30-مايو-2022
القمح الروسي

(الصورة: Getty)

أكد محمد لطفي غرناوط، أستاذ للعلوم الزراعية والإنتاج الحيواني والاقتصاد الزراعي الأوروبي بفرنسا، أن الجزائر "بمنأى" عن انعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية على سوق القمح العالمي.

غرناوط لـ "الترا جزائر": الجزائر رغم أنها خامس أكبر بلد مستورد للقمح إلّا أنها  تعتمد على تنويع مصادر قمحها المستورد

وقال غرناوط في تصريحات لـ "الترا جزائر" إنه "كان من المتوقع أن تكون هناك انعكاسات كبيرة للأزمة الروسية الأوكرانية على الكثير من دول العالم، خاصة ما تعلّق بالأمن الغذائي لهذه الدول" مضيفا: "روسيا وأوكرانيا تسيطران على أكثر من ثلث سوق القمح عالميًا".

وتابع: "حتى الدول الأوروبية الأخرى المنتجة والمصدرة للقمح تعتمد على روسيا في جانب المواد الطاقوية وكذا المواد الأولية الزراعية".

وفي الصدد، عاد المتحدث للكلام عن قرار روسيا بيع القمح بعملة الروبل الروسية، قائلا ""نيّة روسيا في إقرار التعامل بالروبل فيما يخص عمليات تصدير القمح، أتى تأكيدًا لقرارها السابق بالدفع بالروبل للدول غير الصديقة، وهذا جاء ردًا على رفع الغرب لوتيرة العقوبات المُسلطة على روسيا".

وتوقع غرناوط أن ترتفع أسعار القمح بعد القرار الروسي، خاصة بعد تراجع الهند على تصدير القمح إلا لدول لقليلة.

واستبعد المتحدث أن تتأثر الجزائر بهذه القرارات، معتبرًا أنها "بمنأى عن كل هذه العاصفة التي سببتها الأزمة الروسية الأوكرانية على صعيد القمح والطاقة".

وبرّر محدّث "الترا جزائر" كلامه بالقول: "الجزائر رغم أنها خامس أكبر بلد مستورد للقمح إلّا أنها  تعتمد على تنويع مصادر قمحها المستورد"، معتبرًا ذلك "من الاستراتيجيات التي تؤمّن غذاء الجزائريين".

وأوضح أستاذ العلوم الزراعية بالجامعة الفرنسية، "الجزائر تقتني القمح من أزيد من 20 دولة، كليتوانيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وكذلك فرنسا، فحتى في أسوء الحال ستكون فرنسا موردًا رئيسيًا للجزائر التي تعتبر الجزائر سوقًا ذا أولويّة لدى الموردين الفرنسيين".

هنا، كشف غرناوط أن الجزائر لم تقم باستيراد القمح من روسيا إلاّ مرّة واحدة خلال الخمس سنوات الأخيرة لأن "القمح الروسي لم يكن يتوافق مع دفتر الشروط الجزائري".

ولفت إلى أنه "من جهة ثانية الجزائر في حالة أريحية مالية، حتى وإن ارتفعت تكاليف القمح، فلها من الإمكانيات التي تواجه بها هذا الارتفاع، كما أنها قامت بإجرءات استباقية من أجل تأمين مخزونها الاستراتيجي من القمح".

وفي السياق ذاته، أبرز المتحدث أن "الجزائر تملك علاقات دبلوماسية حسنة، كما أنها شريكٌ طاقوي مِحوري للكثير من الدول"، ما يجعلها بعيدة كل البعد عن أي تأثر في أمنها الغذائي.

وأشار أيضًا إلى أنه من الناحية التقنية، "تمتلك الجزائر أيضا إمكانات تخزين عالية، حيث رفعت من شبكة التخزين في السنوات الأخيرة، ولا بدّ من تطوير هذا الجانب أكثر تفاديًا لأية أزمة عالمية قادمة".