17-فبراير-2024
 (الصورة: Getty) شارع البريد المركزي

(الصورة: Getty) شارع البريد المركزي

يبدو أن انفتاح الجزائر السياحي، الذي تجسد منذ العام الماضي، في تسهيل دخول السياح الأجانب للبلاد عبر فيزا التسوية، ومنح التأشيرة العادية للمؤثرين الأوروبيين والعرب، بدأ يعطي ثماره في نقل صورة جذابة للبلاد بعدما ظلّت مجهولة، وغير مدرجة ضمن الوجهات العالمية المتصارعة على ريع كعكة السياحة العظيم.

صنف الموقع البريطاني وورلد أنديكس الجزائر ضمن أقوى 20 جيشًا في العالم من حيث التعداد

إلى هنا، صنف موقع "وورلد أنديكس" العالمي، الصادر، منتصف شباط/فيفري الجاري، الجزائر العاصمة، أو "الدزاير" كما تنطق بالعامية، ضمن أفضل عشرة وجهات سياحية في العام 2024، واحتلت الجزائر العاصمة المرتبة الثانية مسبوقة بجزيرة فارو ذات الحكم الذاتي والتابعة لمملكة الدنمارك، متقدمة على مدن شهيرة بالسياحية، بينها نيس الفرنسية وأنطاليا التركيةوزيوريخ السويسرية و بوسطون و لوس أنجلس الأمريكيتين، وفرنكفورت الألمانية.

وجذب التصنيف الذي نشره الموقع البريطاني على منصة إيكس أكثر من 233.000 معجب، ولم يخل من تندر بعض المعلقين حيث علق جزائري "طبعًا هي بين الأحسن لأن الجزائريين يدفعون للسياح الأجانب ثمن الوجبات والإقامة"، فرد عليه جزائريون آخرون بعشرات المنشورات التي تثبت جمال العاصمة الجزائرية، بينها تدوينات وفيديوهات مشاهير المؤثرين الذين زاروا الجزائر وبثوا حولها فلوغات جذابة، كانت دون شك من بين أهم محددات هذا التصنيف.

عسكر وتمور ومساجين

ويعرض الموقع المختص في صناعة رؤية شاملة حول دول العالم، بتقديم تصنيفات ومعطيات تعنى بالشؤون الثقافية والفنية والمالية والسياحية، بالاستناد إلى تقارير هيئات متعددة الاختصاصات، بينها متعلقات بالمنتجات الفلاحية، حيث حلت الجزائر في المرتبة الرابعة عالميًا في إنتاج التمور بـ1.188.803 طن سنويًا، بعد ثلاث دول هي مصر الأولى والسعودية و إيران، و قبل العراق الذي حل خامسًا.

كما صنف الموقع الجزائر ضمن أقوى 20 جيشًا في العالم من حيث التعداد، حيث احتلت المركز الـ 18 من حيث الأفراد العاملين في الجيش المقدر بـ 325.000 جندي عامل، وهي ثاني بلد عربي بعد مصر التي تسيّدت المركز الحادي عشر بـ 440.000 جندي، فيما صنفت السعودية ثالثة الدول العربية في الرتبةالـ 20 بتعداد 257.000 فرد.

وعرض الموقع إحصائيات طريفة خصت عدد نزلاء السجون، حيث تصدرت الولايات المتحدة الأميركية لائحة العشرين بلدًا عبر العالم، بـ 1.767.200 سجين، متفوقة رغم فارق التعداد السكاني الهائل على الصين التي جاءت ثانية بـ 1.690.000 نزيل.

عربيا، وفيما حلت مصر في المركز الرابع عشر بـ 120.000 سجين، جاءت المغرب في الصف التاسع عشر بـ 100.004 سجين، قبل الجزائر التي أغلقت قائمة "التوب توانتي" بـ 94.749 نزيل.

فيزا على الأميركيين

وساد جدل كبير التعليقات بخصوص قائمة الدول التي تفرض فيزا على الأمريكيين، وهي قائمة تضم 38 بلدًا جلهم من أفريقيا حيث حلت الجزائر في المركز الثاني حسب الترتيب الأبجدي للدول التي تشترط على الأمريكيين أصحاب أقوى جواز سفر عبر العالم التقيد بإجراءات ملف الحصول على التأشيرة، حيث تساءل أميركي غاضبًا "على أميركا أن تفرض على رعايا هذه البلدان نفس المعاملة بفرض التأشيرة" فرد عليه آخر " أظن أن العكس هو الذي حصل"، في تذكير بأن هذه الدول تعامل أقوى دولة بمثل ما تعاملهم به.

بيد أن لائحة أخرى ضمت أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أميركا عن التاج البريطاني في 4 جويلية 1776، وضعت الجزائر كثامن دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأميركية في العالم، بعد التوقيع على معاهدة السلام الجزائرية الأمريكية في 1795 التي أعقبت عدة معارك بحرية بين الدولتين، و تميّزت بدفع الولايات المتحدة مبالغ مالية سنوية للجزائر مقابل الضمان لها بحق العبور الآمن عبر البحر الأبيض المتوسط.

