16-ديسمبر-2022

الصحافي خالد درارني (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

قال خالد درارني، ممثل منظمة مراسلون بلا حدود في شمال إفريقيا، إنه لم يعد هناك صحفيون مسجونون بالجزائر منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

درارني: كثير من الصحافيين مازالوا يواجهون إجراءات قضائية بسبب مقالات تناولت قضايا بعيدة عن أي جانب سياسي

وأوضح درارني في حوار مع موقع "راديو أم"، أنه بالإفراج عن محمد مولوج في 19 تشرين الأول/أكتوبر وحسن بوراس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مشيرا إلى أن الوضع  مع ذلك لا يزال حسبه مقلقًا.

وأبرز المتحدث أن 2022 كانت من أسوأ الأعوام لحرية الصحافة في العالم،  حيث قفز عدد الصحفيين المسجونين بأكثر من 13 بالمائة وبلغ عدد الضحايا 57 قتيلًا، خاصة في ساحات الحرب مثل أوكرانيا التي قتل بها ما لا يقل عن ستة صحفيين منذ بدء الغزو الروسي، دون نسيان المكسيك حيث تستمر العصابات المنظمة في إملاء قوانينها وجعل الصحفيين ضحاياها الأوائل.

وهناك أيضًا حسب درارني الصحفيون المفقودون وعددهم 49 في العالم، بينهم الصحفيين التونسيين المفقودين منذ 2014 في ليبيا، سفيان الشورابي ونذير القطاري.

وحول الوضع  في المغرب، قال ممثل مراسلون بلا حدود إن سجن الصحفيين يستمر بتلفيق اتهامات بالاغتصاب، مثل ما يحدث مع عمر الراضي وسليمان الريسوني الموجودان في السجن منذ صيف 2020، وحُكم عليهما بالسجن ست سنوات في المرحلة الابتدائية والاستئناف.

 وأبرز أن سليمان الريسوني يعيش في عزلة تامة منذ شهور ويرفض التحدث إلى أسرته ومحاميه، ووضعه يثير قلقنا للغاية.

وفي اعتقاد درارني، فإن الصحافة الحرة والمستقلة في طريقها للزوال في البلدان المغاربية الثلاثة.  ففي  أصبحت جميع الصحف ووسائل الإعلام في البلاد الآن تحت سيطرة السلطات، ولا يحاول سوى عدد قليل من المواقع الإلكترونية التملص من هذا الخط.

أما في تونس، فقد تراجعت حرية الصحافة خطوة كبيرة إلى الوراء، وهي ملاحظة محزنة لدولة كانت أول دولة في المنطقة تتمرد على الاستبداد، حيث قاد الصحفيون التونسيون معركة شجاعة لانتزاع حريتهم، بينما هذه الإنجازات اليوم موضع تساؤل صريح من قبل القوة الحالية، حسب درارني.

وفي الجزائر، أشار درارني إلى أن الشيء الإيجابي الوحيد هو أنه لم يعد هناك صحفيون في السجن، لكن كثيرين ما زالوا يواجهون الإجراءات القضائية، بسبب مقالات تناولت قضايا بعيدة عن أي جانب سياسي.

وأضاف أن اختفاء صحيفة ليبرتي أحدث صدمة في عالم الصحافة الجزائرية، واعتبر أن الصعوبات التي تواجهها صحيفة الوطن اليوم وخطر زوالها هي مؤشر على تدهور حالة الإعلام المطبوع الجزائري.