24-سبتمبر-2022
مشهد من فيلم ما زلت أختبئ لكي أدخن (يوتيوب)

هن أسماء النسوية في الجزائر تألقن في السينما والتلفزيون وخشبة المسرح، وبعضهن سطعن تحديدًا في مجال الكوميديا وصنعن البسمة على وجوه الجزائريين في كل الأوقات وخاصة في محنة العشرية السوداء التي شهدتها البلاد.

صنعت الفنانة بيونة جدلًا واسعًا في الأوساط الفنّية والإعلاميةبسبب تأديتها لأدوار جريئة في بعض الأفلام

من الممثلات اللاتي تألقن في عالم الفكاهة ونقشن أسماءهن في ذاكرة الأفلام الكوميدية والتلفزيون بالجزائر، وبصفة عامة في ذاكرة الفن الجزائري، منهن من فارقن الحياة، لكن حاضرات في وجدان وقلوب الجماهير، ومن هن من لا تزال تكتب صفحات النجاح والشهرة.

وردية حميطوش

 سيدة الكوميديا وفنانة كبيرة لها بصمة لا تمحى في السينما والتلفزيون والمسرح، ما يزال الجزائريون يرددون جملًا شهيرة قالتها في أفلام حققت نجاحًا باهرًا وانتشارًا واسعًا، مثل عباراتها " وليدي نهار زاد زاد كي الببون"، "اخليك ضحك يا وجه الموفيصا"...في فيلم "الطاكسي المخفي" بطولة عثمان عريوات وإخراج بن عمر بختي.

وردية حميطوش

الراحلة وردية حميطوش التي توفيت في يناير/جانفي 1991، بفرنسا، من مواليد الجزائر العاصمة عام 1931، تنحدر أصولها من تيزي وزو، عملت وردية منظفة في مستشفى مصطفى باشا، في سنوات الدراسة، لكن تمكنت من العمل في الإذاعة، ثم الانتقال إلى مجال التمثيل، حيث تألقت وبرزت وعانقت النجومية بأدوار خالدة في أعمال بارزة شكلت مع أعمال مخرجين وممثلين آخرين كبار العصر الذهبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني بالجزائر.

من أعمال وردية حميطوش في السينما "الطاكسي المخفي" (1989)، "ليلى والأخريات" 1977، "سقف وعائلة" لرابح لعراجي (1982)، "حسن النية"، "خوذ ماعطاك الله" (1981) لحاج راحيم، " من هوليود إلى تمنراست" (1991).. وغيرها، كما صنعت الحدث ببرنامجها الفكاهي "قابسة شمّة" الذي كانت تقدمه على شاشة التلفزيون الجزائري سنة 1990.

بيونة

 اسمها الحقيقي باية بوزار، من مواليد 13 أيلول/سبتمبر 1952، فنانة من طينة الكبار، ومحبوبة الجزائريين، تعد الرقم واحد في تصنيف الممثلات الكوميديات، لا تزال تبدع في الشاشة رغم تقدمها في السن.

بيونة فنانة بقبعتين، مغنية وممثلة، عملت داخل وخارج الجزائر، مع مخرجين معروفين، وقدمت أدوارًا مختلفة سينمائيًا ومسرحيًا وتلفزيونيًا، كما صنعت الجدل في الأوساط الفنّية والإعلامية بسبب موقفها الداعمة للمرأة وللحريات الشخصية وبسبب أيضًا تأديتها لأدوار جريئة في بعض الأفلام.

 إنسانيا بقدر ما كانت بيونة جريئة بقدر ما تتحلى بطيبة كبيرة ومرح لامتناهي، خفيفة الروح والظل، بشوشة ومبتسمة دائمًا.

 بدأت بيونة التي تنحدر من عائلة فنّية حياتها مع الفن مغنية وراقصة في الأعراس بالعاصمة، ثم انضمت إلى فرق موسيقية سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وأدّت ألوان موسيقية معينة مثل الشعبي والحوزي والأندلسي، وغنّت مع فضيلة دزيرية وفنانين آخرين، قبل أن تؤسس فرقتها الموسيقية، وهنا أصبحت تنشط في الحفلات والفعاليات الفنّية.

