30-ديسمبر-2019

فوز المنتخب الجزائري بالكأس الأفريقية غطى على مشاكل الرياضة (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

"نحن نتدرّب في موقف سياراتٍ، قرب مركّب 5 جويلية بالعاصمة، في إطار تحضيرات أولمبياد طوكيو، بعد أن مُنعنا من التدرّب في مضمار ملعب 5 جويلية، بحجّة أشغال تغيير أرضية الملعب".

عرف الموسم تألقًا جزائريًا محدودًا في المنافسات العالمية على صعيد الرياضات الفردية

بهذا الكلام وصف البطل الأفريقي العربي بورعدة، الحالة الكارثية التي تجري فيها تحضيراته لتمثيل الجزائر في أكبر محفل رياضي عالمي. وضعية لا زال يعيشها الرياضيون الجزائريون وهم يودّعون عامًا آخر، حقّقت فيه الجزائر تتويجات قارّية، لكن وضعية الرياضة بقيت تراوح مكانها. توّدع الجزائر هذا العام، بالمشاكل نفسها في كلّ سنة.

اقرأ/ي أيضًا: محاربو الصحراء .. فوز مستحق بالكأس الأفريقية الثانية

الجزائر سيّدة أفريقيا كروّيا

كانت ليلة التاسع عشر من حزيران/جويلية، بمثابة الليلة الموعودة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، إذ شهد ملعب القاهرة الدولي، عودة "محاربي الصحراء" لمعانقة المجد الأفريقي، بعد صيامٍ دام 29 عامًا من تاريخ آخر تتويج بالسيّدة الأفريقية. لقد صنع أشبال جمال بلماضي ملحمةً لم يكن أحد ينتظر وقوعها.

حجز الناخب الوطني جمال بلماضي، مكانة مميّزة في ذاكرة الجزائريين في عام 2019، وقد يكون شخصية العام بلا منازع أما السياسيين ورجال الفن والثقافة، حيث أصبح "الباء" الوحيدة التي حظيت بإجماع الجزائريين في عام 2019.

دوري المنحرفين؟

أصبح رائجًا لفظ "دوري المنحرفين"، الذي يُطلقه متابعون لدوري المحترفين الجزائري، ولم تأت هذه التسمية من فراغ؛ بل جرّاء حالات فساد وتلاعبات في التسيير، وصولًا إلى قضايا تعاطي منشّطات ظهرت في الأوساط الرياضية الجزائرية، ففي سنة 2019 تم إيقاف عدّة لاعبين من البطولة الوطنية بسبب تورّطهم في قضايا مخدّرات، أو تعاطي مواد محظورة رياضيًا، حيث تم هذا العام إقصاء كل من وليد قحّة حارس نادي اتحاد بسكرة، وإلياس بن يوسف لاعب شبيبة القبائل، إضافة لبلال نايلي لاعب اتحاد الحراش، وكذا هشام شريف الوزاني لاعب نادي مولودية الجزائر.

 تراوحت عقوبة اللاعبين المتورّطين في تناول مواد محظورة، بين منعهم من ممارسة أيّ نشاط رياضي لمدّة عامين إلى أربعة سنوات، كما سُجّلت أيضًا حالات مماثلة في الأقسام السفلى، لتُصبح كرة القدم الجزائرية تحت وقع أخبار المخدّرات والمنشطات، ويصير محترفو كرة القدم يعيشون نمط حياةٍ مثيرًا للجدل.

لم تكن فضائح اللاعبين هي الميزة الوحيدة لعام 2019 في الجزائر، بل دخل المسيّرون ورؤساء الأندية على الخط؛ حيث وصل بعضهم لأروقة العدالة بتهم الفساد وتبديد الأموال، وأصبحت بعض الاتهامات الثقيلة بتلقي حكّام ورؤساء النوادي لرشاوي أمرًا عاديًا، تتناقله الجرائد وبلاتوهات القنوات الخاصّة.

