09-أبريل-2024
(الصورة: الترا جزائر) ملابس النساء الجزائريات في عيد الفطر

(الصورة: الترا جزائر) ملابس النساء الجزائريات في عيد الفطر

اعتادت الأسرة الجزائرية مع حلول الأعياد الدينية على شراء كسوة العيد لمختلف الأفراد، خاصة الأطفال منهم، إذ تبقى هذه العادة مقدّسة جدًا، فلا يحلو العيد إلا برؤية الأطفال فرحين بلباسهم الجديد.

تهتم المرأة كثيرًا بلباس العيد المنزلي الذي تستقبل به ضيوفها خلال الزيارات التي لا تتوقف طيلة اليوم، كما أنها غالبًا ما تختار منها اللباس المحلي الجزائري كالجبةوالبدعية والجلابة والقندورة والملحفة

مع ذلك، تبقى جبة العيد الجزائرية من أجمل الألبسة التي تزين نساء البيت وتميزهن عن بقية الأفراد، حيث تختارها المرأة الجزائرية بعناية للظهور بمظهر جميل وراقٍ، لتغادر أجواء المطبخ والتنظيف والتعب، وتوقف فترة إهمالها لجمالها خلال خدمتها لأفراد عائلتها بالطبخ والتنظيف بكل محبة طيلة أيام الشهر الفضيل.

جمال لباس العيد المنزلي

في الجزائر، تهتم المرأة كثيرًا بلباس العيد المنزلي الذي تستقبل به ضيوفها خلال الزيارات التي لا تتوقف طيلة اليوم، كما أنها غالبًا ما تختار منها اللباس المحلي الجزائري كالجبة، البدعية، الجلابة، الڨندورة أو الملحفة نظرًا لتميزها عن بقية الألبسة الحديثة، سهولة ارتدائها وعمليتها، إضافة إلى تفاصيلها الفريدة.

ملابس المرأة الجزائرية

خلال السنوات الأخيرة، لاحظنا رجوع الأجيال الجديدة إلى التنقيب عن الألبسة التقليدية والحلي في مختلف المناطق الجزائرية، كما أصبح المصممون وصناع الحليّ يستلهمون أفكارهم من التراث الجزائري الغني مع إضافة بعض اللمسات العصرية، فنرتحل عند مشاهدة كل تلك اللوحات الجمالية بين مختلف الحلي الذهبية التي تميز الجزائريات في الشرق والغرب، الحلي الفضية الأمازيغية لدى الشاوية والقبائلية والصحراوية، إضافة إلى تنوع التصاميم والألوان الزاهية المختارة بعناية، والتي تخاط وتحاك من أقمشة فاخرة تميز كل لباس على حدة، في محاولات عديدة للحفاظ على هذا التراث من الإندثار بطريقة معاصرة ترضي كل الأذواق.

حق الملح

يعتبر حق الملح في الجزائرعادة متوارثة يكرم فيها ربّ البيت زوجته على كل ما قدمته خلال شهر رمضان، وغالبًا ما كانت الهدية عبارة عن حلي ذهبية يمنحها إياها صبيحة عيد الفطر، لكن مع تقدم الزمن تنوعت هذه الهدية، وأصبح بعض الرجال يقدمون هدية حق الملح أيضًا على شكل جبة عيد جميلة قد يشترونها بأنفسهم، كما قد يمنحون النساء المال لاختيار النوعية التي يرغبن بها نظرًا لمعرفتهن أكثر بما يرغبن به، وبما هو موضة أو لإرضاء أذواقهن الخاصة حتى يكسبون رضاهن بعد كل ذلك العناء.

ملابس المرأة الجزائرية

العودة إلى الحلي التقليدية

تلجأ الفتاة الجزائرية مؤخرًا إلى اقتناء لباس العيد وإرفاقه بالعديد من الحلي التي رجعت للظهور مجددًا لدى الفتيات الشابات، بعد أن كانت تقتصر على حلي النساء في الأعراس والمناسبات الخاصة، فنجد مثلًا أطقم الجوهر الحر أو اللؤلؤ، وقلادات وأساور، وتشكة أوخيط أو مذبح اللويز إضافة إلى الجبين خيط الروح وحلي الفضة المنوعة، حيث يتم اقتناء قطعة أو قطعتين، لترافق الجلابة أو الجبة أو القندورة أو الملحفة أو القفطان، حيث يحمل كل لباس أسماء مختلفة حسب المنطقة مع العديد من نقاط التشابه في شكل الخياطة مع اختلاف الألوان والأنواع.

 

تجارة جبة العيد

 أصبحت مؤخرًا تجارة الجبة بكل أنواعها منتشرة بشكل رهيب في الجزائر،والجديد هنا يكمن في الصفحات والمواقع الإلكترونية التي تبيع هذه الألبسة عن بعد وتقوم بالتوصيل إلى غاية باب المنزل، ما سهل كثيرًا على المرأة الجزائرية الماكثة بالبيت، القيام بخياراتها من الألوان والموديلات والقياسات، ووفر عليها جهد وعناء البحث عن هذه الجبة، خاصّة في الأيام الأخيرة من رمضان التي يكثر فيها الإقبال على محلات الألبسة وتكتظ كثيرًا ما يصعب عليها الاختيار بشكل مريح.

