"لن ننسى بن حمودة، فهو حاضر في بالنا دائمًا، يوم أمس تحدثت مع عائلته وقد عاهدناهم بأن نحقق التتويج ونهديه لروحه"، كان هذا تصريح الناخب الوطني مجيد بوقرة في آخر ندوة صحفية له قبل نهائي الـ"شان".
والد بن حمودة هو من سيحمل كأس البطولة القارية في حال تتويج "الخضر" كعربون وفاء للراحل "بلالو"
وكلام "الماجيك" عن الراحل بن حمودة، ليس الأوّل، منذ انطلاق بطولة أمم أفريقيا للمحليين في الـ13 كانون الثاني/جانفي الماضي، بل هو تذكير متجدّد للوعد الذي قطعه على نفسه منذ مدّة وهو أن يتوّج "الأفناك" باللقب تخليدا لروح بن حمودة.
سنهدي التاج لروحه
بعد مباراة "المحاربين" ضد منتخب النيجر، وحين بدأ مجيد بوقرة يرى حلم اللقب مُرتسمًا على بعد 90 دقيقة فقط، قال في ندوته الأخير (قبل النهائي): "أتمنى أن نكون المنتخب المتوّج، وفي حال تم ذلك سيكون والد الراحل بن حمودة من سيرفع الكأس، نحن لن ننساه أبدًا".
لقد زيّنت صورة "بلالو" كما تغنّى به جماهير ناديه اتحاد العاصمة، قائمة لاعبي المنتخب الذين استدعاهم بوقرة للدفاع عن الألوان الوطنية في المنافسة القارية، صورة بالأبيض والأسود للاعب يبدو أن علاقته مع "الكوتش مجيد" أكبر من علاقة لاعب بمدرّبه.
لم يغِب اسم فقيد الكرة الجزائرية بلال بن حمودة على أحاديث الناخب الوطني، مجيد بوقرة، خلال ندواته التي تسبق أو تلي مباريات الخضر في منافسة بطولة أفريقيا للاعبين المحليين.
حديث بوقرة عن لاعبه الراحل كان دائمًا يحمل في ثناياه حزنًا كبيرًا على مشروع لاعب واعدٍ رحل مبكّرًا، لذلك يريد "الماجيك" أن يعيش لحظة ظلّ يتخيّلها منذ أشهر، حين يُعلن الحكم نهاية المباراة الختامية لـ"الشان" ويتّجّه زملاء الهداف أيمن محيوس لاستلام ميدالياتهم الذهبية، لتأتي لحظة رفع التاج الأفريقي، وعلى غير العادة لن يتقدّم قائد الفريق لرفعها، بل سيظهر من وراء الحضور رجل بنظارتين غزا الشيب شعره ليحمل كأس الذهب، ذلك الرجل هو والد بلال بن حمودة، وتلك هدية لاعبي المنتخب المحلي لزميلهم الذي غادرهم يومًا واحدًا بعد أن فرِحوا معه بهدفه في مرمى منتخب الكونغو الديمقراطية.
ملاك على قميص "الخضر"
في المباراة الافتتاحية لبطولة أفريقيا للاعبين المحليين كان بن حمودة حاضرًا كعادته، فبعد نهاية المباراة وفوز "الخضر" بهدف واحد ضد "فرسان المتوسط"، نشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم صورة لزملاء القائد عبد اللاوي وهم يحتفلون بقميص أسود مدوّن عليه "لن ننساك يا بلال" وظهر في تلك الصورة والد اللاعب الراحل الذي تمّت دعوته لحضور الافتتاح كضيف شرف.
وفي مباراة "الخضر" ضد إثيوبيا، حمل لاعبو المنتخب المحلي قميصًا أيضًا تبدو عليه صورة بن حمودة مع نفس العبارة، ليكون "بلال" حاضرًا في الصورة الرسمية للمنتخب في تلك المباراة، إنه نوع من التخليد الذي يريده "المحاربون" لزميلهم الذي ترجّل في نصف الطريق.
رحيل مبكّر
غادر بلال بن حمودة الحياة في ساعة مُبكّرة من صباح الجمعة 10 حزيران/جوان 2022، إثر حادث مرور، وهو في طريقه إلى منزله رفقة صديق له، بعد خوضه مباراة المنتخب الوطني المحلّي ومنافسه الكونغولي، سجّل فيها إحدى أهداف "الخضر" الثلاثة.
بعد انتشار الخبر، عمّ حزن كبير في الأوساط الرياضية الجزائرية، على رحيل لاعب خلوق وقادم بقوّة، بعد أن كسب مكانة أساسية في تشكيلة المنتخب المحلي، غادر ابن مدينة حجوط وفي مسيرته 93 مباراة مع ناديه اتحاد العاصمة سجّل خلالها 11 هدفًا.
بينما بصم اسمه مع كتيبة بوقرة بستِ مباريات، سجّل خلالها هدفان، أحدهما ضربة جزاء ضد الكونغو الديمقراطية في نفس الليلة التي رحل فيها.