لعلّ أشهر تلك الحوادث، ما جرى عقب مباراة شباب قسنطينة وشبيبة القبائل في الجولة الأخيرة من الموسم الماضي، حيث نشر مسؤولو شبيبة القبائل تسجيلًا صوتيًا لمكالمة جمعت رئيس الفريق شريف ملّال، مع المدير العام لنادي "السنافر"، والتي تُظهر أن هذا الأخير يقبل رشوة لتحميس اللاعبين على الفوز على اتحاد العاصمة، المنافس المباشر لشبيبة القبائل على لقب الدوري.

 بات من الواضح أن عام 2019 سينقضي، مخلّفًا وراءه ملفّات عالقة للأندية الجزائرية، لا زالت تنتظر الفصل فيها من طرف المحاكم الرياضية المختصّة، لقد فقدت محبوبة الجماهير الكثير من رونقها، بسبب فساد أهلها الذين باتوا لا يعرفون قيمتها.

ملاعب الأشغال العمومية

اضطرت أندية اتحاد العاصمة، ونادي بارادو، ومولودية الجزائر، لاستقبال منافسيها خارج ملاعبها، بحجّة عدم اعتماد الاتحاد الأفريقي لهذه الملاعب التي لا تلبّي شروط إجراء مباريات قاريّة أو دولية، ما وضع هذه الأندية أمام حلٍّ واحدٍ؛ وهو خوض المباريات في ملعب تشاكر بالبليدة غربي العاصمة، بعد غلق ملعب 5 جويلية للصيانة وتركيب أنظمة جديدة.

هذا الأمر الواقع، يحيلنا إلى حقيقة افتقاد بلد مثل الجزائر، إلى ملاعب "محترمة" تصلح لخوض مباريات كرة القدم، فالملعب الوحيد الذي بات قبلة المنتخب والأندية هو ملعب البليدة، الذي سبق واشتكى منه الناخب الوطني جمال بلماضي، مصرّحًا أنّه "ليس بمثل هذه الملاعب يمكن تطوير الكرة الجزائرية، والسماح لها بالبقاء في قمّة القارة الأفريقية"، تصريح سرعان ما فنّده وزير الشباب والرياضة عبد الرؤوف برناوين الذي قال إنّ الجزائر تمتلك ملاعب جيّدة وتستطيع احتضان كأس أفريقيا وكأس العالم.

عام جديد توّدعه الكرة الجزائرية دون ملاعب جديدة، وآجال منتهية تنتظر التمديد لتسليم مشاريع متوقّفة، أضحت وعودًا سنوية تتجدّد كل موسم. لحدّ الآن لا زالت أربعة ملاعب قيد الإنجاز رغم أن الأشغال انطلقت بها في عام 2007، وهي ملاعب تيزي وزو، وهران، برّاقي والدويرة، والتي من المرتقب أن تنتهي الأشغال بها قبل كأس أفريقيا للمحليين "شان"، حيث فازت الجزائر بتنظيم دورة 2022، فهل ستكون تلك المنشآت جاهزة للموعد القارّي؟

 تميّز فردي

حمل الموسم تألقًا جزائريًا محدودًا في المنافسات العالمية على صعيد الرياضات الفردية، حيث عاد العدّاء توفيق مخلوفي للتألّق من جديد بحصوله على فضية سباق 1500 متر ببطولة العالم لألعاب القوى في العاصمة القطرية، بينما نال زميله العربي بورعدة ذهبية العشاري في الألعاب الأفريقية بالمغرب.

فئة ذوي الاحتياجات الخاصة حصدت 16 ميدالية في بطولة العالم منها ميداليتان ذهبيتان

 فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة أيضًا، سجّلت تألق الجزائر في بطولة العالم التي جرت بدبي، حيث حازت الجزائر على 16 ميدالية منها ذهبيتان، لتواصل هذه الفئة تشريف الجزائر في مختلف المحافل الدولية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الكاف" تطلب من الجزائر الاستعداد لاحتضان كأس أفريقيا 2021

روح الحراك ترافق الفريق الجزائري في مصر