في هذا السياق، تقول لنا السيدة مايا، وهي مصممة وصاحبة صفحة لبيع الجبات والقفطان الجزائري عبر الإنترنت، إن الزبونات أصبحن مؤخرًا يطالبن بمودالات محلية مريحة ذات ألوان موحدة وزاهية لتتزين بها خلال أيام العيد، حتى تضفي على جمالهن بساطة وفخامة في آن واحد.

من ناحية أخرى، تعتقد مايا أن العيد في الجزائر هو مناسبة جيدة للمرأة لإبراز جمالها وأيضًا حبها لتراث بلدها عبر ما ترتديه من لباس وحلي، وديكور منزلي يترجم عراقة التراث الجزائري.

وتضيف المتحدثة هنا، أنها صارت توفر أيضًا بعض الحلي التقليدية من تصميم بعض الفتيات الماكثات في البيوت حتى تساعدهن على تطوير أنفسهن في هذا المجال، حيث صارت الزبونات تتبعن موضة الحلي المستوحاة من المجوهرات القديمة التي كانت في الطريق إلى الاندثار، خاصة حلي اللويز والخامسة والجوهر، إضافة إلى المجوهرات الصحراوية والأمازيغية بكل أنواعها.

تؤكد السيدة مايا، أن تجارة الأشياء التقليدية في الجزائر أصبحت موضة لدى الأجيال الشابة، حيث نلمس رجوعًا كبيرًا إلى الأصول ومحاولات كثيرة للتعرف على تاريخ هذه الألبسة والحلي، ولعل المناسبات الدينية والاجتماعية والأعياد هي بمثابة فرصة كبيرة لهن لإبراز هذا التراث والاحتفاء به.

مبادلة الألبسة التراثية

 تحب المرأة الجزائرية في طبعها مبادلة اللباس وارتداء أزياء مناطق أخرى، فتجد القسنطينية مثلًا بالبدعية الوهرانية، والعاصمية بالقفطان والجلابة التلمسانية، والشاوية باللباس القبائلي، وهكذا، يتم الاحتفاء بالعيد بهوية جزائرية خالصة تبتعد بعض الشيء عن الغزو الذي يتم مؤخرًا لثقافات أخرى، خاصة مع ظهور العباءات الخليجية التي غزت السوق الجزائري مؤخرًا.

لباس مهيبة العيد

في الجزائر أيضا، ما تزال عادة المهيبة حاضرة خلال العيد، حيث يخصص أهل العريس يوما من أيامه الثلاث لأخذ هدية لخطيبته، وهنا تتزين العروس بجبة خاصة تختارها بعناية لاستقبال أهل خطيبها الذين يأخذون لها بدورهم في الأغلب حصتها من حلويات العيد، مواد تجميل و عطور منوعة، أحذية، صندوق فواكه، حلي ذهبية ولباس تقليدي تضيفه إلى "الجهاز" الذي تحضره قبل الذهاب إلى منزل الزوجية.

قبل المهيبة، تصر العروس على الحصول على أجمل جبة أو قفطان مع حليه الخاصة حتى تكون مميزة عن بقية فتيات العائلة، فيكون لباسها في الغالب بتفاصيل أكبر وتزيين مختلف، ذو ثمن أغلى بقماش باهض الثمن وتطريز مميز، ليتم التفريق بينها وبين الحاضرات كأجمل عروس في يوم من أيامها المفضلة.

يمكن القول إن العيد في الجزائر هو عيد للمرأة بالدرجة الأولى، فهي التي تزينه بكل ما تحضره من حلويات ومأكولات شهية، وديكور منزلي جميل

العيد عيد المرأة الجزائرية

يمكن القول إذن، إن العيد في الجزائر هو عيد للمرأة بالدرجة الأولى، فهي التي تزينه بكل ما تحضره من حلويات ومأكولات شهية، وديكور منزلي جميل، إضافة إلى إضافتها للمستها الخاصة بلباسها الجميل الزاهي الذي يضفي على البيت حضورها الطاغي وأثرها الخاص، ورغم التنوع الفكري الموجود بين النساء في بلادنا، بين ربات البيوت والعاملات، المتعلمات أو الأميات، من فضلن العائلة على العمل، أو من لجأن إلى اقتحام الحياة العملية والابتعاد عن جو الأنثى الهادئ، تتفق الجزائريات على أن الأناقة خلال أيام الأعياد والمناسبات شيء مقدس، كما أنهن لا يفوّتن أبدا فرص الظهور بكامل زينتهن، والافتخار بأصولهن وتراثهن خلال أيام العيد بكل ما يملكن من حلي وملابس تجعلهن ملكات حيثما حللن.