ومن الموسيقي، جرّبت بيونة عام 1973، حظها في التمثيل، باقتراح من الراحل مصطفى بديع، ووقّعت أول مشاركة لها في مسلسل  "الحريق" لمصطفى بديع وجسدت دور "فاطمة"، ثم شاركت في فيلم "ليلى والأخريات" عام 1978، ثم بدأت تحقق النجاح خطوة خطوة، خاصة بعد هجرتها إلى فرنسا إبّان سنوات العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، فوقعت حضورها في ثلة من الأعمال المسرحية والسينمائية أبرزها  فيلم " حرم عصمان"، وفيلم "تحيا الجزائر"، كما وقفت على الخشبة إلى جانب محمد فلاّق وقدمت عدّة مسرحيات، لكن بعد استقرار الوضع في البلاد عادت إلى الجزائر وكانت نجمة سلسلة "ناس ملاح سيتي" لجعفر قاسم، وكان ذلك بين عامي 2002 و2003.

ولم تتوقف بيونة عن التألق والحضور في الأعمال الفنّية إلى غاية اليوم، فمن بين ما قدمته في العشريتين الأخيرتين مشاركتها في سلسلة " باب الدشرة"، مسلسل "الجيران"، السلسلة التونسية "نسيبتي لعزيزة".. وغيرها. إضافة إلى ألبومين موسيقيين هما " راد زون" و" شقراء القصبة"..إلخ.

وفي نيسان/أفريل الماضي، كرّمت بيونة في مهرجان إيمدغاسن الدولي للأفلام القصيرة بباتنة، وسط سعادة كبيرة غمرتها، وهو احتفاء جاء بعد أن احتفي بأسابيع قليلة فقط في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بمصر في طبعته الـ11.

نوال زعتر

نوال زعتر واسمها رقية من أم سورية تسمى زينب، عاشت يتيمة الأب، ممثلة جزائرية معروفة في الوسط الفني ومحبوبة لدى الجزائريين، ولدت عام 1957 وتنحدر أصولها من مدينة آفلو بالأغواط.

بدأت نوال زعتر قصتها مع التمثيل، بطلة في فيلم "ريح الجنوب" (1975)، وعمرها 18 سنة، ثم مارست المسرح، واختيرت بعدها للمشاركة في فيلم "زينة".

ورغم نيل التهميش منها في بعض مراحل حياتها إلا أنّ بصمتها راسخة في ريبرتوار الأعمال الدرامية والفكاهية الجزائرية أيضا، فتألقت في عدّة أعمال تلفزيونية أخرى مثل "ماك ديدين" رفقة كمال بوعكاز وعثمان بن داود، "أولاد الحومة"، "زين صحتك"، "اللاعب"، السلسلة الفكاهية، "أعصاب وأوتار"، سلسلة "بوقرون"، " زوجان في حيرة" مع الفنان الراحل عمر قندوز، " أم هاني".. وغيرها.

وعملت نوال زعتر في الإذاعة الجزائرية التي دخلتها عام 1982، وقامت بتسجيل مسرحيات ومسلسلات إذاعية رفقة عمالقة الفن الجزائري أمثال الراحلة فريدة صابونجي، التي توفيت في الـ17 أيلول/سبتمبر الجاري عن عمر ناهز 92 عامًا.

وكانت نوال زعتر من الممثلات القليلات اللاتي قررن ارتداء الحجاب، وقد فعلت ذلك عام 2012 بعد عودتها من أداء عمرة في البقاع المقدسة، وقد وضعت بحسب تصريحات صحفية سابقة لها "الحجاب" كشرط أساسي لا يناقش أمام المنتجين والمخرجين للمشاركة في أعملهم، واستمرت في ارتداء الحجاب إلى عام 2016، حيث قررت نزعه بداعي عارض صحي. كما أعلنت في تلك الفترة اعتزالها لكنها تراجعت عن الأمر.

