08-مارس-2024
(صورة أرشيفية/ رياض قرامدي/أ.ف.ب)

(صورة أرشيفية/ رياض قرامدي/أ.ف.ب)

يبدو أن حلول الشهر الفضيل هذه السنة تزامن مع دخول كميات معتبرة من اللحوم المستوردة وإغراق السوق بمختلف الأصناف السودانية والأسبانية والهندية والأمريكولاتينية، وهذا لوأد الندرة وضمان رمضان هادئ دون ارتفاع في الأسعار، وهو ما توحي المؤشرات الأولى بأن وزارة التجارة نجحت فيه هذه السنة ولأول مرة.

انتهجت الوزارة سياسة إغراق الأسواق بمختلف المواد ذات الاستهلاك الواسع

وانتهجت الوزارة سياسة إغراق الأسواق بمختلف المواد ذات الاستهلاك الواسع، بما فيها اللحوم الحمراء 45 يومًا قبل الشهر الفضيل، مع جرد دقيق لاحتياجات الجزائريين خلال شهر الصيام وقطع الطريق أمام المضاربين بإيفاد أعوان الرقابة إلى الأسواق، والذين يزيد عددهم عن 1000 عون.

كما تبنت الوزارة سياسة تنويع مصادر استيراد اللحوم لجعل الخيار واسعًا أمام المواطنين. وفي حين يميل الكثير من الجزائريين إلى اللحوم السودانية ويعتبرونها أقرب إلى المطبخ الجزائري في رمضان، تجزم وزارة التجارة أن كافة أنواع اللحوم المستوردة تتسم بنفس الخصائص حيث أنها ذات جودة عالية ومطابقة لشروط الذبح ومعايير النحر في الشريعة الإسلامية ومنتقاة بعناية لولوج السوق الجزائرية.
فما هي اللحوم التي يفضلها الجزائري في رمضان؟ ولماذا يميل إلى صنف معين دون الآخر؟ وما الفرق بين مختلف الأصناف المستوردة؟
الجزائريون واللحوم

وبالرغم من أن اللحوم المستوردة في إطار تغطية الطلب المتزايد لهذه المادة في شهر رمضان خاضعة للرقابة المشددة من حيث النوعية، كما تتطابق مع احكام الشريعة الاسلامية في الذبح، الا ان المستهلك الجزائري، يقول رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، لا يزال يفضل اللحوم السودانية.

ويؤكد محدث" التر جزائر"، أن الحكومة ممثلة في وزارة التجارة وترقية الصادرات اتخذت جملة من التدابير قبيل شهر رمضان الفضيل بهدف تحقيق الوفرة في المنتجات على رأسها اللحوم الحمراء، حيث تقرر يضيف زبدي استيراد كميات كبيرة من هذه المادة من عدة دول على غرار البرازيل والأرجنتين والهند وإسبانيا والسودان وكلها لحوم ذات نوعية وجودة.

وحسب استطلاع اولي اجرته المنظمة حول نوعية اللحوم التي يحبذها الجزائري فقد تبين أن اللحوم التي تتلائم مع مقومات المجتمع ويرتاح لها المستهلك نفسيًا، ويقصد بذلك يقول رئيس منظمة حماية المستهلك اللحوم التي تأتي من دول إسلامية على غرار لحوم السودان.
ويشير زبدي الى أن المنظمة سبق وأن اكدت عبر صفحتها الرسمية ان كل اللحوم المستوردة تخضع لنفس المعايير سواء من حيث الجودة والنوعية او فيما يخص مطابقتها لتعاليم الشريعة الإسلامية في عملية الذبح.

ومن بين اللحوم التي يفضلها بعض المستهلكين اللحوم البرازيلية خاصة وان فئة كبيرة من الجزائريين سبق لهم وان استهلكوا هذا النوع في وقت سابق وكان له اثر ايجابي، تليها اللحوم الاسبانية التي تلقى طلبا هي الأخرى في الأسواق.

