين".

وفي ظل الوضع الراهن، يرى الوزير ضرورة الارتقاء بالموقف العربي لأكثر "جرأة وشجاعة وإقداما، حتى يكون في مستوى التضحيات الجسام والصمود الأسطوري لأهلنا في قطاع غزة".

وشدّد على ضرورة استعادة الموقف العربي "لدوره الريادي في الدفاع عن القضية المركزية لأمتنا العربية والإسلامية، حتى تحذو حذوه بقية المجموعة الدولية التي تعتبر موقفنا بمثابة بوصلة تحتكم إليها وتستأنس بها".

 وطالب أيضا بأهمية تثبيت الموقف العربي تجاه المحتل الصهيوني "دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا مثلما بادر بذلك الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة، حتى نستدرك ما فاتنا من خطوات ومبادرات من شأنها حشد الضغط الدولي" في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي وما خلفه من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ومن هذا المنظور، قال الوزير إن المستوى الأول من الأولويات "يحتم علينا كجامعة اتخاذ إجراءات عملية وتكثيف جهودنا الجماعية من أجل وقف حمام الدم والإبادة الجماعية، ووضع حد للجرائم متعددة الأنواع والأصناف" التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.

وبخصوص المستوى الثاني من الأولويات التي يجب على المجموعة العربية الدفع بها  " اليوم قبل الغد"، أردف عطاف أنها تتمثل في "ضرورة بل حتمية المساهمة الفعلية في هدم جدار الحصانة الذي طالما احتمى به الاحتلال، و انتفع في ظله بنظام خاص من التفضيلات والتمييزات والاستثناءات تنطبق عليه دون غيره".  

و أشار في ذات السياق إلى أن المستوى الثالث والأخير من الأولويات، يرتبط تمام الارتباط بضرورة تعزيز أفق الحل السياسي ودحض ما يتم الترويج له حاضرا من قبل الاحتلال حول "مستقبل غزة".

و أوضح أنه في وجه الأطروحات الصهيونية التي يتم التسويق لها تحت عنوان "غزة ما بعد الحرب"، يجب على الموقف العربي أن يؤكد على "ثلاثة ثوابت وضوابط أساسية لا مناص منها ".

وهذه الضوابط وفق عطاف أنه "لا مستقبل لغزة غير ذلك الذي يحدده الفلسطينيون أنفسهم"، وأن "مستقبل غزة ليس ذلك الذي يريد الاحتلال رسمه على مقاسه" وأن "لا مستقبل لغزة إلا في حضن الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".