01-أكتوبر-2022
ومضة إشهارية لقميص المنتخب الجزائري (الصورة: انستغرام)

ومضة إشهارية لقميص المنتخب الجزائري (الصورة: انستغرام)

طالب المغرب شركة "أديداس" للألبسة الرياضية، بسحب قميص الإحماءات الخاص بالمنتخب الجزائري لكرة القدم، بدعوى أن تصميمها مستوحى من الزليج المغربي، معتبرًا ذلك "سرقة ثقافية"، الأمر الذي فجّر جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

رئيس نادي المحامين بالمغرب:  الأمر يتعلق بعملية استيلاء ثقافي ومحاولة السطو على أحد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي

وقال مراد العجوطي، رئيس نادي المحامين بالمغرب، في تغريدة له على تويتر، إن وزارة الثقافة المغربية كلفته بتوجيه إنذار قضائي للممثل القانوني لشركة "أديداس"، بخصوص استعمال ما سمته "أنماط للتراث الثقافي المغربي (الزليج المغربي) في تصاميم خاصة بقمصان رياضية مع نسبها لبلد آخر".

وأضاف في "تغريدة" أخرى: "قمنا بتنبيه الشركة إلى أن الأمر يتعلق بعملية استيلاء ثقافي ومحاولة السطو على أحد أشكال التراث الثقافي المغربي التقليدي، واستخدامها في خارج سياقها، مما يساهم في فقدان وتشويه هوية وتاريخ هذه العناصر الثقافية".

وكانت شركة "أديداس"، المموّن الرسمي للمنتخب الجزائري بالعتاد الرياضي قد كتب في منشورعلى انستغرام لدى عرضه للقمصان الجديدة التي سيرتديها رفقاء نجم السيتي رياض محرز إن القمصان "تشكيلة أنيقة مستوحاة من التصاميم العريقة لقصر المشور في مدينة تلمسان".

من جهته كتب عبد اللطيف بوقطاية "ويتبادر إلى أذهاننا أيضًا عند رؤية القميص آثار قلعة بني حماد التي تعود إلى بداية القرن الحادي عشر وهي العاصمة الأولى لدولة بني حماد الجزائرية".

وأضاف "تمثل هذه القلعة المرجع الأول لعدة فنون معمارية انتقلت فيما بعد إلى الأندلس وازدهرت هناك ومن بين هذه الفنون نجد الزليج الذي تعد قلعة بني حماد النموذج الأول في بلاد المغرب والأندلس".

فيما دوّن الصحفي المغربي إسماعيل عزام قائلًا "شعوب هذه المنطقة كانت سابقًا، قبل الاستعمار، تشترك في الكثير من العادات والثقافات، جاء الاستعمار وخلق الكثير من الحزازات، ثم تدهورت العلاقات المغربية- الجزائرية منذ الستينيات".

وتابع " لكن قبل كل هذا، فالتراث فيه الكثير من المشترك ومنه أطباق شهيرة كالكسكس وطرق الاحتفاء بحفلات الزفاف والتدين الصوفي وكثير من العادات الأمازيغية وغير ذلك، ويومًا ما ستنتهي هذه السجالات السياسية وسيعود للمشترك مكانه ودوره".

الصحافي إسماعيل عزام: الخاسر الأكبر هي الثقافة التي كانت دائما عامل تجميع لا عامل تفريق

وختم "مؤسف للغاية أن تتسبب وزارة الثقافة، في خلق نقاش شوفيني مليء بالكراهية في الشبكات الاجتماعية، بدل أن ترقى بالنقاش السائد إلى ما هو فوق هذه المشاحنات المستمرة. ستنتهي الضجة سريعًا وسيستمر المنتخب الجزائري بارتداء هذه القمصان، كما يمكن للمغرب بدوره أن يصمم قمصانًا عليها رسوم الزليج، ويبقى الخاسر الأكبر هي الثقافة التي كانت دائمًا عامل تجميع لا عامل تفريق".