أما بالنسبة لاختيار اللحوم بناءً على الأسعار قال زبدي إن أسعار هذه الأخيرة مسقفة ولن تتجاوز 1200 دينار للكيلوغرام الواحد بالنسبة ش لـ "المبردة سوفيد" إما اللحوم بالعظام فسعرها حدد بـ 1300 دينار للكيلوغرام الواحد. بالمقابل، يقول مدير تنظيم الأسواق والنشاطات بوزارة التجارة أحمد مقراني أن اختيار اسبانيا لاستيراد اللحوم الحمراء والبيضاء خلال شهر رمضان، جاء بالنظر الى نوعية منتجات هذه الدول وقربها من الجزائر قائلًا: "مدة وصول اللحوم من هذه الدولة لم تتجاوز 24 ساعة"

وأوضح مقراني في افادة لـ :" الترا جزائر" أن مصالح وزارة التجارة اتخذت جملة من التدابير لضمان تموين السوق بالمواد واسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان منها اللحوم الحمراء التي يتوقع ان تصل 7500 طن، وهي كمية من شأنها تغطية احتياجات الجزائريين.

وأوضح المتحدث، أن الحكومة اختارت عدة وجهات لاستيراد هذه المادة منها دول أميركا اللاتينية على غرار البرزايل نظرًا لجودة منتجاتها والاتفاق المسبق على أسعارها".
موضحًا أن المستهلك الجزائري يثق بالمنتجات التي تستوردها بلده خاصة اللحوم بكافة أشكالها لاسيما وأن هذه الأخيرة تخضع لشروط صارمة تضمن الجودة والنوعية والأسعار المناسبة .
وبخصوص أسعار هذه الاخيرة قال محدثنا ان مسقفة ولم يمكن لاي تجار التلاعب بها، كاشفا عن تجنيد ألف عون رقابة للوقوف على الأسعار وجودة المنتجات في شهر رمضان.

وفرة اللحوم في رمضان

من جهته، طمأن الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين عصام برديسي بوفرة كل أنواع اللحوم خلال شهر رمضان البيضاء والحمراء على حد سواء، مؤكدًا أن المقاربة الاقتصادية التي انتهجتها السلطات العمومية بفتح الباب أمام الاستيراد ساهم الى حد كبير في استقرار الأسواق

أوضح برديسي في إفادة لـ : "الترا جزائر" أن قضية نقص اللحوم وارتفاع أثمانها خلال شهر رمضان لن يكون مطروحًا بعد الإجراءات الأخيرة التي أقرتها الحكومة من خلال فتح الباب أمام استيراد كميات كبيرة من اللحوم من البرازيل والسودان والهند واسبانيا مؤخرًا

وأشار المتحدث أن هذه الكميات التي تصل الى حدود 100 الف طن ستغطي الطلب الكبير على هذه المادة.

كما توقع برديسي تراجعًا في أسعار اللحوم المحلية التي يفوق سعرها 2500 دينار بسبب المنافسة الكبيرة التي ستكون بعد دخول كميات كبيرة من اللحوم المستوردة والتي تم تسقيف سعرها ب1200 دينار للكيلوغرام الواحد، ونفس الشئ بالنسبة للحوم البيضاء فبعد السماح باستيراد الدواجن من إسبانيا يرتقب ان يعرف السوق خلال شهر رمضان استقرار نسبيًا.

بدريسي: يبدو أن حلول الشهر الفضيل هذه السنة تزامن مع دخول كميات معتبرة من اللحوم المستوردة وإغراق السوق بمختلف الأصناف

وأرجع المتحدث ذلك إلى العمل الاستباقي الذي باشرته وزارة التجارة بالتنسيق مع التجار من خلال الاجتماعات الاستباقية بخصوص تسقيف هوامش الربح والنظر في انشغالات المهنيين ودراسة الاختلالات التي كانت عليها السوق في السنوات الماضية.
بالمقابل، دعا برديسي التجار إلى التحلي بالضمير الوطني والمهني من أجل أخلقة العمل التجاري وعقلنة الاسعار ومحاربة الغش.