21-أبريل-2023
تبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر (فيسبوك/الترا جزائر)

تبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر (فيسبوك/الترا جزائر)

طُلوع شمس يوم عيد الفطر، هو إيذان ببداية يوم منذور للبسمة والفرح، إذ تعمرُ المساجد منذُ الفجر، وتصدح الحناجر بابتهالات العيد الشهيرة وكأنها تأذن للعيد أن يدخُل البيوت وينثر فيها بهجته.

يُطلق الجزائريون على عيد الفطر في قاموسهم الشعبي اسم "العيد الصغير"، ويُقابله  في التسمية "العيد الكبير" في وصفهم لعيد الأضحى

نرصدُ هنا أبرز خمس عادات تصنع أجواء العيد في الجزائر، ويتشارك فيها كثير من الجزائريين في أغلب المناطق.

صور صلاة العيد

غالبًا، حين تتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي خلال صباح العيد، أول ما يلفت الانتباه صور صلاة العيد التي تقام في مساجد عامرة بالمصلين، وتنتشر صور المصلّين المتأنقين وابتهالات قادمة عبر مكبرات الصوت، إذ تعتبر صلاة العيد فرصةً أيضا لتبادل التهاني بالعيد السعيد.

أقيمت صلاة العيد هذا العام على الساعة السادسة وخمسة وأربعين دقيقة، حيث توافد المصلون للمساجد قبل ذلك، ليشاركوا في أداء ابتهالات العيد، ولينصتوا لخطبة الإمام، قبل أن يتبادلوا التهاني وينصرفوا لزيارة الأقارب والأحباب.

حلوى العيد

يُطلق الجزائريون على عيد الفطر في قاموسهم الشعبي اسم "العيد الصغير"، ويُقابله  في التسمية "العيد الكبير" في وصفهم لعيد الأضحى، وإن كان هذا الأخير مرتبطًا باللحم وموائد الشواء فإن بهجة عيد الفطر تُعجن بأصناف الحلويات التي تحرص العائلات الجزائرية على تحضيرها.

عيد الفطر في الجزائر هو عيد الحلويات بامتياز، إذ يبدأ التحضير لها خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث تحضّر النسوة خمسة أو ستة أصناف من الحلويات الجزائرية الأصيلة، لتزيّن الصينية التي يبدأ بها نهار العيد مع كوب حليب، كما يخصّص منها بعد الصحون التي تقدّم للجيران والأحباب كهدية وعربون محبّة في يوم العيد.

وتختلف صنوف الحلويات التي تحضّرها العائلات باختلاف عادات وتقاليد المناطق الجزائرية، لكن هناك أنواع يتم تحضيرها عبر ربوع الوطن كافةً كالمقروط، والبقلاوة، والتشاراك، وحلوى الطابع والعرايش والقريوش وغيرها.

مائدة غداء خاصة

تعتبر وجبة الغذاء طقسًا مقدّسًا لدى العائلات الجزائرية يوم العيد، إذ يلتقي جميع أفراد العائلة حول مائدة الغداء، وتتفنّن ربّات البيوت في إعداد أشهى الأطباق التي ستزيّن لمة العائلة.

  وتختلف وجبات الغذاء التي تعدّها العائلات، حيث نجد طبق "الرشتة" في العاصمة، بينما تحضّر عائلات أخرى وسط البلاد وفي منطقة القبائل طبق "الكسكسي" ، فيما يحضر طبق "الشخشوخة" شرق البلاد ، و"البركوكس" في المناطق الغربية.

زيارة المقابر

تعدّ صلة الرحم من مظاهر عيد الفطر في الجزائر، إذ تمتلئ الشوارع بوفود الزائرين لعائلاتهم وأقاربهم، كما أن القاطنين بعيدًا عن أهاليهم يستغلون عطلة العيد لمقاسمة فرحته معهم.

ووسط فرحة العيد، لا ينسى الجزائريون موتاهم، إذ تقوم العائلات الجزائرية بزيارة المقابر سواءً في اليوم الأول أو الثاني من عيد الفطر، حيث تعتبر المقبرة في بعض المناطق مكانًا للقاء وتبادل تهاني العيد وتوزيع الحلوى.

يُقبل أرباب البيوت على إدخال الفرحة لقلوب ربّات البيوت، بمنحن هدية أو مبلغًا ماليًا عرفانًا بجهودهن في خدمة أهل البيت طيلة شهر رمضان

حق الملح

صبيحة يوم العيد، يُقبل أرباب البيوت على إدخال الفرحة لقلوب ربّات البيوت، بمنحن هدية أو مبلغًا ماليًا عرفانًا بجهودهن في خدمة أهل البيت طيلة شهر رمضان، و تعرف هذه العادة الأندلسية التي تأصلت وسط المجتمع الجزائري منذ قرون بـ "حق الملح"، أو "حق العشرة"، أو "حق التكبيرة".

يُقبل أرباب البيوت على إدخال الفرحة لقلوب ربّات البيوت، بمنحن هدية أو مبلغًا ماليًا عرفانًا بجهودهن في خدمة أهل البيت طيلة شهر رمضان

 وتتلخّص هذه العادة النبيلة في قيام الرجل في منح زوجته أو والدته أو أخته مبلغ من المال أو هديةً من الذهب لصبرهن خلال أيام شهر رمضان وتحمّل لمشقة الصوم من جهة، وتحضير أشهى الأطباق إكرامًا للصائمين من العائلة.