إسرائيل حصّالة الجدل

وتسبب الموقع قبل فترة في جدل كبير، بعدما قدم لائحة من 20 بلدًا اعتبرها بين الأكثر الدول تدينًا في العالم وهي اللائحة التي جثمت على رأسها إسرائيل، في شكلٍ ناقض تمامًا الوجه العلماني الذي تقدم به نفسها للعالم الديمقراطي، وضمت اللائحة مصر والجزائر والسعودية وتونس والمغرب، غير أنها أثارت حفيظة الباكستانيين لعدم تصنيفهم بين الشعوب المتدينة، فيما علق آخرون: كيف يمكنكم قياس تدين الأفراد والشعوب؟

وتساءل مسيحيون كاثوليك: أين هي دولة الفاتيكان؟ وعاد الموقع ليصنع جدلًا آخر حينما اعتبر إسرائيل أكبر دولة فقدت رعاياها بعد "الهولوكوست"، حيث انهالت الانتقادات على هذا التصنيف الذي تناول حادثة وقعت خلال الحرب العالمية الثانية، فيما دوّن معلقون " غزة.. غزة" للتذكير بما ترتكبه إسرائيل في الوقت الراهن من حروب إبادة ضد الفلسطينيين، فترك شخص تعليقًا لاذعًا "الهولوكست الحقيقي جار الآن تنفيذه من قبل إسرائيل متصدرة القائمة في غزة"، في تذكير للتجاهل التام لما يقع هناك منذ عدة شهور.

ذهب، شاورما، وسجائر

في قائمة الدول الأكثر حيازة للذهب سيطرت خمسة دول إسلامية وعربية على المراتب الأولى، فتركيا هي الأولى بـ 540 طنًا، متبوعة بالسعودية بـ 323 طن، ولبنان ثالثًا بـ 287 طنًا، فالعراق بـ 138 طنًا، ثم مصر بـ 101 طن، ويثير هذا الإحصاء حيرة ذلك أن جل هذه الدول تعاني من مصاعب اقتصادية لا تعكس توهج ودائعها بالمعدن النفيس، حتى أن مواطنة لبنانية علقت على ترتيب الشاورما اللبنانية كأفضل مأكول في العالم بجملة ظريفة "ما يهمني هو هذا الترتيب في الطعام لان أغلب التصنيفات الأخرى لا تثير اهتمامي مثلما تثيره الشاورما"، في تعريض ربما على تصنيف عد بلد الأرز ضمن أول البلدان خطورة في مجال السياقة، و من أكثرها تضخمًا.

وتطرق التقرير لدول يمكن اعتبارها جنة المدخنين نظرًا للثمن الزهيد لـ " كرتوشة "، وهي العلبة التي تحتوي في العادة 20 علبة سجائر، وكما لو أن أرخص الأشياء هي تلك الضارة صحيًا، فإن سعرها في الفيتنام لا يتعدى 1.25 دولار، وباكستان 1.81 دولار، وبإيران 2 دولار، وهي أسعار أقل من كوب قهوة بأروبا والهامبرغر بالولايات المتحدة الأميركية.

شاكيرا واللغة العربية

قد تتغير كثير من المعطيات خلال العام القادم، في عدد من هذه التصنيفات التي تشبه أرقام البورصة، عدا ربما لائحة اللغات الأكثر تحدثًا عبر العالم، حيث لاتزال الإنجليزية الأولى عالميا بـ 1مليار و456 مليون ناطق، والصينية بـ مليار و138 مليون متكلم، تليها الهندية بأكثر من 600 مليون نسمة، فالإسبانية بـأكثر من 500 مليون مستعمل، ثم الفرنسية بأكثر من 300 مليون فرد.

أما العربية فجاءت في المركز السادس بـ 274 مليون متحدث، كما لن يتغير وضعية المطربة الكولومبية شاكيرا، ذات الأصول اللبنانية و العربية، و طليقة لاعب برشلونة بيكي، ولأن شاكيرا هي شاكيرا فقد حلت الأولى في عدد المتابعين والمعجبين بها عبر العالم بـ 124 مليون شخص، تليها غريمتها ريحانة بـ 104 مليون متابع، ثم سيلينا غوميز بـ 89 مليون متابع.

ليبقى أطرف تعليق هو ما تعلق بقائمة الدول الأكثر أمانًا والتي تصدرتها "أندورا " متبوعة بالإمارات العربية المتحدة وبقطر ثالثة، إذ علّق أحدهم: "هذه أول مرة أعرف فيها بأن أندورا دولة"، طبعا لا يعرف كثيرون عن هذه الدولة الصغيرة الحبيسة بين فرنسا و إسبانيا شيئًا سوى فريقها لكرة القدم الذي جرت العادة أن يخسر مبارياته الكروية ضد الفرق الأوروبية المعروفة بخمسة مقابل لا شيء.

أثار الموقع البريطاني قبل فترة جدلًا كبيرًا بعدما قدم لائحة من 20 بلدًا اعتبرها بين الأكثر الدول تدينًا في العالم

أحد البلدان احتل الرتبة السادسة بين الدول الأكثر أمانًا، ويسمى إيزل مان، أي "جزيرة الرجال"، هنا، قد يعلّق البعض بأن هذه التسمية لعبت دورًا كبيرًا في تصنيف هذا البلد في مراتب متقدمة للدول الآمنة، وربما لوجود رجال كثر به.