فاطمة حليلو

من مواليد 1955، بمدينة رأس الوادي ببرج بوعريريج (240 كلم شرق الجزائر)، عشقت الفن فوهبت حياتها له ولجمهورها الذي يحبها ويحب أعمالها الكوميدية المسرحية والتلفزيونية.

فاطمة حليلو أو فطومة المسرح كما سمّاها الكاتب والناقد المسرحي علاوة وهبي في إحدى مقالاته، بدأت مسيرتها الفنّية من مسرح مدينة الجسور المعلقة قسنطينة سيرا على خطى شقيقتها دليلة حليلو، وتعلقت بمدينة الصخر العتيق ومسرحها، وفنانيها أيضا، فجلّ مشوارها كان بهذه المدينة الجميلة.

فاطمة حليلو مبدعة أنجبتها برج بوعريريج وتبنتها قسنطينة، كانت جزء لا يتجزأ من الإنتاجات المسرحية التي ينتجها مسرح قسنطينة الجهوي، والذي يحمل اليوم اسم عميد وملك المالوف محمد الطاهر الفرقاني، فشاركت في أغلبها، ثم انتقلت إلى التلفزيون، وبرزت بشكل لافت في سلسلة "أعصاب وأوتار" للمخرج محمد حازورلي، وتمثيل نخبة من الممثلين على غرار عنتر هلال، حسان بن زراري، رشيد زيغمي، نورالدين بشكري، فتيحة سلطان، علاوة زرماني..إلخ.

ساهمت فاطمة حليلو في رسم البسمة والفرحة على وجوه الجزائريين سنوات التسعينيات من القرن الماضي من خلال مسلسلات كوميدية واجتماعية شاركت فيها وفي مقدمتها " أعصاب وأوتار"، "ريح تور"، "عيسى سطوري"، "ماني ماني"، "قوربي بالاص"، "بوزيد دايز"، "يا عامر ياناسي".. وغيرها.

فاطمة حليلو واحدة من أيقونات الفن الجزائري، فنانة لم تغيرها الظروف ولا الزمن، بقيت وفية لجمهورها ولتقاليدها، متواضعة وابنة الشعب، عفوية وتلقائية في أداء الأدوار.

بختة بن ويس

بختة ممثلة وفكاهية من وهران غرب الجزائر، ولجت عالم التمثيل وهي في عمر الـ13 ربيعا، حيث بدأت بممارسة المسرح المدرسي، بوهران، حيث ذكرت مصادر إعلامية أنّ أستاذها في المدرسة الابتدائية كتب نصا مسرحيا قصيرا، ووقع الاختيار على بختة لتجسيدها على الخشبة.

وقبل أن تنتقل إلى التلفزيوني، انضمت في بداياتها إلى فرق مسرحية من بينها فرقة "التضامن"، ثم جاءتها الفرصة لتكون واحدة من نجوم الفكاهة في الغرب الجزائري من بوابة ثلة من الأعمال الكوميدية التلفزيونية مثل "ثلاثي الأمجاد" مع الراحل هواري بوضو (محمد جديد)، وعبد القادر ونورالدين.

في لقاء تلفزيوني مع قناة خاصة قالت بختة حول قصتها مع التمثيل: "في المدرسة والمتوسطة كنّا نحتفل بنهاية السنة الدراسية، ومع تلاميذ آخرين اختارني المعلّم وقدمنا مسرحية حول حياة الفقير".

بختة في بداية التسعينيات درست الإعلام الآلي بدار الشباب، وهناك كانت فرقة مسرحية تقوم بالتدريبات، فشدّها صوت الممثلين وهم يتدربون على أدوارهم، فطلبت من الحارس أن تدخل إلى القاعة، فسمح لها بذلك، فشاهدت فرقة عناصر "التضامن" التي يرأسها الممثل حرودي، والذي اقترب منها وسألها إن كانت تريد خوض تجربة مع الفرقة فوافقت مباشرة.. ومنذ تلك اللحظة كانت انطلاقتها في الفن".

من أشهر الأعمال التي برزت فيها الفنانة بختة "ثلاثي الأمجاد" و"عمارة الحاج لخضر"

بيونة