18-يونيو-2020

النائب البرلماني عن ولاية تمنراست، البكاي الهمّال (فيسبوك/الترا جزائر)

كشف النائب البرلماني عن ولاية تمنراست، البكاي الهمّال، عن الواقع المزري الذي تعيشه مدينة تين زواتين، وباقي المناطق الحدودية في الجنوب الجزائري، وأماط اللثام عن بعض الحقائق التي جعلت من المدينة سجنًا مفتوحًا، متحدّثًا عن تراكمات كثيرة، كانت سببًا في الأحداث المؤلمة التي عاشتها المدينة الحدودية قبل يومين، ما أسفر عن مقتل شاب وجرح أربعة آخرين.

النائب البكاي الهمّال: ثمّن كيس الدقيق في تين زواتين هو 2500 دينار

وعاد البكاي الهمّال، للحديث عن الأحداث التي كانت تين زواتين مسرحًا، لها في حوار خصّ به يومية "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية، حيث قال "ما حدث كان نتيجة لانزعاج أبداه سكان تين زواتين منذ مدّة، حول إقامة سياج عازل أمام مساكنهم، حيث بات مستحيلًا التزود بالمياه لهم ولماشيتهم بعد أن وقع الوادي الوحيد الذي يزوّد المدينة بالماء وراء السياج العازل، الذي لا يقع على الحدود الجزائرية-المالية، بل قبلها بقرابة سبعين كيلومترا، ففقد الكثير من الرعاة مراعي مواشيهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، كما يعتبر ذلك الوادي متنفسًا للسكان هناك".

ويستطرد البكاي قائلًا: "قام بعض سكان المدينة بمحاولة إزالة السياج، لتندلع مناوشات بينهم وبين أفراد الجيش، ما أسفر عن مقتل شاب وجرح أربعة أخرين تم نقلهم على جناح السرعة نحو مستشفى تمنراست، الذي يبعد 500 كيلومتر عن موقع الحادثة".

وعن ربط الحادثة بشبكات التهريب، يعلّق البكاي الهمّال "التهريب ظاهرة موجودة في كل مكان، فهي موجودة في الجزائر العاصمة عن طريق الحاويات، كما توجد في تبسة ومستغانم وتلمسان، هي أيضًا موجودة في تمنراست، لكن هل كل سكان تمنراست مهرّبون؟، هؤلاء المهربين يعرفهم الجميع ، فليتم اعتقالهم ووضعهم في السجن، من غير المعقول أن نتهّم 14 ألف شخص أنهم مهرّبون، وأزيد من ذلك فإن شبكات التهريب الحقيقية لا تمرّ من تين زواتين، بل تسلك دروبًا أخرى".

ويتابع المتحدّث، أن "تين زواتين تقع في تمنراست، لكن ثمن الذهاب منها إلى عاصمة الولاية، أغلى من تذكرة حافلة من الجزائر العاصمة إلى تمنراست، والسبب يعود لانعدام شبكة الطرقات، ما جعلها منطقة معزولة تنعدم فيها ظروف الحياة، المشكل الحقيقي تنموي بالدرجة الأولى، الناس لا يجدون مناصب شغل، منجم الذهب الوحيد في المنطقة مغلق منذ خمسة سنوات، ماذا سيفعل هؤلاء؟ هل يستسلمون للبطالة؟".

ويكشف النائب البرلماني قائلًا: "...ثمن كيس الدقيق في تين زواتين هو 2500 دينار، رغم أنّ ثمنه الحقيقي لا يتجاوز 400 دينار، (..) حين لا توفّر لي سلعًا أستطيع شراءها، فإنني سأضطر لتدبّر كيفية توفيرها، هذا هو المشكل الحقيقي".

وعرّج النائب عن الحركة الشعبية الجزائرية للحديث عن خطر التنظيمات الإرهابية الموجودة في الحدود الجنوبية للجزائر، " أنا دائم الاعتقاد أن الجيش وحده لا يستطيع حماية الحدود، في العشرية السوداء تغلّبت الجزائر على الإرهاب بمساندة من قوات الدفاع الذاتي، يجب بناء روابط أخوية، وعلاقة ثقة بين الجيش وسكان الحدود"، ويشرح البكاي "غالبًا ما تغذت التنظيمات الإرهابية من الفقر أكثر من تغذيها من الإيديولوجية. تصوّر شابًا يبلغ من العمر 25 سنة يتكفّل بعائلة، ويأتي شخص ليمنحه 500 أو 1000 دولار، أو حتّى 100 دولار، ويطلب منه أن يقتُل، أنا لا أبرّر القتل والإرهاب، لكن ذلك الشاب سيقتل ليتخلّص من جوعه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

هجوم انتحاريّ يستهدف ثكنة عسكريّة بتمياوين على الحدود المالية

وزارة الدفاع تنفي ضلوعها في مقتل متظاهر بتين زاواتين الحدودية مع مالي